قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من الاغواط، أن الهدف من مبادرة الإصلاحات وتوسيع النقاش ما هو غير إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المققنة للحياة السياسية. تحدث الرئيس في خطاب مكتوب سُلم إلى الصحافة، عقب كلمة ألقاها في جامعة عمار ثليجي بالاغواط، أمس، عن إصلاحات أكد أنها كانت "بمسؤولية وصدق لتتماشى مع طموحات المجتمع وآماله في إصلاح متواصل عبر حوار بناء واستشارة واسعة لفعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني في كنف دولة الحق والقانون". وأبدى الرئيس بوتفليقة رضا عن مسار الإصلاحات عندما قال "وما القرارات المتخذة قي دعم التوازن بين السلطات وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وإضفاء الفاعلية على النشاط الجمعوي وتوسيع مشاركة المواطنين في العمل السياسي، مع ترقية دور المرأة والشباب الا دليل على تصميمنا للوصول بالإصلاحات إلى تحقيق مطامح الشعب وآماله". وذكر الرئيس بوتفليقة في خطابه المكتوب، أن "الامة العربية والاسلامية تعيش مخاضا عسيرا والجزائر كجزء من العالم تؤثر وتتأثر بما يجري حولها من أحداث وتطورات.. وفي ظل هذه الظروف عملت الجزائر بمسؤولية وصدق على توفير مناخ لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية". وتحدث الرئيس عن ما تحقق في العشرية الأخيرة من "انجازات كثيرة في جميع الميادين ستؤتي أكلها بعد حين، وتضع الجزائر على اعتاب مرحلة تودع فيها زمن الضعف والهوان وتجدد عهدها مع النمووالرخاء". وأعطى الرئيس بوتفليقة اشارة انطلاق الدخول الجامعي 2011 -2012 أمس بالأغواط في سياق يتسم بمجهودات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي لتجسيد برنامج الإصلاحات الرامي إلى وضع الجامعة الجزائرية في صلب احتياجات الاقتصاد الوطني عبر "تكوين نوعي" لطلبتها. وانطلاقا من هذا أكد مدير التكوين العالي لما بعد التدرج بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مصطفى حوشين أن هدف هذه الإصلاحات هوجعل الجامعة تلعب "دورا مركزيا" في بناء مشروع مستقبلي عبر استفادة الطلبة من "تكوين عالي ونوعي" يمدهم بمؤهلات ضرورية لاندماج أمثل في سوق الشغل. كما يرمي هذا التكوين الى تلبية متطلبات القطاع الاجتماعي-الاقتصادي الذي يطمح إلى "التنافسية والنجاعة". وأشار إلى أن مؤسسات التعليم العالي قد "استقبلت في هذا الموسم نحوأكثر من238 ألف طالب جديد من بين قرابة 3ر1 مليون طالب في كل التخصصات" وابرز المتحدث انه تم "تعميم" استعمال نظام ليسانس ماستير دكتوراه (أل.أم.دي) على مستوى كل المؤسسات الجامعية عبر الوطن باستثناء الطب والصيدلة وجراحة الأسنان التي "لازال التدريس بها يجري وفق النظام الكلاسيكي". وبغية التوصل الى جامعة تستجيب للمقاييس الدولية عبر ضمان تكوين ذي نوعية لطلبتها، أوضح المسؤول أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد شرعت منذ سنتين في خطة عمل ترتكز على محورين يتمثل الأول في "حكامة" المؤسسات الجامعية من خلال تسيير إداري ومالي وبيداغوجي وفق المعايير المعمول بها دوليا. أما الخطوة الثانية فتتمثل في "تطوير" تعليم نوعي باعتماد ما يسمى ب"فروع الامتياز" سواء في المدارس اوفي الجامعات التابعة للقطاع. ومن أجل تجسيد رهان "النوعية والنجاعة" فقد تم خلال السنوات الأخيرة بذل مجهودات في ضمان أحسن تاطير للطالب الجزائري كما ونوعا وعليه فقد تم التوصل إلى معدل تاطير إجمالي يقدر ب"أستاذ واحد لكل 27 طالبا". وبخصوص الجانب المتعلق بالهياكل فقد أوضح مدير التكوين العالي بوزارة التعليم العالي أن الجزائر تتوفر حاليا على 84 مؤسسة (بين جامعة ومركز جامعي ومدرسة) موزعة على كافة ولايات الوطن باستثناء ولاية إليزي التي ستفتح بها جامعتها الخاصة بمناسبة الموسم 2012-2013. وأضاف في هذا الشأن أن الدولة عملت خلال السنوات الأخيرة على ضمان "مكان بيداغوجي لكل طالب جامعي (مقعد في المدرج وآخر في الأعمال التطبيقية وثالث في المكتبة والانترنت).