فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمومة في زمن الكورونا : من الجزائر أمنا إلى فلسطين أم السماء !
نشر في الحياة العربية يوم 21 - 03 - 2020

* ( الجزائر أمنا ) ، ليست جملة شعرية فحسب ، إنما صفة وراثية للهوية ، بحيث لا يمكن أن تزرع وطنا تمتد جذوره إلى السماء ، في رحم أجنبي دخيل ، فلا فرنسا هي أمنا المتبرعة برحم الإيواء ، ولا الجزائر خلية أنثوية للإيجار، في بنك اللقطاء !
* لا يمكن للدولة المحتلة أن تكون حتى زوجة أب ، مع عدم التحفظ على أمومة البغاء ، لأن أمومة الأوطان تعبير رمزي عن عفة الأرض – في سياقها الأخلاقي ، كتربة مُولّدة للبذار الأولى و كشجرةٍ مُنتهى للسلالات، و كعمق شرعي للانتماء البيولوجي ، ولذلك تغدو الدول الاستعمارية أرضا حراما ، أو أمّا محرمة !

* ( الجزائر أمنا ) ، الشرارة الأم للنشيد الوطني ، من أم الثورة وأيقونتها ، جميلة بوحيرد، المحاربة الأمازونية ، عذراء الأوراس ، أندلسية الجنوب ، و نجمة وهران المقدسة ، واحة الشمس الإفريقية ، مرأة السماء ، سمراء الساحل و حورية الصحراء ، و يا إلهي ما أعظم النساء ، ما أرق قوتهن ، وما أقوى رقتهن ، إنهن أمهات الأرض ، والحقول ، سيدات الجنات و الفراديس ، ربات الخصب ، و سارقات الشعلة من فم التنين ….. يا للنساء !
* ( الجزائر أمنا ) لم تكن مجرد احتجاج لغوي ، أو حتى ثوري ، إنها تتعلق بترسيخ الأمومة كمظلة وطنية ، تعبر عن انتماء عرقي و ثقافي للجينوم الأم ، على اعتباره نواة أصلية للشيفرة الوراثية ، وليست خاصية منحرفة أو طفرة جينية مدسوسة !
* لم تكن بوحيرد بحاجة لتفسير الأمور تبعا للمنطق العلمي والأنثروبولوجي ، لأن فطرة المناضل هي أمه ، وبهذا المعنى لا يمكن للأمومة أن تكون وعاء عضويا مستعارا ، فالأم لا تُستعار ، ولا يمكن للاحتلال أن يكون أمًّا بالتبني، ما يخالف شريعة وأعراف هذا النظام ، الذي يقوم بالأساس على إصباغ طابع الأمومة أو الأبوة على أبناء يتامى أو تم التخلي عنهم ، أما أن تفرض فرنسا أمومة استعمارية على الجزائر التي لم تكن بلا صاحب ، فهذا وحده كفيل بإبطال التبني وتعزيز جريمة السرقة ، تماما على طريقة اختطاف الأبناء، عبر مافيات منظمة ، تسرقهم من ذويهم ، وتبيعهم أو تقايض بهم أو تستغلهم لأغراض منحلة ، أو عبر مؤسسات خدمة اجتماعية تمارس وصاية الاختطاف بالقانون ، وتفرض صهرا انتمائيا من خلال نظم و قيم تربوية زائفة ومشوهة .. !
* زنزانة الأم الفلسطينية الأسيرة ، هي شرنقتها ، طالما أن مشكلتها ليست في السجن كمحيط فيزيائي ، بل في الاعتقال كفعل تعسفي واضطهادي ، يمارس سلخا قسريا للأم عن شجرة العائلة … عموما ، لا يغدو هذا السلخ فاعلا ، بما أن الزنزانة هي الابنة الصغرى للمعتقل الأكبر : الوطن ، والوطن أم !
* يتم حرمان الأم الفلسطينية من أحضان أبنائها .. على فكرة ، الحضن وطن ، ولك أن تتخيل تجليات الأمومة في تعدد الأحضان ، فالأبناء يمارسون دور أمهاتهم ، ليس على النطاق العائلي المحدود ، بل ضمن تآزر وطني شامل ، ما يوسع مفهوم الأمومية ، وينقلها من حالة انفرادية إلى بطولة عامة يتقاسمها الجميع ، من رجال و أطفال و أشجار و جدران و شبابيك ، و سماء ، و أغنيات وذاكرات ، و حنين …. وما أدراك ما الحنين !
* مشكلة الاحتلال كمشكلة الاستعمار ، يحاول اختطاف الأمومة ، قبل الأبناء ، لأن الأمومة هي الانتماء !

* يعذب الاحتلال الأم الفلسطينية بأبنائها ، عبر القهر النفسي ، ليجعل من هذا الارتباط العاطفي الحميم عبئا يضني كاهل الحنين ، ولكنه في واقع الأمر فشل فشلا ذريعا … لأن العبء اتخذ شكلا من أشكال الادخار العاطفي …ولك أن تتخيل كيف يرتفع الرصيد والمخزون ، وكيف يصبح الحنين كنزا خبيئا ، لا حملا ثقيلا !
* كل تكتيك قهري يبتكره الاحتلال ، ينقلب ضده ، لأن المقاومة الوطنية أمومية الطبع لا التطبع !

* الأمومة الفلسطينية هي العقار الحيوي المضاد ، الذي يحارب الاحتلال على اعتباره فيروس العصر !
* أثبتت الأم الفلسطينية أنها أم الأرض ، قبل أن تكون الأرض أمها ، حتى كأنها هي التي تنجبها كلما اغتالها اللقطاء !
* الجنة وطن الشهداء وهي أمهم ، ونيالهم ، حين تكون أمُّ سمائهم هي أرضهم : فلسطين !

* هذا زمان الكورونا ، زمان بلا أحضان ، بلا أحبة ولا خلان ، زمنٌ لسجون بلا قضبان ، أيها العالم : بماذا تحس الآن ؟
* هذا العالم يدخل زنزانة انفرادية ، سجانها الفيروس ، ويعيش حربا بيولوجية بلا بطولة ولا شهداء ، فلسطين وحدها ، في أزمنة العدم ، هي الاستثناء !
* العالم يتيم ، والكوكب أصبح طلقة طائشة ، أو فوهة شائطة ، فكلما غدا الوجود حياديا كالعدم ، تفاقم الشعور بالتيه والضياع .. من يرد هذا العالم لأمه الأرض … والأرض أصبحت في زمن الكورونا : أرملة سوداء ؟!
يا أمهات العالم ، كل أم وطن ، وكل وطن أم ، وأم الشهداء ، سيدة النساء .
* يا أمي ، يا حضني الذي يسكنني وأسكنه .. يا حضني الذي يرفعني وأحمله ، يضمني و ينضم إلي ، يسعني حين لا تتسع لي الدنيا ، أمي يا فلسطيني و حضن سمائي : أنا طفلة أبنائي و أم أمي !

مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية
يحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى
حمل مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممثلة بالحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال.
وطالب "حريات" المجتمع الدولي التدخل العاجل لإطلاق سراحهم استباقاً لخطر انتشار فيروس كورونا في أوساط الأسرى، في ظل عدم قيام مصلحة السجون باتخاذ أية إجراءات وقائية، أو توفير أية مواد معقمة تحميهم من انتشار الفيروس، ورفض الحكومة الإسرائيلية إطلاق سراحهم لتخفيف حدة الاكتظاظ لتقليل خطر الإصابة، وعوضاً عن ذلك أقدمت مصلحة السجون وفي هذا الوقت بالذات إلى تنفيذ عدة إجراءات عقابية بحقهم في مقدمتها منعهم من لقاء عائلاتهم ومحاميهم وسحب مئة وسبعون صنفاً من أصناف الكانتينا بضمنها مواد التنظيف والشامبوهات ومواد غذائية أخرى خاصة الفواكه والخضار التي يحتاجها الأسرى في غذائهم اليومي بما يعزز مناعتهم في مقاومة الفيروس. وكذلك عدم أخذ السجانين أية احتياطات وقائية أو استخدام مواد معقمة أثناء تعاملهم مع الأسرى وقيام إدارات السجون الحجر على بعضهم جراء الشكوك بإصابتهم بالفيروس. وحذّر حريات بأن ما تقوم به مصلحة السجون بقرارات من وزير الأمن الداخلي "أردان" بمثابة سياسة ممنهجة تستهدف صحة الأسرى وحياتهم، الأمر الذي يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لتوفير الحماية الدولية للأسرى، وإرسال لجنة طبية دولية للإطلاع على الأوضاع الحقيقية والظروف الاعتقالية الصعبة التي يعيشها الأسرى. والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراحهم وخاصة فئات الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن والإداريين والموقوفين، ووقف سياسة الاعتقالات اليومية. وطالب حريات الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي يتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له أسرانا وأسيراتنا في هذه الظروف العصيبة وتحميل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن حياتهم.
بدّيش أهلي يعرفوا
بقلم :حسن عبادى

زرت هذا الصباح سجن عسقلان للقاء ثلاثة أسرى، وشبح بعبع الكورونا يخيّم في فضائنا؛ طلبت منّي إدارة السجن أن أبكّر لإجراءات أمنيّة ووصلت الساعة السابعة والربع صباحًا بسبب حركة السير الخفيفة على غير المعتاد بسبب الكورونا، والتقيت بدايةُ بالأسير “X” بناءً على توصية من صديقي معتز؛ وجدته مرتبكًا شاحبًا بعكس الطلّة التي اعتدت عليها من جميع الأسرى الذين التقيتهم في الأشهر الأخيرة، ولتلطيف الأجواء سألته عن سبب شحوبه وإذ كان استيقاظه باكرًا من دون فطور؟ فأجابني: بل هي خُزعة من قبل “مطبّبة” أسنان في السجن، قلبت حياتي رأسًا على عقب! تبيّن أنّ تلك الخُزعة الخبيثة سبّبت له خدرًا وجعلته مهووسًا، يعاني من أوجاع في الحلق والمعدة، خدر في أطرافه ولا ينام الليل، ورغم ذلك لم يتلقَّ أيّ علاج غير المسكّنات التي لا تُسمن ولا تغني عن جوع. توجّه لإدارة السجن يوميًا ولم يفحصه طبيب مختصّ حتى اليوم وكلّ طلباته بأن يفحصه طبيب من خارج السجن باءت بالفشل. كان رياضيًا متميّزًا قُبيل أسره وحالته الصحيّة تسوء من يوم إلى آخر! شكا لي انعدام الظروف الصحيّة الملائمة داخل الأسر ممّا يزيد مخاوفهم وقلقهم في ظلّ العمّة كورونا وزيارتها المباغتة لعالمنا. ظاهرة الإهمال الطبي تجاه الأسرى الفلسطينيّين أودت بحياة عدد كبير منهم، وما زالت تهدّد حيوات العشرات، والسلطات تتجاهل ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي. رغم الأوجاع والألم، عيناه تشعّان أملًا وإصرارًا. حين ودّعته قال لي: “وحياتك؛ بدّيش أهلي يعرفوا”لك عزيزي “x” أصدق الأماني بوافر الصحّة والسلامة، أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك من أسرى الحريّة.
فيروس كورونا تقدم: بيت لحم حرة وبلا كمامة
بقلم: عيسى قراقع
رئيس هيئة شؤون الاسرى السابق
عضو المجلس التشريعى الفلسطينى
فيروس كورونا تقدم، مدينة بيت لحم حرة مبتسمة وبلا كمامة، ان كنت قد نجحت في التسلل الينا عبر الحدود فقد حاصرناك وطردناك من ديارنا، وان كنت مقنعا تختفي في رذاذ يتطاير في المكان او تتمحور فوق الاجسام فقد كشفناك، فلسطين مقتلك، عندنا الدواء والصمود والصبر والقوة الجارفة فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، ان كنت قادرا على التفشي واستباحة دول عديدة لكنك هنا قد ضللت الطريق، لقد اعتقلناك وهزمناك، لا راية بيضاء ولا يأس مع الحياة، في كل الظروف المريعة نستمد من قوتنا الروحية اسلحتنا الانسانية ولا ننحني للعاصفة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، كل الشعب الفلسطيني انتظم في كتيبة واحدة، قوة انضباطية واعية، نفوس الناس تحررت من الخوف، شعارها لا موت بل حياة، التكافل والحب والتضامن والتفاني والمواجهة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة و بلا كمامة، اذا كان العالم قد اصيب بالشلل واصبح تحت حظر التجوال وانهمك في تجنيد كل التقنيات والخبرات العلمية والامنية والمعلوماتية والمالية لاحتواء حرب الكورونا، فان فلسطين جندت قوة اخرى هي اختبار الشجاعة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، يتحرك الشبان والنساء واللجان وقوات الامن والشرطة والاطباء بلا كمامات، يستجيبون لكل نداء او مساعدة واغاثة، رأيت احد افراد الشرطة يقف في الشارع بلا كمامة، كان يبتسم وهو يعطي التعليمات ويقوم باجراءات السلامة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، لم تضع كنيسة المهد كمامة، حاصرها المحتلون اربعون يوما عام 2002، تحملت القنابل والرصاص والجوع والموت في المذود، كانت حربا عالمية اسرائيلية على الله والبيت والانبياء والعبادة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة بلا كمامة، لم يضع مخيم الدهيشة على وجهه كمامة، حمل مفتاحا وحجرا وعكازة، ذاكرة تزحف الى الامام على الرصيف نحو الشمال باتجاه القدس، حيث الفجر العظيم والصلاة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة بلا كمامة، احد المصابين القابعين في الحجر الصحي ودع والدته التي توفيت، حضر الجثمان محمولا على اكتاف الناس، كان الوداع بلا كمامة، الجنازة بلا كمامة، وجهاً لوجه مع الالم والموت بلا كمامة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم بلا كمامة، قال احد اجدادنا: من شرب من زيت بيت جالا لن يصيبه البلاء، وعندما جلسنا تحت زيتونة البدوي الرومانية العتيقة، سمعنا صوتا كنعانيا يأتي من تحت الصخور، يشق التراب، يهز عظامنا، عندها عرفنا سر العلاقة الحميمة بين النار والزيت والماء. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم بلا كمامة، الاسرى في سجون الاحتلال لم يضعوا كمامات على وجوههم في ليالي القمع الوحشية، قنابل الغازالسامة، قنابل الصوت، الكلاب البوليسية، لم يركعوا يوما او يستسلموا، الموت او الحرية. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم بلا كمامة، هي مدينة من ارواح يسيل احدها في الاخر، حواسها قادرة على طرد الكورونا والاحتلال من الاجساد والهواء والنوافذ، مدينة لا يتكلم فيها غير الشهيد والسماء، الصوت في حنجرتها لهبا يكاد ان يصير طوفانا في سرير الفضاء. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، زهر اللوز يملأ البساتين وحقول الرعاة، يلقح الهواء، الارض في آذار يأتيها المخاض، يتحرك في احشاءها الماء والتاريخ والزلازل، الجبال والاعشاب والشجر والفؤوس والدماء النازفة، تنام في احضانها، تنحني تقبل جبينها بلا كمامة، بيت لحم مدينة تحرسها الآلهة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، لم يضع المسيح عليه السلام على وجهه كمامة عندما طارده الاعداء من مغارة الى مغارة، الحقيقة الفلسطينية واضحة كالنبوة، الحقيقة الفلسطينية لا تعيش في الخفاء، الحقيقة الفلسطينية هي رأس الكلمة، الثورات والانتفاضات، الحرب والسلام والعواصف والبشارات والغيوم الماطرة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، ان كنت ميكروبا فتاكا او جزءا من حرب بيولوجية سوف ترحل قريبا، فلسطين فيها قوة طاردة للغرباء، قوة مقدسة تتوحد فيها اضلاع الارض واجنحة الملائكة، قوة لا يرهبها الموت ولا رعب الشفاه الناشفة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، فلسطين حرة بلا كمامة، الارادة والنور والخلاص في مدينة واحدة، في الحرارة والضوء، في الرأس والقلب، في كبد الارض، في العينين والنجوم، الشعب في قلب التحدي، انها ثقافة المقاومة. فيروس كورونا تقدم، بيت لحم حرة وبلا كمامة، فلسطين حرة بلا كمامة، نحن شعب نحمل ماء الحياة من الجليل حتى النقب، ماء الحرية يتدفق من عروقنا الى عروق كل العالم وفي بحارها وفي كل الانهار، نحن شعب نمضي حياتنا كلها في ولادة دائمة.
أسرى فلسطين يطالب المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لاتخاذ إجراءات حماية للأسرى

طالب مركز أسرى فلسطين للدراسات المؤسسات الدولية وخاصة الصحية منها بالضغط على الاحتلال لتوفير إجراءات الوقاية والسلامة من مرض كورونا داخل سجون الاحتلال حفاظاً على أرواح آلاف الاسرى . الناطق الإعلامي للمكرز الباحث "رياض الأشقر" قال بان الاحتلال ورغم خطورة المرض وانتشاره السريع وخشية وصوله الى السجون الا انه لم ينفذ حتى الان إجراءات السلامة والوقاية المطلوبة لمنع وصول المرض الى السجون لان هذا سيؤدى الى كارثة حقيقية كونها أماكن مغلقة ومكتظة ولا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية. وأوضح الأشقر" بان الاحتلال مطالب باتخاذ عدة إجراءات من بينها وقف تنقل الأسرى عبر البوسطة من و إلى المحاكم والسجون الأخرى، وفصل الأسرى الجنائيين عن الأمنيين، حيث أن فرص انتشار المرض بينهم أكبر، وتوفير مواد التنظيف اللازمة بشكل كافي وسريع لكافة السجون ، كذلك رش وتعقيم كافة السجون كإجراء احتياطي. وأضاف "الأشقر" بأن على الاحتلال ايضاً ضمان إجراء فحص طبى حقيقي لكافة العاملين في السجون من الشرطة والجيش والمدنيين للتأكد من خلوهم من الإصابة بفيروس كورونا، وفى ظل وقف الزيارات السماح للأسرى بالتواصل المستمر مع أهلهم وذويهم، للاطمئنان عليهم . ودعا "الأشقر" الى إطلاق سراح الأسرى كافة خشية على حياتهم في ظل عدم توفر وسائل الحماية للازمة لم، أو على الاقل إطلاق سراح مئات الاسرى المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة وحياتهم معرضه للخطر في حال وصل المرض الى السجون ، وكذلك الأطفال والنساء وكبار السن . وحذر "الأشقر" من أن سجون الاحتلال تعتبر أرضية خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، لعدم توفر الشروط الصحية والحياتية المناسبة، فلا تتوفر فيها مساحات كافية، او تهوية مناسبه، وهناك اكتظاظ شديد في الغرف والأقسام ، والرطوبة تنتشر في كل مكان ، وهناك نقص في وسائل التدفئة ، وغيرها من أدنى مقومات الحياة . وحمَّل "الأشقر" سلطات الاحتلال وإدارة سجنها المسئولية الكاملة عن حياة الأسرى وعن تداعيات أي خطر يصيبهم نتيجة الاستهتار بسلامتهم وصحتهم والمماطلة في اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة لعدم وصول مرض كورونا الى الاسرى .
الترقب الصعب
سنوجه رسالة إلى هيئة الصليب الأحمر الدولية
لمطالبتهم بالعمل على الإفراج عن الأسرى وضمان سلامة المحكومين في سجون الاحتلال
زهران معالي – وكالة وفا
أمام بسطة لبيع الشطة في منطقة حوش السر بالبلدة القديمة، يقلب حسين زلوم (69 عاما) جدول مواعيد زيارات الأسرى في شهر آذار الجاري الذي أعلن عنه الصليب الأحمر، آملا أن تلغي سلطات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة إجراءات ادعت أنها جاءت للحد من احتمالية تفشي وانتشار فيروس “كورونا”، بينها منع زيارات أهالي الأسرى. زلوم الذي زار نجله أحمد (39 عاما) والمعتقل منذ 27/11/2002، آخر مرة قبل ثلاثة أشهر، كان يتجهز لزيارته في 22 الجاري، تحدث ل”وفا”، أن “هذه الفترة الأصعب التي يمر بها منذ اعتقال أحمد قبل 18 عاما”.”مر علينا انفلونزا الخنازير والطيور وغيرهما الكثير، لكن “كورونا” وباء وهذا ما يزيد قلقنا على أبنائنا، في ظل عدم توفر أبسط مقومات الحياة الإنسانية داخل السجون”، يضيف زلوم. وما يزيد قلق عائلة أحمد وفق والده، أنه يعاني من أمراض في المعدة وآثار إصابات سابقة تعرض إليها قبيل اعتقاله خلال انتفاضة الأقصى. والأسير أحمد ليس الوحيد الذي يعاني من أمراض داخل السجون الإسرائيلية، فهو واحد من بين 700 أسير يعانون أمراض مختلفة، بينهم أكثر من 200 يعانون أمراض مزمنة وهم من ذوي المناعة الصحية المتدنية، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين. يذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل إلى نحو (5000) أسير وأسيرة، من بينهم قرابة (200) طفل. ويؤكد الرجل الستيني، أن “الاحتلال عدو ولو يستطيع إعدام الأسرى لأعدمهم، لذلك يضعهم في بيئة غير إنسانية يزرع المرض فيهم، هذا احتلال عنصري”.وأشار زلوم بيده لصورة كبيرة لنجله أحمد علقت على جدار يسند عليه بسطته، “اشترى أحمد وهو داخل الأسر شقة بالمدينة يسدد أقساطها من مخصصاته، أملي أن يخرج من السجن قريبا حتى أخد قوتي من نفسه، وأفرح به”.وتضاعف قلق أهالي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي على أبنائهم اليوم أكثر من أي فترة ماضية، إثر تفشي فيروس “كورونا” في العالم، وارتفاع عدد المصابين لأكثر من 300 في إسرائيل. ويضيف زلوم: “هذه الفترة لا يوجد لنا غير الله لحماية أبنائنا”.وكانت سلطات الاحتلال أقرت مجموعة من الإجراءات داخل السجون ومراكز التوقيف والمحاكم الإسرائيلية، تزامنا مع إعلانها حالة الطوارئ في مواجهة فيروس “كورونا”، تمثلت بإلغاء كافة زيارات أهالي الأسرى وزيارات جميع المحامين وإلغائها حتى إشعار آخر، كما قامت المحاكم العسكرية في “عوفر” و”سالم” بتأجيل الملفات التي تحتمل التأجيل وتمر بمرحلة المرافعة لمدة شهرين، مع إمكانية أن تدرس ظروف كل حالة على حدة. ورغم إعلان هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن “لا إصابات بفيروس كورونا بين الأسرى”، إلا أن زلوم لا يخفي خوفه وخشيته من انتقال الفيروس للأسرى من السجانين الإسرائيليين الذين يخالطون المجتمع الإسرائيلي في إجازاتهم. وكانت إدارة سجن عسقلان أعلنت عن عزل 19 أسيرا من قسم 3 الذي يقبع فيه 35 أسيرا، بعد أن سمحت بدخول طبيب لعلاجهم ثبت لاحقا أنه مصاب بفيروس “كورونا”.ويقول زلوم لمراسل “وفا”: “أحمد يقبع في الخيام بسجن النقب بين أكثر من 130 أسيرا، وأحمد طباخ السجن”.وولد الأسير أحمد زلوم في 24/5/1981، وترك دراسته مبكرا والتحق بالأجهزة الأمنية نهاية التسعينيات، واعتقل في الثالث والعشرين من رمضان بتاريخ 27-11-2002، حيث حاصرت قوات الاحتلال المنطقة التي تواجد فيها بمدينة نابلس. وكانت محكمة الاحتلال قد أصدرت عليه حكما في25/2/2004 دون حضور محاميه المحكمة يقضي بسجنه 30 عاما، واستطاعت عائلة الاستئناف على الحكم قبل ثلاث سنوات أدى لتخفيض حكمه إلى 22 عاما. ومن المقرر أن يبدأ الأسرى خطوات تصعيدية ضد إدارة السجون بدأ من يومي الجمعة والسبت المقبلين، ردا على إجراءات الإدارة بشطب أكثر من 140 صنف من “كانتينا” السجون، تشمل مواد تنظيف وخضروات ومواد غذائية. وأوضحت هيئة الأسرى، أن سلطات الاحتلال وإدارة سجونها، قررت قبل نحو شهر إزالة أكثر من 140 صنف من “كانتينا” السجون وحرمت الأسرى من شرائها، تشمل العديد من أنواع الخضراوات (كالليمون والأفوكادو) والبهارات والمواد الغذائية واللحوم، والعديد من المنظفات كالصابون والشامبو وغيرها في ظل الظروف الاستثنائية القائمة بمواجهة فيروس كورونا، من خلال التنظيف والتعقيم والتطهير. وكان رئيس رئيس الوزراء محمد اشتية، طالب سلطات الاحتلال بالإفراج عن جميع الأسرى، لا سيما المرضى منهم والمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال، حفاظا على أرواحهم في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد- 19) في إسرائيل. وقال اشتية: “سنوجه رسالة إلى هيئة الصليب الأحمر الدولية لمطالبتهم بالعمل على الإفراج عن الأسرى وضمان سلامة المحكومين في سجون الاحتلال، والتأكد من مراعاة إدارة السجون إجراءات السلامة العامة لحماية أسرانا، خصوصا الحد من حالة الاكتظاظ في هذه السجون”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.