أقدم صبيحة أمس سكان حي الشهداء ببلدية تادميت بولاية تيزي وزو على غلق مقر البلدية وتنظيم اعتصاما للمطالبة بالتعجيل في ترحيلهم ومنحهم سكنات لائقة. وقال سكان الحي أنهم يقطنون بسكنات هشة منذ سنوات ورغم أن البلدية استفادت من حصة سكنات اجتماعية أين تم ترحيل جل العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية إلا أن حي الشهداء أقصي من العملية ما جعلهم يعانون الأمرين إهمال السلطات من جهة وحياة البؤس والحرمان بالحي القصديري من جهة أخرى . وقال مواطنو الحي أنهم رفعوا شكاويهم للسلطات الولائية في عدة مناسبات، مطالبين إياها بالتعجيل في منحهم سكنات لائقة في إطار تنفيذ برنامج القضاء على الأحياء القصديرية إلا أنهم لم يتلقوا الاستجابة بل قوبلوا بوعود لم تجسد في ارض الواقع، ما أجبرهم للخروج إلى الشارع للتعبير عن تذمرهم وغضبهم الشديدين والضغط على السلطات للاستجابة لمطالبهم المرفوعة . كما أشار سكان الحي إلى سكناتهم التي لا تحوي على أدني شروط العيش الكريم والأكثر من ذلك فهي مهددة بالانهيار بين لحظة وأخرى. وعرج سكان الحي إلى غياب النظافة بالحي وكذا انتشار الجرذان والفئران ما يهدد صحتهم وصحة عائلاتهم، وما زاد في غبنهم غياب قنوات الصرف الصحي يجعل الحي يغرق في المياه القذرة التي تحيط منازل العائلات ما يشكل خطرا حقيقيا إزاء انتشار مختلف الأمراض الخطيرة الناتجة عن الوضع . وتساءل سكان الحي عن أسباب تأخر مصالح الولاية عن ترحيلهم، مع أن وضعهم المزري يشبه كثيرا وضع المرحلين مؤخرا، بل بحسبهم حالهم المتردي أشد، داخل بيوت ضيقة مشيدة بالصفيح والخشب، وتفتقد لأدنى الشروط. كما اشار السكان الى معاناتهم خلال فصل الشتاء والأيام الممطرة، أين تتحول بيوتهم إلى ثلاجات ووديان حقيقية، تلزمهم في غالب الأحيان على المبيت في العراء. ولا تقتصر معاناتهم على فصل الشتاء، بل تمتد لفصل الصيف، حيث تتحول البيوت القصديرية إلى فرن مفتوح على مصراعيه تعجز المكيفات عن تلطيف الجو، فضلا عن انتشار الحشرات والجرذان بسبب تراكم النفايات. وبحسب أحد قاطني الحي فان “مسؤولي مصالح البلدية على دراية بمعاناتنا ويعلمون جيدا، أن هذه البيوت القصديرية غير صالحة للسكن، الا أنهم لم يتحركوا تحركا ايجابيا، بل تحركهم لا يتعدى وعودا يقطعونها في كل مرة خصوصا خلال الحملات الانتخابية، لأجل كسب صمت وصوت السكان وإيقاف أي حركة احتجاجية ضاغطة قد تهز منصبهم، ولعل ما يثير مخاوفهم من استثنائهم هذه المرة من كل عمليات الترحيل التي استفاد منها غالبية سكان البيوت القصديرية بالبلدية هو صمت مسؤول البلدية والولاية وعدم إبلاغهم عن موعد ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وعزتهم”. وأمام جل هذه المشاكل طالب سكان حي الشهداء من السلطات الولائية والمحلية بضرورة التدخل من اجل إخراجهم من هذه الأوضاع المزرية والعيش بكرامة بعد القضاء على حياة البؤس والحرمان .