تجددت، السبت، مظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر العاصمة وعدد من المدن الأخرى، في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحراك، وسط إجراءات أمنية مشددة، ورفضاً لما اعتبره ناشطون محاولة ل”رسملة وتأميم” الحراك، عبر اعتبار 22 فبراير من كل سنة “احتفالاً رسمياً بتلاحم الجيش والشعب”. وعاد الآلاف من المتظاهرين، أمس، إلى كبرى ساحات وشوارع العاصمة للتظاهر، وإعلان التمسك بالمطالب المركزية للحراك الشعبي المعلنة منذ فبراير 2019، والمرتبطة بإطلاق مسار انتقال ديمقراطي وإعادة صياغة توافقية لدستور مشترك، وإقصاء كل المسؤولين من رموز النظام السابق من السلطة في مستوياتها المتعددة. للإشارة شهدت معظم الولايات لأمس احتفالات بمناسبة الإحتفال باليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية تحت شعار جيش شعب خاوة خاوة، والذي أقره السيد رئيس الجمهورية في الثاني والعشرين فيفري من كل سنة، وتخليدا للهبة التاريخية للشعب، ولتعزيز أواصر الاخوة وترسيخ روح التضامن بين الشعب وجيشه. .. الحراك الجزائري.. يصنع الاستثناء ويبهر العالم مرت أمس سنة كاملة على حراك 22 فبراير الشعبي الذي صنع الاستثناء وعكس قوة صمود الجزائريين أمام كل التحديات وهز العالم واتخذه الشعب السوداني قدوة يحتذى بها للخروج في مسيرات سلمية تطالب بالتغيير. ويرى في هذا الصدد عثمان المرغلي مدير صحيفة التيار بالسودان” ان الحراك الجزائري كان نموذجا للشعوب العربية كلها وتحديدا الشعب السوداني الذي كان ايضا يمارس الحراك الجماهيري القوي ضد النظام الديكتاتوري السابق وكان معجبا جدا بالحراك السلمي الجزائري”. والشعب الجزائري المخضرم استمد قوة انتفاضته من صموده في وجه المستعمر الفرنسي لاكثر من قرن حيث ان الحراك استطاع ان يعيد قطار الجزائر الى سكته الصحيحة. ويرى في هذا الخصوص المحلل السياسي اللبناني طوني نجم” ان ما حصل في الشارع الجزائري استطاع ان يحقق كل أهدافه وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية”. ولقد تم في هذه المسيرات ترديد شعارات بلغة واحدة موحدة أكدت ان إرادة الشعب لا تقهر وهي شعارات تبنتها منضمات حقوقية بمختلف دول العالم. وتقول الحقوقية المغربية خديجة الرياض:”لقد عبرنا في عدة مرات عبر جمعيات مغربية اوفي إطار التنسيقية المغاربية لمنضمات حقوق الإنسان عن دعمنا لمطالب الشعب الجزائري وهي مطالب تتقاسمها الحركات العالمية وهي الكرامة والحرية والديمقراطية والتنمية والجميع عبر عن إعجابه بمستوى التنظيم الذي تميز به”. ويحتفي هذا الحراك الايجابي بحصيلة ايجابية بتمكنه وفي اقل من عام من تغيير نظام حكم دام أكثر من عشرين سنة والحفاظ على الدولة وكل أركانها من الانهيار.