أحيى الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية بتلمسان سهرة فنية أندلسية متميزة أطرب فيها الحضور بأزجال تنبض حيوية وعذوبة وتواشيح تتدفق بالشذى والرؤى. وجمعت هذه الأمسية الفنية، التي تندرج في إطار البرنامج الختامي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، بين فنين عريقين وهما فن الآلة أو الموسيقى الأندلسية المغربية التي يمتزج فيها الطابع الديني بالطابع الفني وعبق التاريخ ليعطي أنغاما خاصة. حيث قدم كل من توفيق بوغربيط وزكية قارة تركي وليلى بورسالي وطالب بن دياب باقة منوعة من الموشحات الأندلسية شملت الإحدى عشرة نوبة (رمل الماية- الأصبهان- الماية- رصد الذيل- الاستهلال- الرصد- غريبة الحسين- الحجاز الكبير والمشرقي- عراق العجم- العشاق)، وموازينه الخمس (البسيط- القائم ونصف- البطايحي- الدرج- القدام)، وإيقاعاته المختلفة، وآلاته الوترية (العود- الكمان- الربابة)، والنقرية (الدربكة- الدف)، والإيقاعية (الطار). وأوضح الفنان طالب بن دياب أنه يجب علينا تجميع أكبر قدر من هذا الفن الرائع الذي يعتبر من ارقى انواع الغناء العربي الذي انفردت الأندلس بابتداعه وقال أن الفن الذي يقدمه اليوم يمكن الجمهور من اكتشاف سحر الكلمة الموزونة ذات البعد الثقافي والروحي التي تكتنف حروفها كل معاني الأمل والتسامح والتسامي نحو مدارج المحبة والإخاء. من جهتها قالت الفنانة ليلى بورسالي أنها تحرص على وتحريك وجدان المستمعين وانخراطهم العفوي في الأداء كما تحافظ على الموروث الضارب بجذوره في قدم التاريخ والحفاظ على ما هو مأثور من موسيقى أندلسية، والعمل على تطوير هذا الفن والإبداع في ألحانه وإيقاعاته.