الطلبة يصرون على مطلب التغيير الجذري واصل مئات الطلبة الجامعيون، تجندهم للأسبوع الثاني والعشرين على التوالي، مساندة ودعما للحراك الشعبي، ومطالبين بالتغير الجذري ومحاسبة كل من سولت له نفسه نهب المال العام وتردي الوضع الاقتصادي للوطن. وتجمهر أمس مئات الطلبة الجامعيين، من مختلف الكليات والجامعات بالعاصمة، في ساحة الشهداء، كما جرت عليه العادة منذ الأسبوع الخامس عشر من حراكهم الطلابي، بسبب غلق سلالم البريد المركزي من قبل السلطات من أجل سلامة المتظاهرين خوفا من سقوطها . ورفع الطلبة في حراكهم الثاني والعشرين العديد من الشعارات التي تطالب بالتغيير الجذري والإسراع في الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي الذي وصل إلى شهره الخامس، والتأكيد على مطلب رحيل بقايا رموز نظام بوتفليقة في صورة كل من رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي اللذان يلقيان رفضا شعبيا واسعا. وردد الطلبة المتظاهرون في حراكهم الثاني والعشرين في طريقهم إلى البريد المركزي ومرورا بمختلف شوارع العاصمة ووصولا إلى شارع العربي بن مهيدي، شعارات، بن صالح إرحل بدوي إرحل والجزائر حرة ديمقراطية، و خاوة خاوة مكانش جهوية و لا حوار، حتى رحيل بقايا نظام بوتفليقة وكانت أهم الشعارات التي دوت بها حناجر الطلبة شعار باديسيون نوفمبريون مما يدل على اعتزازهم بالعلامة بن باديس ، وكذلك اعتزازهم بالثورة المجيدة. و ما ميز مسيرة الطلبة الثانية والعشرين التي تأتي في خضم احتفالات الشعب الجزائري، بتتويج المنتخب الوطني بالنجمة الإفريقية الثانية، أين امتدت شعاراتهم إلى شعارات رياضو سياسية ، إن صح التعبير، حيث لم يفوت الطلبة المناسبة من أجل ترديد هتافات تعبر عن الفرحة بهذا الانجاز محيين في ذلك أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي ، و من بين الشعارات التي رددوها بالمناسبة جبنا الكحلوشة و رجعنا للعصابة . من جهتها تواصل الجهات الأمنية مرافقة الحراك الطلابي و تأطيره من أجل منع أي تجاوزات قد تحدث في صفوف الطلبة، أين أبان جهاز الشرطة منذ انطلاقة الحراك الشعبي في ال22 فيفري، و الحراك الطلابي كذلك عن جاهزية عالية، وبكل احترافية وانسيابية. كما حيا الطلبة المتظاهرون، جهود المؤسسة العسكرية في مرافقتها للحراك الشعبي، وخاصة بعد مشاركتها في نقل مناصري الفريق الوطني إلى القاهرة، وهذا ما يدل، حسبهم على أن مؤسسة الجيش الوطني الشعبي تسهر على تقديم يد العون لهذا الشعب الأبي و العظيم. ولم تثن نهاية الموسم الجامعي بمختلف الكليات والجامعات على مستوى التراب الوطني، فضلا عن الحرارة الشديدة التي تشهدها معظم ولايات الوطن، من عزيمة مئات الطلبة في مواصلة الحراك والتجند من أجل المساهمة في التغيير والضغط بطريقتهم الخاصة، وذلك عن طريق التظاهر السلمي من أجل المطالبة بالتغير الجذري.