عرف حجم الصادرات للمنتوجات الصناعية، عبر موانئ غرب الوطن، نموا خلال السنة المنقضية بفضل الإجراءات التحفيزية لفائدة المتعاملين الاقتصاديين بالرغم تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19)، لا سيما على النقل البحري الدولي وركود الأسواق العالمية. وقد شهدت موانئ وهران وأرزيو ومستغانم خلال العام المنصرم ارتفاعا في الصادرات ذات الطابع الصناعي والتي شملت خاصة منتجات الاسمنت والكلينكر والمواد الحديدية بمختلف أنواعها، والتي سوقت إلى عدة وجهات في إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وذلك من طرف متعاملين اقتصاديين من القطاعين العام والخاص على غرار، مجمعات "لافارج" و"جيكا" ومركب الحديد والصلب "توسيالي" ببطيوة بوهران . ولتشجيع الصادرات خارج المحروقات قامت المؤسسات المينائية الثلاث بوضع أرصفة مهيأة لنشاطات تصدير واستيراد الحديد ومشتقاته وتدعيم الجانب اللوجستيكي داخل الموانئ بهدف تسريع وتسهيل عمليات شحن وتفريغ هذه المنتجات، مع تعزيز المورد البشري وتعبئته للعمل في الفترات الليلية، مما ساهم في تحقيق هذه النتائج "الإيجابية" حسبما ذكره لوكالة الأنباء الجزائرية مسؤولو هذه الموانئ. ويفهم من هؤلاء المتعاملين الاقتصاديين أن تطور ديناميكية التصدير الخاصة بنشاطاتهم الصناعية زاد بعد تحقيق المردودية في مجال تلبية احتياجات السوق الوطنية. ..تصدير 2 مليون و318 ألف طن من الحديد و285.267 طن من الكلينكر ومكنت الإجراءات التحفيزية من تسجيل ارتفاع "كبير" في نشاطات التصدير خلال السنة الماضية مقارنة مع سنة 2019 ، كما أشار الرئيس المدير العام لهذه المؤسسة، كوربة مختار في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية . وتم خلال العام المنصرم تصدير أزيد من 2 مليون و318 ألف طن من حديد البناء والأنابيب الحلزونية وغيرها من منتجات مركب "توسيالي"، عبر عدة وجهات والتي سمحت بتحقيق زيادة في حجم صادرات هذا المجال الصناعي بنحو28ر4 بالمائة، مقارنة بعام 2019 والتي تم خلالها تصدير أكثر من 2 مليون و223 ألف طن. كما تم تصدير خلال نفس الفترة 285.267 طن من مادة الكلينكر لمجمع إسمنت الجزائر "جيكا" بزيادة تزيد عن 90 بالمائة مقارنة بالعام السابق، والذي عرف تصدير 150.369 طن. وفي ذات السياق كشف الرئيس المدير العام لميناء وهران أنه يرتقب خلال العام الجاري تصدير زهاء 2 مليون طن من مادتي الكلينكر والإسمنت، مرجعا ذلك الى توقعات المتعاملين الاقتصاديين في المجال والناشطين في المنطقة الغربية "لافارج" و"جيكا". ولإضفاء ديناميكية على نشاط التصدير على مستوى ميناء وهران ،تم تخصيص ثلاثة أرصفة من مجموع 13 والمسماة "الغزوات" و"جان" و"قادس"، حيث تتوفر على الشروط التقنية لاستيعاب البواخر ذات الحمولة المتوسطة والكبيرة لشحن وتفريغ مختلف المنتجات الحديدية والاسمنت والكلينكر وغيرها. وبالرغم من التأثيرات السلبية لجائحة كوفيد-19، قامت ذات المؤسسة بتسريع عمليات الشحن والتفريغ والقيام بها في ظرف قياسي بفضل تجنيد ثلاثة فرق تعمل على مدار 24 ساعة، مع تدعيم الفرق بالوسائل الضرورية مثل ألات الرفع والشحن والتفريغ. وتحدث ذات المسؤول بالمناسبة عن البروتوكول الصحي الذي تم وضعه بالميناء للوقاية من تفشي كورونا، الذي يشمل القيام بالمراقبة الطبية الدورية لربان قاطرات السفن بمجرد دخول البواخر ورسوها بأرصفة الميناء الى جانب توفير الأقنعة الواقية واستعمال المحلول الكحولي والوقوف على التطبيق الصارم للتباعد الجسدي أثناء مناوبات العمل ومضاعفة وسائل النقل لفائدة العمال. ومن جهتها اتخذت مؤسسة ميناء مستغانم إجراءات مماثلة مكنت من المحافظة على نفس حجم التصدير من المواد الحديدية خلال السنة الماضية والتي تم خلالها شحن زهاء 86 ألف طن من الحديد ومشتقاته في شكل "حديد بناء" و"لفائف حديد" نحو6 وجهات دولية وتفريغ شحن من 167 ألف طن من السبائك الحديدية قادمة من الخارج، وفق ما أشار إليه رئيس الدائرة التجارية عبد الرحمن بن تازي لوكالة الانباء الجزائرية . وأرجع السيد بن تازي المحافظة على هذه الوتيرة من النشاط التجاري بالرغم من جائحة كورونا (كوفيد 19) إلى "الإجراءات الاستثنائية التي يتم من خلالها دعم النشاطات الصناعية الكبرى في مجال التصدير على غرار القطب الصناعات الحديدية توسيالي الناشط على بعد 40 كلم غرب مستغانم"، مضيفا أنه تم تخصيص رصيف مهيأ على مستوى الميناء لشحن وتفريغ مختلف المواد الحديدية. كما استفاد ذات المتعامل في إطار الاتفاقية التجارية التي تم وقعها مع مؤسسة الميناء من تخفيضات في الأسعار المتعلقة بعمليات الشحن والتفريغ وتسريع العمليات والقيام بها في ظرف قياسي من خلال تعزيز الوسائل البشرية والوجيستيكية، وفق السيد بن تازي الذي تحدث عن جهود كبيرة تبذلها الحكومة لتوفير مناخ ملائم لتطوير الاستثمارات وتدعيم المستثمرين وتدابير تسمح لهم بالرفع من قدرات التصدير لا سيما من خلال تسهيل مختلف الاجراءات. ..تدابير لتشجيع التصدير فرصة أمام المتعاملين للرفع من قدراتهم وعلى سبيل المثال – يضيف المتحدث- فان مركب الحديد والصلب "توسيالي" لبطيوة (وهران) يعتمد على موانئ وهرانوأرزيوومستغانم لتسويق مختلف منتجاته الحديدية نحومختلف الأسواق العالمية، لافتا إلى أن الموانئ الثلاثة قربية وموصولة بشبكة طرقات ملائمة وتوفر للمتعاملين في مجال التصدير الشروط المواتية لمعالجة كبريات عمليات التصدير. وفي هذا السياق، أوضح عضو مجلس إدارة مركب "توسيالي" ألب توبجوأوغلوفي هذا الصدد أنه بالرغم من جائحة كوفيد-19 تم خلال السنة المنصرمة عبر هذه المؤسسات المينائية الثلاثة تصدير 140 ألف طن من مختلف المنتجات الحديدية على غرار حديد البناء والأنابيب الحلزونية من الحجم الكبير والأسلاك الحديدية وغيرها نحوالدول الإفريقية والأوربية والولايات المتحدةالأمريكية وكندا بزيادة تقدر بنحو25 بالمائة مقارنة بعام 2019 . وسمحت عمليات التصدير التي تندرج في إطار برنامج الشركة بتحقيق مداخيل قدرت بأزيد من 70 مليون دولار بزيادة 2 مليون دولار ب 2019. وعلى ضوء كل الشروط التي تحدث عنها مسؤولوموانئ بغرب البلاد، فان مركب "توسيالي" يطمح خلال العام الجاري إلى تصدير زهاء 500 ألف طن من مختلف المنتجات الحديدية انطلاقا من هذه الموانئ، وبالتالي تحقيق مداخيل بأزيد من 250 مليون دولار، يضيف ألب توبجو أوغلو.