تناشد العائلات القاطنة بالحي القصديري الوقع بمحاذاة واد سيدي يوسف ببلدية بني مسوس السلطات المعنية و على رأسها السلطات الولائية و كذا السلطات المحلية في أهمية الالتفات لانشغاله في التعجيل بترحيلها لسكنات لائقة خاصة و أن صبرها نفذ نتيجة مكابدتها الأوضاع معيشية كارثية لأكثر من 20 سنة، ناهيك عن الأخطار المحدقة بها من كل جانب. فالأمراض والأوبئة اجتاحت أفراد تلك الأسر الصغار قبل الكبار، ناهيك عن تعرضهم خطر الموت في أية لحظة نتيجة إهتراء أكواخهم القصديرية من جهة و بنائها فوق أرضية خصبة مشبعة بالمياه لا سيما و أن تقع في أسفل الوادي . و على رأس المعاناة التي يكابدها هؤلاء السكان يمثل الماء أكبر معضلة يواجهونها حيث يضطرون إلى التنقل للمناطق و الأحياء المجاورة لهم، و الأطفال هم المسؤول الأول عن القيام بهاته المهمة الشاقة، يزداد الوضع سوءا في مثل هذا الفصل أين ترتفع نسبة استهلاك المياه، مما يثقل كاهل الصغار فعوضا عن استمتاعهم في قضاء أيام عطلة الصيف في اللعب و اللهو على غرار بقية أقرانهم توكل إليهم أصعب المهام على حد تعبيرهم حيث يقطعون مسافات طويلة بالنسبة لهم حاملين الدلاء والصهاريج لجلب الماء. لا تقتصر الأوضاع المزرية التي يكابدها السكان عند هذا الحد بل يشكل غياب قنوات الصرف الصحي عائقا آخر يواجهونه حيث يضطرون إلى صرف فضلاتهم بطريقة عشوائية نحو الوادي مما أدى إلى تلوثه بشكل كبير و ساعد على انتشار الحشرات السامة و المضرة التي باتت تشكل العدو الأول لهم لاسيما و أنها تطاردهم نهارا و تطير النوم من جفونهم ليلا ناهيك عن الأمراض الجلدية و الحساسية العديدة التي أصابتهم من لسعات تلك الحشرات السامة التي تزداد خطورة مع ارتفاع درجة الحرارة. و في ذات السياق أدى تحول الوادي إلى مفرغة للصرف الصحي لفضلات السكان،أدى إلى انبعاث روائح جد كريهة أزمت هي الأخرى من الحالة المزرية التي يعيشون في ظلها منذ 20 سنة . من جهة أخرى أبدى محدثونا تخوفهم الشديد من فيضان الوادي عليهم إذ يكابدون هذا الخطر كل سنة مع حلول فصل الشتاء، فضلا على خطر أخر يترصد بهم المتعلق بانجراف التربة لا سيما و أنهم شيدوا أكواخهم القصديرية على حافة الوادي مما يعرضهم لخطر فيضانه في أية لحظة . و قد تساءلت العائلات عن سبب عدم ترحيلها الى سكنات اجتماعية تنسيها ما عانته في البيوت القصديرية، لا سيما أن عددها عشرة أسر فقط مما يسهل على السلطات المعنية ترحيلهم على حد قول بعض نزلاء الحي، خاصة و أن عددهم ليس كبير مقارنة ببعض الأحياء القصديرية الكبيرة التي يتطلب ترحيلها إمكانيات ضخمة يضيف محدثونا في ذات الشأن . و على أساس الأخطار التي تترصدهم من كل جانب، و المعاناة التي عاشوا في ظلها منذ 20 سنة يطالب قاطنو الحي القصديري الواقع بمحاذاة وادي سيدي يوسف بلدية بني مسوس السلطات المعنية في إنصافها من خلال التعجيل بترحيلها لسكنات لائقة لا سيما و أنها سئمت العيش في بيوت هشة آيلة للانهيار في أية لحظة .