بقلم الأسير المحرر/ الأديب وليد الهودلى أماه ، أربعون عاما مضت وأنا أبحث عنك، أبحث عن عناق للحظات أذوّب فيها آلام هذه المسيرة الحافلة بالشوق وقسوة السجن والسجّان، كانت رحلتي اليك أماه طويلة طويلة جدا، كنت فيها بمثابة ظلالي التي تظلني، نورا ينبعث في قلبي، روحا ينشق لها صدري، أنيسا تنزوي منه وحشتي، أملا يتبدّد من طريقه يأسي وضعفي، كنت دوما رفيقي وسندي وصنو روحي الذي أسند عليه شقاي وتعبي. وسارت مسيرتي الطويلة الشاقة كرحّال لا حدود لرحلاته، تارة أجد نفسي في صحاري قاحلة، لا مياه فيها ولا ظلال، أذوي في سعيرها نهارا، ويكتوي جنبي في ليلها على ما خزّنته رمالها من لهيب نارها، وعندما يثور غضبها تلفح وجهي برمالها، وأرجو كظم غيظها علّي أنجو من ويلاتها، من عمق هذا البؤس كنت أسمع وجيب قلبك أماه، أحسّ براحة يدك وهي تربّت على كتفي، تحويني ابتسامتك وأسمع دعاءك يطارد روحي ويتلقّف فؤادي ويبلسم جراحي ويلقي بشبكة أمان لا تنفكّ عني حتى أتخطّى أوارها وأنجو بروحي من ويلاتها. وتارة أماه أجد نفسي في سفينة تعبّ عرض البحر في عاصفة هوجاء لا تدع شراعا ولا مجدافا، أتشبث على ذات ألواح ودسر قد خلخلتها نزعات العاصفة الهوجاء، أجد نفسي ضعيفا مهيض الجناح لا حول لي ولا قوة، ألمس أنفاسك تحيطني من كل جانب، ويسعفني دوما تذكّري بانك لا تفتري عن طلب حماية ربي وحفظه من لهيج قلبك الذي يديم الضراعة ويسخّر عظيم استعانة أمّ بربها الرؤوف الذي لا يخيّب من لجأ اليه لجوء المضطر اذا دعاه. هي مسيرة السجن أماه التي نقطعها في ظل روحك وعلى ضفاف هذا الحنين الذي يوشك على الاشتعال لحظة اللقاء التي لا ينضب معين الشوق اليها، خاض رحّالك العنيد صحاري هذه السجون القاحلة خوض ابن بطوطة وكل رحالة عرفه العرب والعجم وشققت بحار العالمين ومحيطاته العاتية ، لم تسعني تلك الصحاري ولا عمق البحار لتسعني بعد ذلك عينيك الجميلتين، كان ذلك عندما استحضروا لك رحّالك العنيد الى حيث نخلة عسقلان الشامخة ، بالقرب من هذا الشاطئ الفسيح وفي زاوية سجن ضاقت عليها الأرض بما رحبت كان اللقاء المرّ، جاءوا بك على عربة من سيارة إسعاف فملأت المشرق والمغرب ضياء، حضنك قلبي وملأت عيني من نورك الجميل، اختلطت دموعنا وامتزجت أرواحنا وحلّقنا عاليا في سماء ربنا، تلقفت كلماتك الأخيرة وقلبك على فلسطين وأهل فلسطين ومستقبل فلسطين، وانت في رمقك الأخير قلت لي كلماتك التي نطق بها لسانك قبل خمس وثلاثين سنة: درهم شرف خير من بيت مال، موتة بعزّة وشرف خير من حياة طويلة مغمّسة بالذلّ، النصر لأهل الشرف والدين ولو بعد حين. وبعد حين وصل رحّالك العنيد بصفقة عزة مشارف كوبر، هذه البلدة التي دوما تزهر بالأبطال والشهداء، أخيرا وصلت رحلتي المديدة نهايتها وترجلت لتعانق روحي روحها ، وليجد قلبي قلبه الذي ينبض به، وصلت لأقبّل تلك اليدين التي ما فتأت مرفوعة في دعائها اللاهب، هذه التي أظلتني بظلالها في الصحاري القاحلة وكانت لي اليد التي تنشلني من عمق البحر العاصف عندما يحيط بي موجه من كل جانب، لحظات ونشعل ذاك الحنين الذي ملأ آفاق كوبر وفلسطين، لحظات لتلتف الروح بالروح ويلتحم القلبين بقلب واحد، لحظات لتغرق هذه الشمس في بحرها عند غروب كوبر. كانت كوبر مكتملة بكل شيء ببهائها وجلالها ووقارها الا أني لم أجد أمّي، ليتني وجدت أمّي وضاع مني كلّ شيء، وجدت نفسي ولم أجد روحي، غيبها ثرى كوبر لتكون عند ربّها فتطيل أمد الانتظار من جديد الى يوم لقاء الحبيب. أمّاه لم يعد للحياة طعم بعدك، ولم يكن لعطائك ودعائك ولهيج صدرك وجميل صبرك معنى لولا أننا نؤمن برب رحيم ودود لطيف، يبارك العطاء ويجزي على أحسن العمل ويثيب بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أعاهد الله على أن تكوني قلبي كله، لا يسع غيرك الا ما كان من رضاك وأخذ الاذن منك وأسبغت عليه ما أحببتيه لرحّالك العنيد، نائل الذي لو لم ينل الا أنت لكفاه ولو نال كل شيء ونقص رضاك ذرة لما نال شيء. أملي بربي كبير أن يرحم أمّا أرضعت ولدها حرية ، نذرته لربها وقدسها، قهرت الدّ أعدائك وزرعت الغيظ في أعماقهم، بقيت على درب أبنائها وحفيت أقدامها وهي تطاردهم في فيافي سجونهم السوداء، طال بها الأمد طويلا وهي في خنادق الصبر الجميل ترابط وتنافح وتدق حصونهم، وكان من نسلها من أشفى صدور قوم مؤمنين، صالح وعاصم على درب عمر ونائل، رحلت عندك ربنا وبقيت بروحها منارة خالدة الى يوم الدين. برحمتك ربنا تقبلها وأسكنها فسيح جنة النعيم. أم ضياء: الأم الصابرة بقلم/ عبد الناصر عوني فروانة “أم ضياء”. أعرفها منذ زمن طويل، واعتز بعلاقتي معها، فهي أمي التي لم تلدني، ولقد التقيتها كثيرا وهاتفتها مرارا وتكرارا، وفي كل لقاء أو اتصال اتلمس حزنها في خفايا صوتها وأشعر بثقل آلامها وهمومها، وفي مرات قليلة سمعتها تشتكي الألم والوجع والمعاناة. ألم السجن ووجع المرض ومعاناة الحرمان. فيزداد وجعي وجعا. وبرغم ما تخفيه من ألم عميق بداخلها فهي مواظبة على المشاركة في الاعتصام الأسبوعي، ودائمة الحضور في كافة الفعاليات واللقاءات المساندة للأسرى، رغم همومها ووجعها وبُعد سكناها وكبر سنها وتجاوزها السبعين عاما من العمر. وبصحبتها تخطينا حدود طويلة وزرنا عواصم عربية وأوروبية عديدة، ودخلنا الأممالمتحدة في جنيف ومؤسسات دولية وإقليمية كثيرة، فأينما ذهبنا وجدناها حاضرة، وان تواجدت حضرت معها معاناة الأسرى ورسالتهم، فكانت خير من مثّل الأسرى وناب عن أمهاتهم. فلقد أضحت عنوانا لقضية الأسرى، وأما لكل المغيبين وراء الشمس بفعل السجان، فاستحقت لأن نطلق عليها “أم الأسرى”.أم ضياء الفالوجي (الأغا): هي والدة الأسير “ضياء” من سكان خانيونس جنوب قطاع غزة والمعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد عن سبع وعشرين سنة، ويقضي حكما بالسجن الفعلي المؤبد (مدى الحياة). وهو يُعتبر عميد أسرى قطاع غزة وأقدمهم في السجون الإسرائيلية. أم ضياء: ومع انتشار فيروس “كورونا” وخطورته على صحة الإنسان، وبعد أن طرق أبواب السجون وتخطى جدرانها ودخل أقسامها، باتت أكثر قلقا على صحة وحياة ابنها “ضياء” وباقي الأسرى. لقد فاض بها الالم، ولم تعد الكلمات تُعنيها، فهي لا تشفي غليلها ولا تطفئ نار شوقها. كما ولم تكترث لبيانات المؤسسات الدولية ومطالبات الجهات المحلية، فهي تريد أن تُكحل عينيها برؤية ابنها الأسير، وأن تسمع صوته للاطمئنان عليه في ظل تردي الأوضاع الصحية وعدم توفر مواد التنظيف وانعدام اجراءات الوقاية وتدابير الحماية، واستمرار الاستهتار الإسرائيلي بحياة وصحة الأسرى ووقف زيارات الأهل والمحامين. “أم ضياء”: بفعل الزمن والسجن، أعمار مضت خلف القضبان وأسرى هرموا بين الجدران، ورحلت أمهات وآلاف أخريات يتابعن قلقا حال أبنائهن جراء “كورونا”، وينتظرن شوقا عودة أبنائهن بعد أن طال غيابهم، ويخشون الرحيل قبل عودتهم. “أم ضياء”.. أنحني أمام صبرك وقوة تحملك، وأنت من صبرت دهرا. أما أنت أخي “ضياء”.. فعلينا جميعا أن نخجل من ضعفنا وعجزنا وعدم مقدرتنا على كسر قيدك وقيد اخوانك القدامى. أم ضياء: كل عام وانت وأمهات الأسرى بألف خير. ونسأل الله العلي القدير أن يحفظك وأن يحفظ لنا أمهاتنا ويبارك فيهم ويرزقنا رضاهن عنا، وأن يطول بعمر أمهات الأسرى الأحياء أجمعين، وأن يحقق لهن حلمهن باحتضان أبنائهن أحرارا. ويقولون متى هو. قل عسى ان يكون قريبا. عيد الأم: الذي يصادف في21 آذار/مارس من كل عام، كانت مناسبة ثقيلة على الأسرى وعوائلهم، فأصبحت حزينة وموجعة بفعل “كورونا”. فهي تزيد من ألمهم ألماً، ومن حزنهم حزناً. فلا الأسرى قادرون على الاحتفاء مع أمهاتهم في “عيد الأم”، ولا الأمهات بمقدورهن استقبال الهدايا عبر شبك الزيارة أو تلقي كلمات التكريم من خلال المراسلة والاتصال الهاتفي مع استمرار انعدام آليات التواصل ما بين الأسرى وذويهم بعد أن أوقفت سلطات الاحتلال زيارات الأهل والمحامين بحجة “كورونا” دون أن توفر البديل حتى اللحظة. أما انت يا “كورونا”: فلترحل بعيدا عنا وعن أسرانا وعوائلهم. ارحل أيها “الوباء” القاتل واذهب بعيدا عن شعبنا، ورفقا بنا فيكفي ما فينا من ألم ووجع، فما عاد في الروح متسع، وما عاد بمقدورنا تحمل مزيدا من الوجع. الكورونا ڤيروس والأسرى الفلسطينيون والضمير الغائب بقلم : اياد الأقرع * عضو المجلس الثوري لحركة فتح منذ الانتداب البريطاني حتى هذا الاحتلال الإسرائيلي القبيح بل الأقبح على هذ الأرض وشعبنا الفلسطيني يرزح تحت نير الظلم والاضطهاد، فقدم على مر التاريخ المعاصر كوكبة من الشهداء تلو الكوكبة، ورافقتهم قوافل من الأسرى.. الأسرى الفلسطينيون الذين شكلوا ظاهرة فريدة مشرقة في التاريخ الحديث ..حيث ظلوا خط الدفاع الأول عن شعبنا وامتنا لنيل الاستقلال وتحرير الإنسان من العبودية والتمييز، رسالة كفلها رب السماء لعباده، وظلوا خط الدفاع الأول عن هذه الأمة، هؤلاء الأسرى الذين يعانون في سجون الاحتلال شتى أنواع القسوة من تعذيب وعزل واضطهاد وتنكيل، ويفتقدون لأدنى حقوقهم الإنسانية التي كفلتها جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية .. واليوم يواجه أسرانا بظروفهم الصعبة تحديا آخر، وهو تهديد تفشي وباء الكورونا بينهم لا قدر الله في غفلة من الزمن، حيث العالم منشغل به، بل كل من على هذا الكوكب في كيفية تطويق هذا الوباء ..العالم مشغول بنفسه بدءًا بالفرد وانتهاء بالدول وصولًا للعالم أجمع، وأسرانا الأبطال منسيون في غياهب السجون والوضع سيكون أكثر كارثية . ومن هنا لا بد من الإفراج العاجل عنهم.. إننا نناشد الإنسانية جمعاء ..أسرانا في خطر ..أما آن الأوان للعالم الحر أن يقول كلمته؟ بل على الأممالمتحدة، وجميع مجالس وحقوق الإنسان في العالم أن يقولوا لإسرائيل كفى استهتارا بحياة الفلسطيني ..القلق يساور الجميع وهم في بيوتهم، وكل واحد حوله كل مقومات الحياة بدءاً بالتعقيم وانتهاء بالمأكل المناسب واللباس المناسب وتوفير أماكن خاصة في حالة الإصابة..فماذا يصنع هؤلاء الأبطال مقيدو الحرية وسط الاكتظاظ داخل غرف الاعتقال والتحقيق ومراكز توقيف لا تتوفر فيها الحدود الدنيا للآدمية ..ومن هنا لا بد من وقفة جادة من كل الأحرار في العالم للوقوف بجانب فخامة الرئيس محمود عباس (أبو مازن ) الذي لم يترك منصة دولية ولا مناسبة إلا ويطالب فيها بتحرير أسيراتنا وأسرانا الأبطال ويوجه نداءً مستمرا ..انقذوا أسرانا وأبناءنا من الموت المحقق ..أسرانا وأسيراتنا في خطر .لا بد من تحريرهم فورا دون قيد أو شرط، ونخص بالذكر الأشبال الذين ما زالوا في عمر الورود، والأحكام العاليه والذين لا تاريخ للإفراج عنهم ويعانون من قهر لا مثيل له. أمنيات السلامة لأسيراتنا وأسرانا الأبطال وأمتنا العربية والإسلامية ولكل الإنسانية. أطلقوا سراحهم لعل الله يشفع لكم من كورونا. “فتح” وهيئة الأسرى تطلقان نداء عاجلا للإفراج عن الأسرى وإنقاذ حياتهم طالبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية، التحرك الفوري لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لإجبارها على الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، لا سيما ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن، الذين يعدون الأكثر عرضة للخطر في ضوء انتشار فايروس “كورونا”. وشددت “فتح” وهيئة الأسرى في بيان مشترك مساء اليوم السبت، على أن هذا النداء، الذي يحمل في تفاصيله كل أشكال المخاطر والقلق على أسيراتنا وأسرانا، يأتي في مرحلة حساسة، تسبق أن يسجل التاريخ كارثة حقيقية ضحاياها أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني وعربي في سجون ومعتقلات الاحتلال، في ظل الارتفاع الكبير للمصابين بهذا الفيروس في دولة الاحتلال. وكشفتا أنه في ظل توحد كل مكونات دولة الاحتلال لمواجهة هذه الجائحة، وما ترتب على ذلك من تعطيل للحياة بشكل كامل، واتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية الإسرائيليين وانقاذهم، يُترك الأسرى فريسة لهذا الفيروس في سجون تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، إضافة الى عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحمايتهم، ولم توفر الأدوات الوقائية والمعقمات، بل على العكس من ذلك، قامت إدارة السجون بسحب 140 صنفا من مواد “الكانتينا”، جزء كبير منها مواد تنظيف. وأضافت “فتح” والهيئة أن الخطر الحقيقي يكمن في قرار إدارة السجون، الذي عمم على الأسرى، بمنع خروج المرضى منهم الى عيادات السجون، وعدم توفير الأدوية والعلاجات، ما يشكل خطرا كبيرا على حياة ما يقارب 700 أسير مريض بحاجة الى متابعة ورعاية صحية يومية. وأشارتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أرتكب عشرات المجازر بحق شعبنا الفلسطيني ومناضليه، وشددتا على ضرورة ألا يسمح المجتمع الدولي لذاته أن يكون شاهداً على مجزرة إسرائيلية جديدة يكون سلاحها فيروس كورونا، وضحيتها أسرانا الأبطال. ووجهت “فتح” وهيئة الأسرى، صرخة باسم الأسرى وأسرهم الى المجتمع الدولي: “أنقذوا 43 إمرأة وفتاة في معتقل الدامون المميت.. أنقذوا قرابة 200 طفل وقاصر موزعين على معتقلات عوفر ومجدو والدامون.. أنقذوا 700 أسير مريض 18 منهم يقبعون فيما يسمى “مستشفى سجن الرملة”، وهم اليوم أقرب من أي وقت آخر الى الموت.. أنقذوا كل أسرانا، وخذوا برسائلنا وتقاريرنا التي وصلتكم على محمل الجد، فاليوم نناشدكم لكي تقوموا بواجباتكم ودوركم .. اليوم نطالبكم برفض عنصرية الاحتلال التي تتجلى بالنظر الى إجراءات محاربة فيروس كورونا داخل السجون وخارجها .. اليوم كونوا أكثر جرأة وكفى لصمتكم”.وحيت حركة فتح وهيئة الأسرى، شعبنا الفلسطيني وقيادته الحكيمة على الحالة العالمية الفريدة التي شكلتها فلسطين بقيادة الرئيس محمود عباس والحكومة في إدارة أزمة وباء فيروس كورونا المستجد، والتي تجلّت من خلال التناغم بين مختلف مكونات الدولة الفلسطينية، ما برهن على تفرد فلسطين دوماً كحالة استثنانية تعبر كل محنة أشد عضداً وأصلب عوداً. كما حيّتا صمود أسرانا الأبطال الرازحين خلف قضبان زنازين الاحتلال، وأكدتا الموقف الفلسطيني القيادي والفصائلي والشعبي الثابت تجاه قضية الأسرى، والاستمرار في استنفار كافة الجهود المحلية والإقليمية والدولية من أجل الدفاع عن الأسرى وإسنادهم. في يوم الأم هيئة الأسرى: آلام متجددة ل 17 أم فلسطينية داخل معتقلات الاحتلال قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أنه وفي الوقت الذي تحتفل عدة بلدان حول العالم بيوم الأم ويتم تكريم الأمهات والاحتفاء بهن بهذا اليوم المميز، تعيش الأم الفلسطينية الأسيرة أقسى درجات التعذيب والألم داخل أقبية الاحتلال، فهي محرومة من لقاء أبنائها وتعاني الأمرّين، وتحلم بيوم التحرر بفارغ الصبر لرؤية أبنائها واحتضانهم. وفي هذا السياق، أوضحت هيئة الأسرى أن سلطات الاحتلال لا زالت تحتجز في سجونها 43 أسيرة من بينهن 17 أماً لعشرات الأطفال، وتُمارس بحقهن إجراءات تنكيلية ولا إنسانية سواء من إهمال طبي أو تعذيب جسدي ونفسي، حيث يتعرضن بين الحين والآخر إلى اعتداءات وحشية، سواء بالإيذاء اللفظي الخادش للحياء، أوالاعتداء الجسدي والتهديد المتواصل، والحرمان من زيارات الأهل والأحكام والغرامات العالية وكذلك الحرمان من التعليم. كما وتصاحب عمليات اعتقالهن ضرباً وإهانة وشبحاً وتعذيب، وتُحرم الأسيرات أيضاً من أبسط المتطلبات الإنسانية والأغطية والملابس في الشتاء، بالإضافة لبعض مستلزمات النساء كالفوط الصحية وغيرها، عدا عن الظروف المعيشية الصعبة التي يعشنها داخل معتقل “الدامون” ومراكز التوقيف الإسرائيلية. ولفتت الهيئة أنه في ظل انتشار فيروس كوفيد 19 (كورونا) لدى دولة الاحتلال، تزداد أوضاع الأسيرات صعوبة وقسوة وهناك قلق دائم على حياتهن ومصيرهن، فهنّ كحال غيرهم من الأسرى يقبعن داخل أقسام تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية، وإدارة معتقلات الاحتلال لا تكترث لهن وتمعن بانتهاكهن، وذلك بحرمانهن من وسائل الوقاية والسلامة العامة كالمطهرات ومواد التنظيف والتعقيم، التي من شأنها أن تمنع وتحد إصابة الأسيرات بهذا الفيروس وبالتالي إنقاذ حياتهن. وطالبت الهيئة في ختام تقريرها مؤسسات حقوق الانسان والمدافعين عن حقوق المرأة بضرورة التحرك وإنهاء معاناة النساء الفلسطينيات القابعات في سجون الاحتلال وخاصة الأمهات منهن، والافراج عنهن بشكل فوري وبلا شروط، لا سيما في وقتنا الراهن تزامناً مع تفشي وباء كورونا حول العالم، حيث أبنائهن بحاجة لهن ولرعايتهن في مثل هذا الوقت الصعب. ورغم الوجع… كل عام وأسيراتنا الأمهات الباسلات بألف خير مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق يحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة المعتقلين في سجون الاحتلال ويأتي انتشار الفيروس بين المعتقلين في ظل قيام مصلحة سجون الاحتلال، بشطب “14” صنف من كنتينا السجون تشمل مواد تنظيف وخضار ومواد غذائية، إضافة إلى إدخال مياه ملوثة للسجن، وعدم القيام بعمليات التعقيم لغرف المعتقلين، ودخول بعض من السجانين عليهم دون فحصهم، الأمر الذي أدى إلى انتشار الوباء بين الأسرى. وعليه يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية، لعدم توفير بيئة صحية مناسبة لمعتقلين، كما ضمن لهم القانون الدولي لحقوق الإنسان ذلك، وهذا ما ورد في الاعلان العالمي لحقوق الإنسان عندما أقر للجميع الحق بظروف مناسبة للحصة والرفاهية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية حيث نص على أنه ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية، وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية نص على أن السجناء لهم حق في أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية، وكذلك القواعد الدنيا النموذجية لمعاملة السجناء أكدت على ضرورة توفير الرعاية الصحية لهم. وبدوره يطالب المركز بضرورة الافراج عن المعتقلين، خاصة المرضى منهم والأطفال والنساء، وأن يلتزم الاحتلال بضرورة اتخاذ اجراءات الوقاية داخل السجون، وتقديم المعدات الطبية للمصابين منهم، لمنع نقل العدوى بينهم، وأن يقوم الصليب بدوره وتقديم ما يلزم لحماية المعتقلين في السجون، وضمان أن يقوم الاحتلال باتخاذ الإجراءات الملائمة للوقاية من نقل العدوى وانتشار الفيروس بين المعتقليتن. الشهيد بشار عارف بنى عودة: الشهيد رقم 11 منذ اندلاع انتفاضة الأقصى بقلم: الأسير المحرر:أكرم نعيم بني عودة ولنا في الفجر حكايات وغربة وألم .. ما زلنا في وحل عجزنا نقدم كل يوم في كل بيت شهيد أسير ، أمٌ تبكي على فلذة كبدها مرة وألف مرة ، ولها معه حكايات وحديث لا ينسى وابتسامات وضحك وحزن ، يوم واثنين وألف ثم … فجأة ، خوف لا يفارقها .. بشار مطارد للاحتلال … وفي قاموس ذلك المحتل اما ان يكون أسيرا او في عداد الأموات … وقلب الأم نار ولظى.. هل من سائل ؟؟ أماهُ كم مرة توقف القلب ؟، كم مرة قد خشَعت الأصوات ؟.. كم تنهيدة …،كم دمعة.. ، كم هي الثواني غاليات؟؟ثم يتم في ميدان الحرب اعتقال بشار .. يبلغ من العمر ما قد أوجع المحتل ويزيد .. ويحكم بالسجن سنوات خمس بتهمة الإيمان والوعي بالثورة .. لكنه لم يجد يوسف ومعجزة وحلم ملك عربي ، لم يكن يعلم أن المحتل قد حكم عليه بالموت.. وفي عتمة السجن والسجان لم يستيقظ بشار … لم تستيقظ الأمة بعد يا بشار .. فكم من مئة بعدكم ومائتين ويزيد … وانا والدمع أثقل مهجتي ما بين سجن وآخر ووطن شريد .. وأمٌ وقصيدة تحكي لنا الألم في حضرة الشهيد بشار عارف بني عودة شهيد القتل العمد في سجون المحتل الصهيوني … مازال السجن قائم والوطن شريد ،وانت في قبرك المجد لك شاهد وشهيد. في السجن فايروس الكورونا يتحد مع فايروس الاحتلال . بقلم:الأسير المحرر- ايمن غريب نافذة العشق ورائحة البرد القادم من صحراء الويل تحمل الأمل والمجهول. أمي علاقة العشق مع الزجاج الذي يفصلنا بعد انتهاء الزيارة دقيقه واحده تودعني وتخاطب عيوني وتلوح بيدها وتقبل ابتسامتي وتحفظ كل ملامح وجهي وتغادر إلى يومها الطويل.. لا تفكر مثلهم إياك أن تحاول لا يأبهون لأنفسهم فهم في رعاية الرحمن يخافون على من تركوهم تحت سنديان العذاب . قائمة الممنوعات تزداد وارتباك الكيان الغاصب يغرس أظافره في جسد الثائرين يتحكم برائحة التراب ولسعة البرد وأخبار الزنازين والمحجوزين أسمائهم ولون بشرتهم ودرجة حرارة أجسادهم. في الزنزانة الرمادية مع الناجين باعجوبه من العزل الانفرادي ما زال الغاز السام في الرئتين وآثار السياط ورائحة القمعات وبرد الجدران ولون القيود ورائحة السجان ونباح الكلاب . سيسجل السجان اعداد السجائر وكمية الخبز المسموح والوسيلة الوحيدة لشرب الماء وجع العظام من فراش قرن مضى . سيؤجل كل شيء مزيد من الحبوب المسكنة والمنومة وجع الطواحين وكل أوجاع الأرض سيعالجها سجان يتقن القراءة والكتابة ومختبرات التجارب ستقيم في السجن . فرصه أخرى لتجربة اي مصل ممكن أن ينجح لعلاج الكورونا سيحتاجون لأكثر من مصاب . اياك ان تعتقد للحظه انك تتعامل مع بشر . كل شيئ مباح . التدخل الدولي العاجل لحماية صحة وحياة الأسرى الكاتب: سري القدوة في ظل ورود اخبار عن اصابات في صفوف الاسرى بسجون الاحتلال الاسرائيلي بوباء كورونا بات من الضروري القيام بأكبر حملة للتضامن الدولي مع أسرى الحرية والمطالبة بضرورة الافراج الفوري عن كافة الأسرى المرضى وكبار السن والأسرى الأطفال والأسيرات نظراً لكون تلك الفئات الأكثر ضعفاً وعرضه لمضاعفات فيروس كورونا وأن الأسرى يعيشون بحالة من التوتر والقلق على حياتهم ومصيرهم وذلك لأن الأقسام التي يقبعون بداخلها تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية فمعظم أقسام السجون قديمة ومكتظة ومغلقة وأن إدارة معتقلات الاحتلال تمعن بانتهاك حقوق الأسرى بشكل صارخ فهي لا تكتفي بزجهم بظروف وأوضاع قاسية للغاية بل تحرمهم أيضاً من وسائل الوقاية والسلامة العامة كالمطهرات ومواد التنظيف والتعقيم كما أنها لم تقدم للأسرى أية إرشادات تمكنهم من المساهمة في إجراءات الوقاية من هذا الفيروس الخطير وخاصة للأسرى القاصرين نظراً لصغر سنهم . ان أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال بحاجة ماسة للتحرك العاجل لإنقاذ حياتهم وخاصة ان الأسرى الفلسطينيين يعانون بالأصل من الازدحام الشديد داخل المعتقلات وعدم توفر غرف خاصة للأسرى ذوي الأمراض المزمنة الحادة والمعدية مما ينذر بتفشي المرض بسرعة كبيرة في صفوف الأسرى في حال إصابة أحد الأسرى ويشكل تهديداً على حياة وصحة الأسرى الآخرين مع تزايد معاناة الأسرى المرضى وسياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها مدرية السجون العامة والمماطلة في تقديم العلاج لهم وعدم وجود أطباء اختصاصيين داخل السجن وافتقار عيادات السجون إلى الأجهزة الطبية المساعدة للمرضى وخاصة أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة وخاصة في ظل هذه الأوضاع المتردية ومع انتشار الفيروس فإن ذلك يعرّض حياة الأسرى للخطر الشديد . ان منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية والقانونية مطالبة بضرورة التدخل الفوري والضغط على حكومة الاحتلال لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة والصحيحة التي من شأنها أن تمنع انتشار الفيروس بين صفوف المعتقلين وبالتالي إنقاذ حياتهم ولا بد من كل رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ديفيد كين ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية في فلسطين د. جيرالد روكنشواب التحرك العاجل والتنسيق لإنقاذ حياة الأسرى والعمل على توفير الحماية الكاملة لأسرى فلسطين في سجون الاحتلال وعدم تركهم يواجهون الموت المحقق وضرورة وضع الترتيبات لحمايتهم والتدخل بشكل دولي لضمان إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال على إثر أتساع انتشار فايروس كوفيد -19 (كورونا) والخطر المحدق بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال . إن أهمية الضغط على الاحتلال الإسرائيلي بضرورة التقيد والالتزام القانوني وخاصة في زمن انتشار الأوبئة وان ذلك هي مهمة المؤسسات الدولية وتدخلهم للإفراج عن الأسرى والمرضى الأكثر ضعفاً وضرورة وضع القرار الدولي الذي اتخذته منظمة الصحة العالمية قيد التنفيذ وضرورة التدخل لإطلاق سراح السجناء الذين يعانون من ظروف حرجة من السجن لتلقي العلاج الطبي المناسب ومن الضرورة العمل على تطبيق القانون الدولي والتدخل لممارسة الضغط على سلطة الاحتلال لإنقاذ حياة المعتقلين وضمان الإفراج الفوري عن الحالات الحرجة وتزويدهم بالعلاج وخاصة في هذه الظروف الصعبة . علماً بأن عدد الأسرى المحتجزين حالياً في سجون الاحتلال يصل إلى قرابة (5000) أسير وأسيرة من بينهم (180) طفلاً و(700) أسير يعانون من أمراض مختلفة ومنهم أكثر من (200) أسير يعانون من أمراض مزمنة ومن ذوي المناعة الصحية المتهالكة.