تعد مشاركة دول المغرب العربي الكبير (الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا وليبيا)، في أشغال القمة العربية في بغداد في 29 مارس الجاري، فرصة لتوحيد الرؤية العربية اتجاه القضايا التي تحيط بالمنطقة بطرح موحد، من منطلق رفض التدخل الأجنبي في شؤون الدول العربية، وعلى رأسها سوريا. أعربت هذه الدول المغاربية، وفي مقدمتها الجزائر، في العديد من المرات عن رفضها للتدخل الأجنبي، وأمام تسارع الأحداث تسعى بلدان المغرب العربي تنسيق مواقفها كي يصبح اتحاد المغرب العربي شريكا إقليميا وكتلة طرح سياسي حيال الجامعة العربية. وترفض دول المغرب العربي والعراق التدخل الاجنبي في البلاد العربية، ويواجه هذا الرفض طرح مغاير تمثله قطر والمملكة العربية السعودية، وهما مع التدخل الأجنبي في الأزمة السورية، فهل سيكون طرح دول اتحاد المغرب العربي الرامي الى توحيد الرؤية حول القضايا العربية، وتحقيق أعلى درجات التفاهم وتبنى حل القضايا داخليا هو أولى الخيارات التي سيتم اتخاذها خلال قمة بغداد؟ وكشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي علي محمد الحسين الأديب، أول أمس، أن أربع دول من المغرب العربي الكبير (الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس) اكدت حضورها القمة العربية المقررة في 29 مارس في بغداد، وان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيشارك في القمة وأكد عزمه على ترؤس الوفد الجزائري الذي سيشارك في اجتماعاتاتها. وقال الأديب في بيان صحافي عقب مباحثات أجراها مع الرئيس بوتفليقة -بعد أن سلّمه دعوة من الرئيس العراقي جلال الطالباني لحضور القمة في بغداد- "ان الرئيس بوتفليقة كان متفاعلاً بشكل عميق مع رغبة العراق في توحيد الخطاب العربي خلال القمة العربية، بما يكفل تحقيق أعلى درجات التفاهم حول القضايا العربية المصيرية". واعتبر الأديب المشاركة الجزائرية ستكون "دلالة واضحة على أن القيادة السياسة في الشقيقة الجزائر، حريصة كل الحرص على إنجاح قمة بغداد وجعلها فرصة لتوحيد الرؤية العربية تجاه القضايا التي تحيط بالمنطقة"، معتبراً أن "الثقل العربي الذي تمتلكه الجزائر على الساحة العربية سيساهم في اتخاذ قرارات عربية مهمة ذات تأثير عميق وكبير على مستقبل الدول العربية". وأكد أن بوتفليقة "أبدى رغبة بلاده في توسيع العلاقات السياسية الإقتصادية والثقافية مع العراق، بما يكفل تحقيق مصالح البلدين الشقيقين"، مؤكداً أن العراق "يجد في التعاون الوثيق مع الجزائر، خطوة مهمة لتعزيز التعاون العراقي الجزائري، والإنتقال به الى مرحلة متقدمة تساهم في تعزيز الشراكة العربية على صعيد الإقتصاد والسياسة والعلاقات الثقافية والتعليمية". وقال الوزير العراقي أن مشاركة سوريا في القمة العربية يحددها الإجماع العربي، وأضاف انه لحد الآن لم توجه دعوة للرئيس بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية"، وقال أن الدعوات ترسل بالتنسيق مع الجامعة العربية وأن العراق سينصاع لأي قرار تتخذه إدارة الجامعة بخصوص مشاركة سوريا من عدمها في قمة بغداد.