تواصل إضراب عمال الملاحة للخطوط الجوية الجزائرية، أمس، لليوم الثالث، ما أدى لتعطل معظم الرحلات واستمرار انقطاع معظم الرحلات الداخلية والخارجية. وشهد المطار الدولي هواري بومدين، تذمرا كبيرا للمسافرين، الذين وجدوا أنفسهم عالقين بسبب استمرار إضراب المضيفين، وغياب معلومات واضحة عن توقيت استئناف الرحلات. وذكرت النقابة الوطنية لملاحي الطيران التجاري، أن الإضراب يأتي عقب عدم استجابة الإدارة إلى المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة إليها، فضلا عن عدم الالتزام الاتفاقيات المتفق عليها في السابق، موجهة رسالتها إلى الرأي العام الوطني، التي أشار البيان إلى ضرورة أن يعلم حقيقة الأمر وخلفيات الحركة الاحتجاجية. من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم شركة الخطوط الجوية الجزائرية السيد أمين أندلسي ان الاضراب الذي يشنه مستخدمو الملاحة التجارية منذ الاثنين ولغاية يوم الأربعاء لليوم الثالث على التوالي انجر عنه الغاء و تأخر العديد من الرحلات المبرمجة. وصرح السيد أندلسي لوكالة الأنباء الجزائرية، ان حركة اضراب يوم أربعاء كان لها نفس التأثير مثل اليومين الماضيين حيث تسببت في تأخر والغاء العديد من الرحلات. وأوضح الناطق الرسمي باسم شركة الخطوط الجوية الجزائرية في هذا السياق “لم يتغير شيء مقارنة باليومين الماضيين. لقد سجلنا تأخر و الغاء رحلات كانت مبرمجة”, مضيفا “سنصرح بنسبة الرحلات الملغاة في آخر اليوم لكنها لن تختلف عن اليومين الماضيين أي بنسبة 40%”. وحسب السيد اندلسي فقد “نصبت الخطوط الجوية الجزائرية خلية أزمة , مهمتها متابعة الإضراب ومحاولة تسيير الرحلات من خلال تعويض الرحلات الملغاة برحلات تستخدم فيها طائرات ذات سعة أكبر لاستيعاب اكبر عدد من المسافرين”. أما فيما يتعلق بالتفاوض مع مستخدمي الملاحة التجارية قال ذات المسؤول ان” ابواب الحوار مفتوحة طيلة أيام السنة”. للتذكير فإن محكمة الدار البيضاء (الجزائر العاصمة) أصدرت أمس الثلاثاء قرارا يقضي بالوقف الفوري للإضراب الذي يشنه مستخدمو الملاحة التجارية للشركة مع أمرهم بالكف عن عرقلة نشاط الشركة معتبرة الحركة الاحتجاجية “غير قانونية”. من جهة أخرى فإن مستخدمي الملاحة التجارية والمقدر عددهم 1400 موظف, حسب تصريحاتهم, لا يزالون متمسكين بقرارهم و يرفضون العودة لمناصب عملهم ما لم تحقق مطالبهم”. وفي هذا الاطار صرح السيد وليد رقيق عضو في نقابة مستخدمي الملاحة التجارية “لن نستأنف العمل إلا بعودة العمال الموقفين بما فيهم النقابيون وحتى تطبق بنود الاتفاقات ذات الطابع المالي الممضاة مع المدير العام”. ونادى السيد رقيق السلطات العليا “بالتدخل لحل هذا الوضع الذي من الممكن ان يطول أمده”, مشيرا إلى ان الاتفاقات التي تم ارسال فحواها لمفتشية العمل تم “تجميدها” من طرف المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية دون سبب”. ومن المطالب التي رفعها أيضا مستخدمو الملاحة التجارية وهي “التقسيم العادل من حيث البرامج الشهرية لكل مستخدم ملاحة”. وأكدت شركة الخطوط الجوية الجزائرية في بيان لها يوم الاثنين أن الإضراب الذي شرعت فيه النقابة الوطنية لمستخدمي الملاحة التجارية الجزائرية تسبب في “اضطرابات وإلغاء العديد من الرحلات”. وحسب ذات المصدر فان مطالب هذه النقابة تتعلق أساسا بالأجور. و منذ 2017, باشرت مديرية الموارد البشرية للخطوط الجوية الجزائرية في مفاوضات مع جميع الشركاء الاجتماعيين بما فيهم النقابة الوطنية لمستخدمي الملاحة التجارية الجزائرية من أجل التوصل إلى مسعى شامل يأخذ بعين الاعتبار الوضعية المالية للمؤسسة.