أكد الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، الاثنين، بالجزائر العاصمة، أن تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية هو الحل الوحيد لتسوية النزاع، مستنكرا "الانتهاكات الخطيرة" التي يتعرض لها المدنيون الصحراويون العزل على ايدي قوات الاحتلال المغربي. وأوضح السيد بعجي خلال الوقفة التضامنية، التي نظمها الحزب مع الشعب الصحراوي، اثر العدوان العسكري المغربي على منطقة الكرارات، يوم 13 نوفمبر الجاري، "ان تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي حق يكفله القانون الدولي، وتم تكليف بعثة المينورسو بتنظيمه لكن المغرب يرفض الانصياع للشرعية الدولية". ولفت بعجي الى ان المغرب وافق في البداية على تنظيم استفتاء لتقرير المصير قبل ان يتراجع "ليقينه ان الشعب الصحراوي سيصوت لصالح الاستقلال"، متسائلا "لماذا يرفض المغرب تنظيم استفتاء اذا كان فعلا الشعب الصحراوي يريد ان يكون مغربيا كما يقول.. فليكن الاستفتاء ولنترك الشعب الصحراوي يقرر مصيره". ويراهن المغرب في سياسته على "التكتيك" -حسب المتحدث- وعلى"عامل الوقت والبيئة الاقليمية"، لحرمان الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة بتواطؤ مع حلفائه، مشددا على ان "موقف الجزائر قيادة وحكومة وشعبا في دعم القضية الصحراوية موقف مقدس وثابت لن تتخل عنه، لأنه نابع من عقيدتها في دعم كل حركات التحرر في العالم". وتابع يقول، "الجزائر دعمت كل الحركات التحريرية في العالم من جنوب افريقيا، ناميبيا الى انغولا.. فكيف بجار مسالم يريد المغرب ذبحه وحرقه بقنابل الفوسفور والنابالم"، مؤكدا على "الدعم المطلق واللامشروط " لحزب جبهة التحرير الوطني للشعب الصحراوي في نضاله من اجل تحقيق الاستقلال. واستنكر السيد بعجي "ممارسات النظام المغربي وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، والحصار المفروض على المدن"، خاصة بعد عودة الشعب الصحراوي للكفاح المسلح ردا على الاعتداء العسكري على المدنيين المعتصمين في الثغرة غير الشرعية بالكرارات. ويرى مسؤول الحزب السياسي، ان العدوان المغربي على منطقة الكرارات "كان ايجابيا على القضية الصحراوية بعد ان عادت الى الواجهة من جديد"، مضيفا أن "هذه الازمة ساهمت في تشكيل الوعي الفردي والجماعي للمجتمع الدولي بعد ان دخلت مرحلة من السبات في ظل محاولات النظام المغربي مع شركائه ربح الوقت ودفن القضية مع مرور الاجيال". واشار المتحدث الى ان الجزائر خاضت ثورة ضد اعتى قوى استعمارية في العصر الحديث وحققت استقلالها بقوة السلاح، و" اليوم من حق الشعب الصحراوي أن يدافع عن حقه بالكفاح المسلح، لإقامة دولته المستقلة على كامل الاراضي الصحراوية عبر تنظيم استفتاء حر وعادل وشفاف". من جهته، اكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، في مداخلته خلال الوقفة التضامنية، ان موقف حزب جبهة التحرير الوطني الذي دعم 15 حركة تحررية في العالم ينسجم مع موقف الجزائر المبني على الوفاء لمبادئ اول نوفمبر وعلى احترام مبادئ القانون الدولي. واضاف، ان القانون الدولي واضح كل الوضوح في ما يتعلق بالصحراء الغربية المصنفة في الاممالمتحدة كإقليم يستحق تطبيق استفتاء تقرير المصير، وهذا ما يطالب به الشعب الصحراوي اليوم- يضيف المتحدث- لتصفية اخر استعمار في القارة الافريقية. وذَكر ذات المسؤول، انه خلال التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار في سبتمبر 1991 بين المغرب وجبهة البوليساريوبرعاية أممية، كان الجيش الصحراوي منتصر في الميدان عسكريا، والمغرب من طلب تنظيم الاستفتاء، وقبل حينها الصحراويون بوقف اطلاق النار بعد ان تعهدت الاممالمتحدة بتنظيم استفتاء، تحت اشرافها. وتابع يقول، "لكن للأسف بعد 29 سنة مازال المغرب يتلاعب ويناور ويعرقل ويمارس كل انواع الخروقات، ويستنزف ثروات الشعب الصحراوي، ما اجبر الصحراويين العودة الى العمل المسلح، ردا على الاعتداء العسكري"، معتبرا "حادثة الكركرات القطرة التي افاضت الكاس، للعودة الى حقه في المقاومة المسلحة، التي تكفلها كل القوانين والاعراف". وحضر الوقفة التضامنية، الى جانب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، وقيادات من حزب جبهة التحرير الوطني، ورئيسة اللجنة البرلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيدة بوناب، ونواب برلمانيون.