شنّ وزير الإعلام اللبناني الجديد جورج قرداحي، لدى عودته إلى بيروت لتسلّم مهامه ضمن حكومة نجيب ميقاتي، هجوماً على المحللين السياسيين الذين حاكوا عبر وسائل الإعلام سيناريو تأليف الحكومة الجديدة التي ولدت على أيدي سياسيي وأحزاب سلطة المحاصصة و"تقاسم جبنة" مراكز القرار والنفوذ. وقرّر قرداحي في "أوّل دخوله إلى عالم وزارة الإعلام" أن يقرّر ويحدّد لوسائل الإعلام الضيوف الذين يجب أن تستضيفهم، وأن "يضع فيتو" على آخرين، وهو ما أدى إلى حملة تنديدات واسعة من قبل صحافيين أولاً وناشطين اعتبروا أن الوزير يلعب دور الوصي على المنابر والتلفزيونات، ويسعى، حتى قبل تسلم وزارته، إلى استخدام سلاح كتم الصوت والتعتيم على الحقيقة المعروفة عند كل اللبنانيين، ولا سيما حول طريقة تأليف الحكومة واختيار الوزراء بعد صراع دام 13 شهراً. وتوجه قرداحي إلى من أسماهم "بعض الجهابذة والمحللين الذين ظهروا عبر شاشات الوسائل الإعلامية خلال اليومين الماضيين، وحللوا تشكيل الحكومة والمحاصصة"، بالقول، "فليسمحوا لنا وليهدأوا قليلاً". وتمنى قرداحي على وسائل الإعلام "عدم استضافتهم لأن الحكومة حديثة الولادة". واستنكر تجمّع نقابة الصحافة البديلة ما صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي في أول تصريحٍ له، معتبراً أنّه "سمح لنفسه بلعب دور الوصي على وسائل الإعلام وتحديد ما يجب أن يقال وما يجب أن يحجب، عبر دعوة وسائل الإعلام إلى عدم استضافة المحللين الذي أشاروا إلى المحاصصة المكشوفة في تشكيل الحكومة". وحذر تجمّع نقابة الصحافة البديلة السلطة من مغبة لعب هذا الدور، داعياً إلى "احترام الحريات الإعلامية"، ومؤكداً أن "محاولات تحويل لبنان إلى دولة أمنية سيتم التصدي لها من قبل الإعلاميين أولاً". وذكّر التجمّع بضرورة إلغاء وزارة الإعلام أسوة بالبلدان الديمقراطية التي تحترم حرية التعبير. وانتقد عددٌ من الصحافيين تصريح وزير الإعلام ومحاولته تحويل لبنان إلى دولة أمنية، وتحديد محتوى البرامج وأسماء الضيوف، والإملاء على الإعلاميين ومعدّي البرامج والتدخل في عملهم. وشدد عضو الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بسام القنطار، في تغريدة على حسابه عبر تويتر، على أن "الدعوة التي اطلقها قرداحي للإعلام اللبناني بعدم استضافة بعض المحللين تتعارض جذرياً مع حرية التعبير كحق من حقوق الإنسان، وهو ليس صاحب صفة أو صلاحية حتى على تلفزيون لبنان الذي يقع تحت وصايته على أمل أن يكون آخر وزير في لبنان".