تواصل العناصر الوطنية تحضيراتها للمواجهة الأخيرة أمام كوت ديفوار أمسية الغد، وهي المواجهة التي تحدد مصير المنتخب الوطني في البطولة الجارية بالكاميرون . وجرت حصة الاستئناف بملحق ملعب "جابوما" بمدينة دوالا، مع تواجد متوسط الميدان راميز زروقي الذي تدرب بشكل عادي مع المجموعة وهو الذي غاب عن لقاءي السيراليون وغينيا الإستوائية رفقة آدم وناس بسبب المرض. كما سجلت عودة الحارس زغبة، فيما تواصل غياب وناس، بالإضافة للثنائي أوكيدجة وياسين براهمي الذي غاب عن مران الاثنين . وأهم ما ميز الحصة هو تواجد المدافع بلعمري الذي تدرب بشكل عادي رغم الإصابة التي تعرض لها في اللقاء الأخير أمام غينيا الاستوائية . .. هذا ما يسعى إلى تصحيحه بلماضي قبل موقعة وكوت ديفوار.. لن تكون مهمة المدير الفني للخضر جمال بلماضي، سهلة لتحضير المواجهة الأخيرة ل"محاربي الصحراء" أمام كوت ديفوار في الدور الأول لبطولة كأس أمم إفريقيا الجارية في الكاميرون، على اعتبار أنها ستكون حاسمة في تحديد مستقبل المنتخب الجزائري في البطولة. ويسعى "الخضر" لتفادي صدمة الخروج المبكر وتضييع فرصة الدفاع عن اللقب، وسط إحباط ومعنويات محطمة لزملاء القائد رياض محرز، رغم أنهم خسروا أول مباراة لهم بعد أزيد من 3 سنوات كاملة، وكان ذلك أمام غينيا الاستوائية. المعنويات المنهارة للاعبين ليست العائق الوحيد في طريق بلماضي، فهناك الكثير من العوامل الفنية التي وجب تصحيحها في لقاء تحديد المصير، فضلاً عن مشاكل أخرى تشكل صداعاً برأس المدرب بلماضي. .. مشاكل الدفاع والإصابات أول مشكلة يرغب جمال بلماضي إيجاد حلول لها، هي لعنة الإصابة التي ضربت المدافعين عبد القادر بدران وجمال بلعمري، لاعبي وسط الدفاع، فاللاعب الأول لم يكمل المواجهة الأولى أمام سيراليون وعوّضه جمال بلعمري، في حين أن الأخير لم يكمل المباراة الثانية أمام غينيا الاستوائية وجرى تعويضه بمهدي تاهرات، مدافع نادي الغرافة القطري. ولن يكون بمقدور بلعمري المشاركة في موقعة كوت ديفوار بسبب تعرضه لتمزق في العضلة الخلفية للفخذ، في حين لم تتضح لحد الساعة جاهزية نجم الترجي التونسي، عبد القادر بدران، للمشاركة في ذات المباراة، الأمر الذي يجبر بلماضي على الاعتماد مرة أخرى على مهدي تاهرات رغم تراجع مستويات الأخير. .. وسط الميدان والتركيبة الهجومية الورشة الأكبر بالنسبة لجمال بلماضي قبل لقاء كوت ديفوار تتمثل في تغيير تركيبتي خط الوسط والهجوم، فوسط ميدان الخضر الذي افتقد خدمات نجم نادي تفينتي الهولندي رامز زروقي، في مباراتين، ونجم ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر، في مباراة، ولم يقدم هذا الخط المردود المنتظر منه ولم يساعد المهاجمين. وسيكون بلماضي مطالب باختيار الاسم المناسب للعب إلى جانب الثنائي زروقي وبن ناصر، بين آدم زرقان وفريد بولاية، بعد فشل سفيان فيغولي وياسين براهيمي في تقديم المردود المطلوب. خط الهجوم الصائم عن التهديف لمباراتين على التوالي يعد من أولويات بلماضي، الذي يوجد تحت ضغط التخلي عن قناعاته بخصوص الثقة المبالغ فيها التي يضعها في الثلاثي بغداد بونجاح ويوسف بلايلي وإسلام سليماني، ومنح الفرصة لأسماء تنتظر دورها وتستحق الفرصة، في صورة آدم وناس (ينتظر تعافيه من فيروس كورنا)، ومحمد أمين عمورة وسعيد بن رحمة. .. ضغط الترشح وفخ التسرع مشكلتان أخرتيان على مدرب "محاربي الصحراء" حلهما وتخفيف تأثيرهما القوي على مردود زملاء القائد محرز، فبعد أن تخلص من الضغط السلبي لسلسلة اللا هزيمة التاريخية أمام غينيا الاستوائية، فهو مطالب بالتخلص من ضغط ضرورة الترشح إلى الدور المقبل، حتى يكون الفريق في أفضل أحواله أمام كوت ديفوار لتفادي السيناريو الأكثر سوءا بالخروج المبكر من المسابقة، خاصة أن مصير الجزائر بين أيدي لاعبيها، والذين سيراهن بلماضي على خبرتهم الاحترافية الكبيرة لتجاوز هذا الفخ. أما بخصوص فخ التسرع الذي كلف الخضر الكثير خلال مباراتي سيراليون وغينيا الاستوائية، بدليل الفرص الكثيرة التي أضاعها المهاجمون، فعلى بلماضي إجراء التغييرات المناسبة والتحضير النفسي اللازم حتى يتفادى هذا الكابوس أمام كوت ديفوار، خاصة أن هذه المواجهة تحتاج تسجيل الأهداف ومن أنصاف الفرص. .. هل حسم بلماضي تركيبته الهجومية لمباراة كوت ديفوار؟ وعرفت الحصة التدريبية لمنتخب الجزائر، اجتماعا مصغرا وخاصا بين المدير الفني لمنتخب الجزائر، جمال بلماضي، وقائد "الخضر"، رياض محرز، ونجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، إسلام سليماني، أثرا الكثير من التفاعل في منصات التواصل الاجتماعي، ووصفته الجماهير الجزائرية باجتماع إيجاد الحلول قبل المواجهة الحاسمة أمام منتخب كوت ديفوار ضمن منافسات كأس أمم إفريقيا. .. بلماضي تحدث مطولا مع سليماني ومحرز بخصوص الحلول الهجومية وأظهر فيديو لأحد القنوات التلفزيونية تم تداوله على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، جمال بلماضي وهو يتحدث إلى كل من رياض محرز وإسلام سليماني قبل انطلاق الحصة التدريبية ليوم أمس الاثنين، وبدا بلماضي في تلك اللقطات وهو يتحدث عن الحلول الهجومية الواجب توظيفها في مباراة كوت ديفوار، فضلا عن بعض السلبيات التي رافقت طريقة لعب المنتخب من الناحية الهجومية في المباراتين السابقتين، ما يبين أن بلماضي سيعول على محرز وسليماني في خط الهجوم كورقتين أساسيتين في مباراة الكوت ديفوار. بلماضي اختار الحديث مع محرز وسليماني لأنهما صاحبا الخبرة الطويلة في المنتخب الجزائري، ومن أبرز مفاتيح اللعب الهجومي رغم أنهما عجزا عن فتح العدّاد التهديفي للمنتخب الجزائري في كأس إفريقيا لحد الآن، ويراهن بلماضي كثيرا على خبرة اللاعبين والشخصية القوية للمهاجم إسلام سليماني خلال المباراة المقبلة أمام كوت ديفوار، خاصة أنه يدرك جيّدا بأن المشكلة الأبرز حاليا ل"محاربي الصحراء" هي نفسية بالدرجة الأولى، ولهذا فهو ينتظر من نجم ليستر سيتي الانجليزي السابقين القيام بأدوارهما القيادية والفنية وسط باقي اللاعبين لقيادتهم نحو الفوز أمام الفيلة واقتطاع تأشيرة العبور إلى الدور المقبل من كأس أمم إفريقيا الجارية بالكاميرون.