انتقلت الحركة الاحتجاجية ضد جشع الشركات الرأسمالية في الولاياتالمتحدة من عاصمة المال نيويورك إلى العاصمة السياسية واشنطن، واتخذت منحى جديدا بعد إعلان تيارات أخرى مناهضة للحروب دعمها ''للربيع الأمريكي''، في الوقت الذي اعتبر الرئيس الأمريكي هذه الاحتجاجات تعبيرا عن إحباط الشعب الأميركي من عمل النظام المالي. تدفق المئات من الأمريكيين إلى ساحة الحرية التي تقع بين مقر الكونغرس والبيت الأبيض ووزارة الخزانة الأميركية في العاصمة واشنطن للمشاركة في الاحتجاجات التي انتقلت من نيويورك إلى واشنطن، تحت شعار ''لنحتل واشنطن''، و''أوقفوا آلة التطهير العرقي'' تعبيرا عن معارضتهم لهيمنة الشركات الرأسمالية الكبرى، وانضم إلى المظاهرات أنصار البيئة ومعارضو الحرب على أفغانستان، وأشعل المحتجون الشموع، وفرشوا الأغطية تمهيدا للبقاء في المكان، تعبيرا عن مساندتهم للحركة المناهضة التي بدأت في نيويورك الشهر الماضي تحت شعار ''لنحتل وول ستريت''. وقالت إحدى المشاركات في تجمع واشنطن إنه تم التحضير له منذ عام قبل انطلاق حركة ''لنحتل وول ستريت''. ورفع المحتجون شعارات ولافتات تشير إلى مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية كالعمل والسكن والعلاج المجاني، ورفع آخرون شعارات للاحتجاج ضد الحروب وتحديدا في العراق وأفغانستان، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للغزو الأميركي لكابول. وحصل المحتجون على إذن من السلطات للبقاء في الساحة وسط واشنطن لمدة أربعة أيام، غير أن بعض المشاركين يريدون البقاء إلى أن يحصل التغيير. وتوسعت احتجاجات مماثلة في ولاية فلوريدا ومدن أميركية أخرى مثل تامبا ونيوجيرسي وفيلادلفيا وسياتل ولوس أنجلس التي اعتقلت فيها قوات الشرطة 10 متظاهرين كانوا يحاولون الوصول إلى مقر فرع بنك أميركا في المدينة. وفي نيويورك تواصلت المسيرات الاحتجاجية، بعد إعلان النقابات العمالية دعمها لها، وقدرت الأعداد التي شاركت في مظاهرة اليومين الأخيرين ب20 ألف شخص، وهو مؤشر قوي على تنامي عدد المشاركين واتساع رقعة الاحتجاجات. وفي أول رد له على تنامي الاحتجاجات في الولاياتالمتحدة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إن المجموعة التي تنفذ الحركة الاحتجاجية في'' وول ستريت'' تعبر عن إحباط الشعب الأميركي من النظام المالي، ودعا المصارف إلى عدم البحث عن سبل لجعل المستهلكين يدفعون ثمن الإصلاحات، وأضاف أوباما أن ''من نزلوا إلى الشارع هم أناس غاضبون من بعض الأشخاص الذين تصرفوا بطريقة غير مسؤولة خلال الأزمة المالية، ويحاولون الآن الوقوف في وجه تغييرات ترمي إلى تفادي أزمة جديدة، في إشارة واضحة إلى الحزب الجمهوري''. وانضم رئيس فرع بنك الاحتياط الفدرالي في دالاس، ريتشارد فيشر، إلى الاحتجاج، وفاجأ فيشر في تجمع لرجال الأعمال في تكساس عن تعاطفه مع المحتجين صراحة، وحمّل فيشر الإدارة الأميركية ''مسؤولية الفشل في تحقيق مطالب الأمريكيين على صعيد تأمين فرص العمل والتوزيع العادل للدخل، وهو ما دفع الناس للشعور بالإحباط واليأس''.