بعد 8 أشهر من إعلانه حزمة الإصلاحات، والتزامه الصمت حيالها، والتي قالت بشأنها أحزاب المعارضة وجزء من التحالف، إنه قد جرى تمييعها وإفراغها من محتواها، تحدث الرئيس في خطاب مكتوب سلم إلى الصحافة عقب كلمة ألقاها في جامعة عمار ثليجي بالأغواط، أمس، عن الإصلاحات التي أكد بشأنها أنها كانت بمسؤولية وصدق لتتماشى مع طموحات المجتمع وآماله في إصلاح متواصل عبر حوار بنّاء واستشارة واسعة لفعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني في كنف دولة الحق والقانون· وبدا الرئيس ”راضيا” عن مسار الإصلاحات، بتأكيده أن مبادرة توسيع النقاش والإصلاحات كان هدفها إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية، وتابع الرئيس قوله: ”وما القرارات المتخذة في دعم التوازن بين السلطات وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وإضفاء الفاعلية على النشاط الجمعوي وتوسيع مشاركة المواطنين في العمل السياسي مع ترقية دور المرأة والشباب إلا دليل على تصميمنا للوصول بالإصلاحات إلى تحقيق مطامح الشعب وآماله”، وبهذا يكون الرئيس قد أنهى جدلا واسعا وما زاد من هذا الجدل ”طول صمته”، وهو ما دفع بجهات حزبية مثلما كان عليه حزب العمال وأمينته العامة لويزة حنون التي عبرت عن أمنيتها بأن يقوم الرئيس بطلب قراءة ثانية في قوانين الإصلاحات، مستندة في ذلك إلى حديث دار بينها وبين الرئيس ومما جاء فيه، حسب رواية حنون، ”لقد تحدثت مع الرئيس وقال إنه من غير المستبعد أن تكون هناك قراءة ثانية للمشاريع الإصلاحية”· ولمح الرئيس بوتفليقة في خطابه المكتوب، إلى أن الإصلاحات جاءت لتفادي سيناريو الاضطرابات في العالم العربي والإسلامي، وذكر أن ”الأمة العربية والإسلامية تعيش مخاضا عسيرا والجزائر كجزء من العالم تؤثر وتتأثر بما يجري حولها من أحداث وتطورات·· وفي ظل هذه الظروف عملت الجزائر بمسؤولية وصدق على توفير مناخ لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية”· في سياق آخر، عرج الرئيس بوتفليقة على ما تحقق في العشرية الأخيرة، ذاكرا ”إنجازات كثيرة في جميع الميادين ستؤتي أكلها بعد حين، وتضع الجزائر يضيف بوتفليقة على أعتاب مرحلة تودع فيها زمن الضعف والهوان وتجدد عهدها مع النمو والرخاء· مبعوث ”البلاد” إلى الأغواط: عبد السلام·س