جدد وزير الخارجية مراد مدلسي تأكيده على رغبة الجزائر والمغرب في تجاوز كل المشاكل المطروحة بين البلدين، مؤكدا أن هذه العلاقات تتجاوز الظروف العربية الراهنة، في إشارة إلى ما يعرف بالثورات العربية. عاد وزير الخارجية، مراد مدلسي، إلى موضوع العلاقات الجزائرية المغربية، التي تشهد تطورا في الأسابيع الأخيرة بعد لقائه بوزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بالرباط، عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب، حيث أبدى الوزير من موسكو، في مقابلة مع قناة روسيا اليوم، رغبة الجزائر والمملكة المغربية في تطوير العلاقات الثنائية سواء السياسية منها أو الاقتصادية، مصرا على القول أن هذا المسعى ليس له أي علاقة بما يجري على الساحة العربية، في إشارة إلى الثورات العربية التي عصفت بأنظمة عربية عموما ومغاربية، ويعتقد مدلسي أن التغيرات التي مست بلدانا مغاربية من شأنها أن تؤدي إلى تسريع وتيرة بناء الاتحاد المغاربي. وفي رده على سؤال حول مدى توجه صناع القرار في البلدين من أجل تطبيع العلاقات وفتح الحدود بين الجزائر والمغرب، قال الوزير نحن نأمل في أن نجد الحل لكل المشاكل مع المغرب بترتب حسب الظروف وحسب رغبتنا في انطلاقة متينة وواضحة جدا تعمل من أجل الشعبين والبلدين. أما بالنسبة لمسألة اتحاد المغرب العربي، فقد أكد مدلسي أن هذا الأمر بات أمل الجزائر وكل المغاربة بدون استثناء، لكن "التطورات التي لاحظناها "كما أشار "راجعة إلى عدم التوافق بين سياسات اقتصادية كانت أو غيرها"، مذكرا بأنه على سبيل المثال الجزائر كانت منذ 20 سنة تعمل على أساس نظامي ممركز في قطاع عام شبه محتكر للعلاقات الاقتصادية والإنتاج، والمغرب كان آنذاك منفتح على الليبرالية. أما على المستوى السياسي، قال الوزير أن الأنظمة آنذاك كانت مختلفة، لكن بعد بعض التحولات بما فيها التحولات الحديثة، وما جرى من أحداث في بلدان عربية أصبحت تلك الأنظمة شيئا فشيئا تتقارب سياسيا وتتقارب حول مشروع جمهوري واقع. وأكد في ذات السياق أن التقارب الاقتصادي والتقارب الواضح على المستوى السياسي يدفع كل الأنظار للذهاب إلى الأمام وبصفة مستمرة وملموسة، قائلا أن هذا احلم نحن نحلم به من زمان وأصبح اليوم ضروري. ومعلوم أن العلاقات الجزائرية المغربية تشهد في الأسابيع الأخيرة تقدما نحو الأفضل، وخفت حدة الحملات الدبلوماسية والإعلامية المغربية التي كثيرا ما طبعت مسار العلاقات الثنائية منذ تسعينيات القرن الماضي ويأمل المراقبون أن يؤدي هذا التقارب إلى نتائج عملية وتعاون اقتصادي يؤدي إلى الاندماج المغاربي.