قال القاضي للرجل: البس ثيابك... فقال له الرجل: اقسم بالله العظيم أنها من أغرتني...فقال: البس ثيابك وستر الله عليك، وأخرجه من منزله وهو يجتاش غيظا وقهرا ولكن أراد ما عند الله، فلما خرج الرجل ابتسم ابتسامه ربما تعجبا من نجاته أو سخرية من ذلك الإنسان الملتزم ، فما كان من ذلك الطالب الجامعي إلا أن قال: حسبي الله ونعم الوكيل بكل حزن وقهر مما الم به، وهو موقف يتمنى الواحد منا أن يموت ولا يعيش مثله. الطلاق و الفراق الأليم رجع القاضي إلى زوجته وقال لها: اجمعي ملابسك وأشيائك وأنا انتظرك بخارج الغرفة لكي تذهبي إلى اهلك ، جلست تبكي وتفسر ما أصابها وأنها من نزوات الشيطان وتختلق كثير من الأمور ، المهم التزم الصمت الين انتهت من كلامها ، وطلقها ثلاث طلقات وقال لها: ستر الله عليك وحسبي الله ونعم الوكيل، انتظرها بخارج الغرفة وسافر بها حوالي 300 كلم إلى أن أوصلها بيت أهلها ، وعندما أوصلها لبيت أهلها قال لها ستر الله عليك واتقي الله الذي يراكي وسوف يرزقك من أوسع أبوابه ، فقالت له: فعلا أنا لا استحقك وجلست تلطم في نفسها، وأعاد الكلام السابق عليها .. ومن ثم ذهب للمدينة. الزواج للمرة الثانية يقول القاضي... مرت علي السنين حتى تخرجت من الجامعة، ولم أفكر قط حضور أي مناسبة من مناسباتنا ، ورغم تلك السنين لم تغب عن عيني للحظة واحدة تلك الضحكة الساخرة من ذلك الرجل، تزوجت من امرأة ثانيه وأنجبت منها .. وتم تعيني كقاضي بالمحكمة، وأذكر مدى تفاني زوجتي الثانية وما فعلته من أجلي. ويقول القاضي... عوضني الله بإنسانه لم احلم بيوم من الأيام بها فكانت عظيمة بكل ما تعنيه الكلمة و تدور الدائرة طلب من القاضي أن يدّرس بالجامعة لأنه حاصل على مرتبة الشرف الثانية ولكنه رفض واكتفى بالقضاء، ومن ثم أكمل دراسته حتى حصل على الدكتوراه بالقضاء الإسلامي ووصل إلى المحكمة العليا، يقول: طلبت من الله في كل صلاه أن أنسى ذلك الموقف .. ولكن دائما يمر بي كل مارايت شخص يضحك فاستعيذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، يقول وفي ذات يوم وصلتني أوراق القضايا كالعادة وأدخلت علي .. وكان الدور على قضية قتل للبت فيها، وهنا كان دوائي علتي وثمرة قولي لكلمة حسبي الله ونعم الوكيل، كان هو نفس الرجل الذي وجدته ببيتي وقام بقتل شخص آخر ومكبل بالحديد وحالته يرثى لها. حديث القاضي و المتهم يقول القاضي ... فلما دخل علي ذلك الرجل بدأ حديثه قائلا... يا سيدي ارحمني، فقال القاضي: ماذا أتى بك إلى هنا وما هي مشكلتك فقال الرجل: لقد وجدت رجل في فراشي مع زوجتي وقتلته فقال له القاضي: ولماذا لم تقتل زوجتك كي تكون الشجاع ابن الشجاع فقال الرجل: لقد قتلت الرجل ولم اشعر بنفسي فقال القاضي: لماذا لم تتركه وتقول له ستر الله عليك فقال الرجل: هل ترضاها يا سيدي على نفسك فقال القاضي: نعم أرضاها على نفسي ولا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل. فما كان من الرجل إلا أن فتح فمه وقال لقد سمعت هذا الكلام من قبل فقال القاضي: نعم سمعته مني عندما غدرت بزوجتي وتستغل ذهابي للتحرش بها حتى أوقعت تلك المسكينة بالزنا. هل تذكر ضحكتك علي وأنا أقول ستر الله عليك حتى تركتني أتحسب عليك والقهر يقطع جوفي. كما تدين تدان قال القاضي... نعم ترك الله لك المهلة ولكنك تماديت بعصيانك وسفورك حتى أراد الله أن يقتص منك عباده اقسم بالله العظيم أنني اعلم انه كل ماطالت حياتك لن تنسى ذلك الموقف، ومن ثم سكت القاضي قليلا، وقال ماذا تظن أنني أستطيع أن افعل، ليس بيدي شيء إذا لم يتنازل عنك أهل القتيل، والآن ساصدر فيك حكم شرع الله عز وجل. فقال الرجل: اعلم ذلك ولكن لا أريد منك إلا شيء واحد فقال القاضي: وماذا تريد قال الرجل: أريدك أن تسامحني وتدعوا لي بالرحمة نعم أطعت شيطاني وهذا اقل من جزائي ويعلم الله أنني من ما قالته لك زوجتك صحيح فانا من تحرشت فيها بوسائل عده وكل ما تفشل وسيله ائتي بوسيلة شيطانيه أخرى وهذه الحقيقة وياليتك قتلتني ذلك الوقت ولم أرى ما رأيته فما كان للقاضي إلا أن قال: سامحك الله دنيا وآخره. ولم ينتهي القاضي عند هذا الحد.. فيقول: ما عشته لحظة الصدمة الأولى لم يكن بالشيء الهين لولا ذكري لله عز وجل.