حاول عشرات المحتجين اقتحام متحف الطيران والفضاء القومي في العاصمة الأميركية واشنطن وذلك في إطار مظاهرات حملة "احتلوا وول ستريت"، التي تنتقد ما تسميه جشع الشركات الكبرى وتطالب بالعدالة الاجتماعية. وقد أغلقت السلطات متحف سميثسونيان واعتقلت شخصا على الأقل بعد مظاهرة شارك فيها ما بين 120 و200 محتج حاولوا اقتحام المبنى واشتبكوا مع الحرس. وذكر المحتجون أن حملتهم تستقطب عددا متزايدا من الناس الذين يخرجون إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى إنهاء الحرب في كل من العراق وأفغانستان. وقد دخلت احتجاجات حملة "احتلوا وول ستريت" أسبوعها الرابع وانتشرت في مختلف أنحاء البلاد، ما أثار تجمعات مماثلة في مدن أميركية أخرى وجذبت التعاطف والدعم من مختلف قطاعات المجتمع الأميركي، الأمر الذي دفع عمدة نيويورك إلى اتهام القائمين على الاحتجاجات بالقضاء على الوظائف. ونقلت شبكة "سي بي أس" في نيويورك عن بلومبرغ قوله في خطاب إذاعي إن ما يقوم به المتظاهرون الذين يحتشدون منذ 20 يوماً في منتزه "زوكوتي" في مانهاتن، هو "محاولة سلب الوظائف من أشخاص يعملون بالمدينة.. إنهم يحاولون سلب القاعدة الضريبية.. إن أيا من هذا لا يفيد السياحة"، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي حلّ سهل. وأضاف "إن كانت الوظائف التي يحاولون التخلص منها هي من الأشخاص الذين يعملون بالقطاع المالي، وهو جزء كبير من اقتصادنا، فارحلوا.. لن يكون لدينا أي مال لندفع لعمال البلدية أو تنظيف الحدائق أو أي شيء آخر". غير أن بلومبرغ لم يظهر أية نية لوضع حدّ للمظاهرات وقال "لندعهم يعبرون عن أنفسهم". واستمرت الحركة التي بدأت في حي المال في نيويورك يوم 17 سبتمبر الماضي على أيدي مجموعة من النشطاء احتجاجا على عدم المساواة الاجتماعية والتنديد بجشع الشركات، ونجحت في جذب الالاف من نقابات العمال والطلاب الجامعيين والسياسيين والممثلين وغيرهم من المشاهير. فيما اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المجموعة التي تنفذ هذه الحركة الاحتجاجية تعبر عن إحباط الشعب الأميركي من كيفية عمل النظام المالي. وانتقلت عدوى المظاهرات إلى ولايات ومدن أميركية أخرى غير نيويورك، مثل واشنطن وفلوريدا ونيوجيرسي وفيلادلفيا وسياتل وسان أنطونيو ولوس أنجلوس.