السياسة الأمريكية تجاه السودان، لا تزال محكومة بفترة الرئيس السابق عمر البشير، ولكن لمنع وقوع كارثة، يجب على واشنطن صياغة سياسة جديدة، والانتقال إلى مرحلة جديدة ترتكز على عدة عناصر، حسب ما قاله الكاتب هيرمان جي كوهين في مقال نشره موقع "ذا هيل" القريب من الكونغرس، مشيراً إلى أن الانتعاش الاقتصادي يجب أن يكون على رأس الأولويات. وقال هيرمان إن المعاناة في السودان تفاقمت مع تردد الولاياتالمتحدة في إنهاء العقوبات، خاصة مع تفشي وباء كورونا، مشيراً إلى معاناة البلاد من البطالة الواسعة والديون الخارجية والتضخم وقلة الاستثمارات. وحذر الكاتب من أن عشرات الآلاف من المحتجين سيعودون إلى شوارع الخرطوم وينقلبوا بسهولة على إدارة عبدالله حمدوك إذا لم تبتعد البلاد عن حافة الكارثة القادمة، مشيراً إلى أن السودان كان يعتمد على إيرادات النفط ولكن مع انفصال الجنوب ذهبت الإيرادات. ودعا الكاتب وزارة الخارجية الأمريكية ان تطلب من الكونغرس على الفور إزالة السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب، والتي تحظر فعلياً جميع المساعدات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وكشف المقال أن وزير الخارجية مايك بومبيو قد أقترح الانتظار حتى تقوم الحكومة السودانية التي تعاني من ضائقة مالية بدفع 335 مليون دولار لعائلات تفجيرات السفارة عام 1998، ولكن الكاتب أكد بأن المزيد من التأخير سيرقى إلى معاقبة السودانيين على أفعال ديكتاتور أطاحوا به. ...الحل الوحيد للسودان على المدى القصير هو المساعدات الخارجية ووفقا لتقرير حديث لمجموعة الأزمات الدولية، فإن الحل الوحيد للسودان الذي لا يملك الموارد هو المساعدة الخارجية، وحسب الكاتب، يجب أن تكون أمريكا شريكاً اساسياً في المساعدات، كما يجب أن تساعد في وضع اتفاقيات لتوحيد الجيش وإقامة سلام دائم مع حركات المعارضة، كما أقترح الكاتب أن تعمل الولاياتالمتحدة على مشاركة الخبرات الطبية والتكنولوجية مع السودان، على المدى القصير، للمساعدة في مكافحة كورونا، والمساعدة على سد فجوة الغذاء على المدى الطويل. وأشار الكاتب إلى أن السودان يملك إمكانيات هائلة للزراعة والطاقة الشمسية، ولكن تم تبديد جميع الثروات خلال السنوات السابقة بسبب حكم العسكر، وهنا، يلاحظ الكاتب، بأن مساعدة السودان ملحة للغاية لأن السودان نفسه قد يساعد على إطعام البشر، بما في ذلك الشعب الأمريكي، حيث تملك أفريقيا 60 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ومع تغير المناخ، قد تصبح دول القارة، وخاصة السودان، بمثابة سلة خبز للعالم.