من المواد التي تزدهر قبيل أيام عيد الأضحى تجارة الفحم التي انتشرت بين الباعة المتجولين في أسواق العاصمة الجزائرية، وذلك رغم أن أغلبية سكان الجزائر يمتلكون الأفران الغازية والكهربائية السريعة الطهي إلا أنهم يلجأون إلى طهي لحم الأضاحي على الفحم في عادة تقليدية توارثوها أبا عن جد. وقال أحد التجار إنه لا يحلو شواء لحم الأضحية أو ما يعرف عند الكثير من الجزائريين بالملفوف إلا على نيران هادئة مصدرها الفحم وفوق آلة الشواء. وأضاف أن مبيعات الفحم ترتفع بالنظر إلى كثرة الطلب عليها أيام عيد الأضحى فضلا عن مبيعات آلات الشواء الصغيرة والكبيرة ومختلف العيدان الحديدية والخشبية التي توضع عليها قطع اللحم الصغيرة وتستعمل للشواء. وانتشر باعة الفحم وكل وسائل شواء اللحم في الشوارع والأحياء وخصوصا في الأحياء الشعبية وفي الأسواق بأثمان مختلفة فالكيلوغرام من الفحم يباع بقيمة 25 ديناراً جزائرياً أي ما يعادل أقل من نصف دولار. كما يكثر عدد الباعة المتجولين لهذه المادة خصوصا في الأحياء السكنية حتى يجلبوا إليهم الزبائن وحتى في الأماكن المخصصة لبيع الأضاحي للترويج لسلعتهم. وتعتبر تجارة الفحم من الأنشطة القديمة التي لاتزال العديد من الولاياتالجزائرية تحافظ عليها حيث نجد سكانها يتزاحمون لاقتناء هذه المادة. كما تعد تجارة الفحم مصدرا للرزق لبعض الشباب بعدما تعذر عليهم إيجاد عمل وبعدما كانت تجارة الفحم تقتصر فقط على كبار السن لأنها ليست متعبة. ومن جانبه قال الشاب حسين الذي يبيع سلعته في سوق كلوزال بحي أول ماي بقلب العاصمة الجزائرية إنه ينهض باكرا لاقتناء حصته من البضاعة لدى الممونين على مستوى حي الحراش شرق العاصمة ويقوم ببيع السلعة طول اليوم بعد وضعها في أكياس من الورق البني كل كيس بوزن كيلوغرام موضوعة في عربة صغيرة حتى يتسنى له نقلها من مكان إلى مكان طالبا للرزق. كما تعرف تجارة الفحم منافسة قوية بين الباعة المتجولين وأصحاب المحلات حيث يؤكد حسين أن كل واحد يروج لبضاعته بطريقته الخاصة والأهم هنا هو نوعية السلعة المعروضة للبيع. وأضاف أن النوعية الجيدة من الفحم هي السلعة التي تشتعل بسهولة ولا تعمل دخانا كثيفا يؤذي العيون على حد تعبير أحد الزبائن. ومن جانبه أوضح دحمان وهو بائع تجاوز الستين في تصريح لكونا أن مادة الفحم تعتبر سوداء خفيفة الوزن تجلب من مناطق عديدة من الجزائر وتصنع من أغصان أشجار الصفصاف والعرعار والكاليتوس والزيتون التي تحول بعد ردمها في التراب وحرقها لمدة تتجاوز عشرين يوما. ولكن ما يلفت الانتباه أيضا أن استعمال الفحم في شواء اللحم لم يعد يقتصر فقط على عيد الأضحى فقط بل هناك محلات ومطاعم خاصة تقوم ببيع اللحم المشوي على الفحم. وهذه التجارة تستقطب العشرات من الزبائن وتفضلها العائلات لمذاقها الخاص عكس شواء الغاز وخصوصا في مطاعم درارية و رويسو واسطاوالي غربي العاصمة الجزائرية فضلا عن وجود مطاعم مشهورة في عدة ولايات متخصصة في شواء اللحم مثل مشاوي سطيف ومشاوي عين مليلية ومشاوي بني هارون وغيرها من المناطق التي تستقطب العائلات خصوصا في فصل الصيف وأيام العطل ونهاية الأسبوع. تزدهر مهن مؤقتة تدوم جلها أياماً فقط بمناسبة حلول عيد الأضحى ، ومنها مهنة الشناقة أو المضاربة في بيع الكباش، وأيضاً مهنة الحمال والجزارة وشحذ السكاكين وغيرها من المهن، كما تبرز مهن جديدة ترتبط بهذا العيد المبارك من قبيل قيام شباب أقوياء بدور البودي جارد لتجار الماشية لحمايتهم من لصوص الأسواق. ويحرص آلاف الشباب والأطفال في مختلف المدن بالمغرب على مزاولة هذه المهن المختلفة من أجل كسب بعض المال الذي يتيح لهم تدبر مصاريفهم الخاصة أو لمساعدة أسرهم الفقيرة، ومنهم من يوفر مدخول مهنته المؤقتة ليقتني بدوره أضحية العيد. شناق وحمال شحذ السكاكين وتنشط قبيل عيد الأضحى المبارك، الذي يحل بالمغرب الأربعاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني مهن ترتبط بهذه المناسبة الدينية العظيمة، حيث تنتعش مثلاً مهنة الشناقة في أسواق الأغنام، والتي يمارسها مضاربون يعمدون إلى شراء عدد معين من الكباش ثم إعادة بيعها بثمن أعلى وهامش ربح أكبر. ويرى عبدالملك، أحد باعة المواشي بسوق مدينة تمارة، أنه باقتراب موعد عيد الأضحى يتناسل المضاربون والشناقة الذين يجدون في هذه المناسبة فرصة للرفع من مداخيلهم، ولو كان على حساب القدرة الشرائية للناس، باعتبار أن أنشطة هؤلاء المضاربين تفضي في الغالب إلى ارتفاع أسعار الأغنام. وأفاد هذا البائع أن فئة الشناقين أصناف، فمنهم من يكتفي بشراء خروف أو اثنين فقط ويبيعهما في نفس اليوم، ولا يغامر بشراء أكثر من ذلك تحسباً للتقلبات اليومية للسوق، ومنهم من يشتري أعداداً وفيرة خاصة لمن لديهم رؤوس أموال كافية، فيُحدثون في السوق توترات تزيد من أسعار الكباش، فيكون المتضرر الأول هو المواطن المغلوب على أمره. ومن المهن الأخرى التي تكثر في عيد الأضحى حرفة شحذ السكاكين وباقي الآلات والأدوات المُعدة لذبح الأضاحي، ويحضر الشباب من مختلف الأعمار طاولات خشبية بسيطة يضعون عليها تلك الآلات لتنضيد السكاكين وتهيأها، في حين يتحول بعض الباعة الصغار إلى شحاذي سكاكين أيضاً بمناسبة العيد نظراً للإقبال الكثيف على هذه الصنعة المؤقتة. وتعتبر مهنة الحمال من المهن التي تعرف انتشاراً في الأيام القليلة التي تسبق يوم العيد، فالكثير من الشباب يستعينون بعربات مجرورة أو يعتمدون على عضلاتهم لحمل الكباش لأصحابها من السوق إلى منازلهم مقابل أجر متفق عليه سلفاً بين الطرفين. بودي غارد وتنتعش مهنة الجزارة بشكل لافت في عيد الأضحى حيث يمتهنها المحترفون والهواة على السواء، كما أن العديد من الشباب يحاولون أن يجعلوا من العيد فرصتهم لجمع بعض المال نظير خدماتهم في الذبح والسلخ وتقطيع لحوم الأضحية. ويستغل هؤلاء القصابون حاجة الأسر إلى خدماتهم في العيد ليرفعوا أجورهم، باعتبار أن الكثير من الأسر المغربية أضحت تتجه إلى الجزار ليقوم بعمليات الذبح والسلخ لحرفيته لربح وقت أكبر. وبرزت مهنة جديدة في السنوات القليلة الأخيرة يرتبط وجودها بعيد الأضحى وبأرباب وتجار المواشي الذين يحملون معهم أموالاً كثيرة في الأسواق سواء كانت أسواقاً متحركة أو ثابتة. وهي المهنة التي يقوم بها شباب لديهم قدرات قوية حيث تنحصر مهمتهم في حراسة تجار المواشي هؤلاء خشية الاعتداء عليهم من طرف لصوص الأسواق. ولأن لصوص السوق يكثرون في مثل هذه المناسبات، خاصة في الأسواق المزدحمة بالناس والأنعام، فإن توفير حراسة من شباب قوي الشكيمة صار ضرورة لدى بعض تجار المواشي مقابل أجر محدد أو نظير الحصول على كبش أقرن أملح في نهاية آخر يوم قبل العيد. ويحرص بودي جارد تجار وبائعي المواشي الكبار على الوقوف بجانبهم ومنع أي احتكاك جسدي من لدن أي شخص مشكوك في أمره، وغالباً ما يكونون مدججين بعصي وهراوات، ويبدأون عملهم هذا من الساعات الأولى من الصباح إلى حدود أول المساء.