أكد رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، الثلاثاء، أن استفتاء تعديل الدستور الذي جرى الأحد الماضي، هو أول انتخابات تكشف عن نتائج حقيقية دون تزوير في الجزائر، مثمناً جرأة السلطة الوطنية للانتخابات في الإعلان عن نتائج الاستفتاء، دون أي تلاعب أو حشو كما كان يحدث في الظروف السابقة. وقال جيلالي سفيان في تصريحات ل"العربي الجديد" إن "الدرس الأول الذي استخلصناه هو أن السلطة كانت لها الشجاعة، حتى ولو رغما عنها لإعطاء الأرقام صحيحة، أفترض أننا الآن نستطيع أن نعطي قراءة جدية في الاستفتاء، لأنه من النادر جدا في الجزائر أن تصرح السلطة بأرقام حقيقية تعبر عن الواقع الانتخابي كما هو، وهذا يعطي للاستفتاء مصداقيته". وكان سفيان، الذي يعد من أبرز معارضي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، يعلق على النتائج التي أعلنها رئيس سلطة الانتخابات محمد شرفي، والذي أعلن أن نسبة المشاركة بلغت 23 في المائة، وبتصويت 5.5 ملايين ناخب (من مجموع 24.5 مليون ناخب)، بينهم 66.8 في المائة صوتوا بنعم للدستور، بمجموع 3.3 ملايين ناخب، بينما صوت 33.2 في المائة، يمثلون 1.6 مليون ناخب، بصيغة الرفض. واعتبر جيلالي سفيان أن "هذه الأرقام، وتدني نسب المشاركة، تكشف عن وجود مرض سياسي في الجزائر، وهو غياب الثقة، يمكننا أن نقول إنه لأول مرة تعترف السلطة في الجزائر بأن المجتمع لا يثق فيها، وبسبب ذلك هو لا يقوم بالحق الانتخابي، لأنه يعتقد أن الانتخاب أو عدمه لا يغير من الواقع شيئا، على خلفية الممارسات السابقة". واستدرك قائلاً "الآن يتوجب علينا أن نبدأ في علاج هذا المرض السياسي"، مضيفا أن "نسبة المشاركة المتدنية المعلن عنها، هي في الواقع تعبر عن النسبة الحقيقية للمشاركة في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة، الفارق فقط أن السلطة في السابق كانت لها الجرأة في التلاعب بالنتائج، وذلك كان يفقد كل انتخابات المصداقية والمشروعية الشعبية ". وأشار رئيس حزب جيل جديد إلى أن "السلطة كانت تدرك أن أي تزوير كان سيكلف، والإقرار بهذه النسب والنتائج في اعتقادي مؤشر مهم على أن النظام السياسي في الجزائر يتجاوب وبصدد تكريس التغيير التدريجي، وسيكون لذلك أثر إيجابي كبير على صعيد استعادة ثقة الناخبين في الانتخابات المقبلة ". ولفت المتحدث إلى أن النتائج المعلن عنها، "بدون شك ستكون لها نتيجة إيجابية وتأثير في الاستحقاقات المقبلة، وتعزز استرجاع ثقة الناخبين"، مضيفا "يبقى أن الانتخابات النيابية والمحلية المقبلة، ستكون الامتحان الحقيقي لسلطة الانتخابات، بسبب خصوصيتها مقارنة مع الاستفتاء، ولكهاون ستتعامل مع انتخابات فيها عدد كبير من المترشحين".