''عملنا بمسؤولية وصدق على توفير مناخ الإصلاحات'' ''الإصلاحات تمت بناء على استشارة واسعة لفعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني'' رفض رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الاستجابة لمطالب قوى سياسية بمراجعة الإصلاحات السياسية، وعبر عن رضاه عن حزمة قوانين الإصلاحات التي تمت المصادقة عليها. ودافع، في ''خطاب صامت'' سلمته مصالح الإعلام في رئاسة الجمهورية إلى الصحفيين، ويتضمن ثماني صفحات،، عن إصلاحاته السياسية التي باشرها منذ خطابه في 15 أفريل الماضي. وقال الرئيس بوتفليقة، في صفحات تجاهلها من نص خطابه المكتوب الذي وزع على الصحفيين، أمس، بالأغواط: ''لا ريب في أن العالم يعرف تحولات كبرى وأن الأمة العربية والإسلامية تعيش مخاضا عسيرا، والجزائر كجزء من هذا العالم يؤثر ويتأثر بما يجري حولها من أحداث وتطورات''. وأضاف بوتفليقة: ''في ظل هذه الظروف عملت الجزائر بمسؤولية وصدق على توفير مناخ إصلاحات تتماشى مع طموحات المجتمع وآماله في الإصلاح عبر حوار بناء''، مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات تمت بناء على ''استشارة'' واسعة لفعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني، في تلميح واضح إلى رفضه الاستجابة لدعوات إحداث قراءة ثانية للإصلاحات وإنقاذها. وأشار الرئيس أن الدافع لهذه الإصلاحات لم يكن بهدف تجنب ثورات الربيع العربي بقدر ما كان حاجة داخلية للإصلاح، قائلا: ''نحن في مبادرتنا لتلك الإصلاحات وتوسيعنا لدائرة النقاش، نهدف إلى إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية، من أجل تجذير المسار الديمقراطي ودعم توازن السلطات وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وترقية دور المرأة والشباب''. ورد الرئيس بوتفليقة على الأطراف السياسية في الداخل والخارج التي اعتبرت أن الإصلاحات السياسية أفرغت من محتواها، معتبرا أن القوانين الأخيرة التي صادق عليها البرلمان ذات الصلة بالحياة السياسية ''دليل على تصميمنا على الوصول بالإصلاحات إلى تحقيق مطامح الشعب وآماله في مستقبل تكون فيه الجزائر لحمة واحدة''، مشيرا أن ''الجزائر نجحت في تجاوز المحنة التي أصيبت بها في استقرارها، وهي الآن في عافية تعمل على بناء مجتمع قائم على الحرية والعدالة وتمتلك القدرة على النهوض والتقدم''. وفي وثيقة ''الخطاب الصامت'' أيضا، طلب الرئيس بوتفليقة من الجامعة الجزائرية أن تكون في مستوى التحولات التي يشهدها العالم والمساهمة في تفعيل الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية. وقبل استلام الصحفيين للنص الكامل للخطاب الرئاسي، كان الرئيس بوتفليقة قد أوجز خطابه في ثلاث دقائق، وقرأ منه صفحتين فقط من ثماني صفحات، بدأه بالتعبير عن سروره لمظاهر الاعتزاز بالجزائر التي لمسها في الاستقبال الشعبي الكبير الذي خص به وسط مدينة الأغواط. وقال: ''ما جئت فيكم خطيبا، لكن ما رأيت من وطنية في الشوارع والجامعة جعلني أتجرأ''، مشيرا إلى أن ''البلد الذي بنى الجامعات ويولي أهمية للعلم لا خوف عليه من عاديات الزمن''. وأعلن عن ترقية ثمانية مراكز جامعية إلى مصف جامعات، وهي وادي سوف وخنشلة وسوق اهراس والبويرة وغرداية وبرج بوعريريج والطارف وخميس مليانة. وأمر الرئيس بوتفليقة وزير التعليم العالي، رشيد حراوبية، ووزير الصحة، جمال ولد عباس، بالشروع في دراسة إمكانية إحداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي تتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية في جنوب البلاد''. وشدد الرئيس قائلا: '' أول في جنوب البلاد''، قبل أن يعلن عن افتتاح السنة الجامعية. ولم تقدم مصلحة الإعلام بالرئاسة أية تفسيرات واضحة بشأن التباين بين الخطاب الذي ألقاه الرئيس والخطاب المكتوب، وما إذا كان الأمر يتعلق بالظروف الصحية للرئيس، أو لعدم رضاه عن مضمونه، أم لاعتبارات تتعلق ببرنامج الزيارة.