يخوض ممثّلو عرب أفريقيا اختبارات محفوفة بالمخاطر في الجولة الأولى من الدور الثاني من التصفيات الأفريقية المؤهّلة إلى نهائيات كأس العالم في كرة القدم المقرّرة في البرازيل عام 2014. وتشارك 6 منتخبات عربية في الدور الثاني هي: الجزائر الممثّل الوحيد لعرب القارة السمراء في المونديال الأخير في جنوب أفريقيا، ومصر التي تحلم بالتأهّل للمرّة الأولى منذ عام 1990، والمغرب الغائب عن العرس العالمي منذ 1998، وتونس التي تمنّي النفس بتعويض غيابها عن النسخة الأخيرة، وليبيا والسودان اللذان يطمحان إلى انجاز تاريخي والتأهّل للمرّة الأولى. ولم ترحم القرعة المنتخبات العربية ووضعتها في مجموعات قويّة خصوصاً أنّ المنافسة ستقتصر في كلّ مجموعة على بطاقة واحدة أي أنّ متصدري المجموعات العشر في الدور الثاني هم مَن سيحجزون تأهّلهم إلى الدور الثالث الحاسم، الذي سيقام بنظام خروج المغلوب، بمباراتين ذهاباً وإياباً على أن تتأهّل المنتخبات الخمسة الفائزة إلى النهائيات. "الخضر" لمحو خيبة ال"كان" يرغب المنتخب الوطني لكرة القدم في محو خيبة فشله في التأهّل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا "كان" الأخيرة، عندما تستضيف رواندا في ملعب مصطفى شاكر بالبليدة ضمن المجموعة الثامنة، مساء اليوم. وفي المجموعة ذاتها، تلعب بنين مع مالي في كوتونو. رحلة المشاق للمغرب وتنتظر المنتخب المغربي رحلة صعبة إلى غامبيا لمواجهة منتخب بلادها اليوم في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة. ويسعى المنتخب المغربي إلى محو خيبة أمله في الكأس القارية الأخيرة عندما خرج خالي الوفاض، بعدما كان مرشّحاً للظفر باللقب، لكن يبدو أنّ خيبات أمله ستستمر في ظلّ العروض المخيّبة التي قدّمها في المباراة الدولية الودّية الأخيرة، التي خسرها على أرضه أمام السنغال صفر-1، بالإضافة إلى غياب أكثر من لاعب أساسي لأسباب مختلفة. ويواجه مدرّب المغرب البلجيكي إيريك غيريتس ضغوطاً كبيرةً من الجماهير المغربية وتحديداً منذ كبوة الغابون وغينيا الاستوائية مطلع العام الحالي وهو يدرك جيداً أنّ أي نتيجة غير الفوز أمام غامبيا قد تطيح برأسه وهو القرار الذي انتظره الشعب المغربي مباشرةً بعد العرس القاري. وتلقّى غيريتس ضربات موجعة قبل مواجهة غامبيا، فقد استجاب في الوهلة الأولى لمطالب وسائل الإعلام المحلية باستبعاد اللاعبين غير الجاهزين فتخلّى عن 3 ركائز أساسية هم: مهاجم آرسنال الإنكليزي مروان الشماخ ومهاجم رين الفرنسي يوسف حجي ومدافع دينامو كييف الأوكراني بدر القادوري، وبدا غياب هؤلاء واضحاً في المباراة أمام السنغال. كما استبعد عبد الحميد الكوثري وأحمد القنطاري. وازدادت المحن بإصابة كريتيان بصير ومبارك بوصوفة وأسامة السعيدي، إضافة إلى رفض لاعب وسط أياكس أمستردام الهولندي إسماعيل العيساتي الالتحاق بالمنتخب مبرّراً ذلك بالإصابة، فاضطر المدرّب البلجيكي إلى الاستعانة باللاعبين المحلّيين الذين اضطر أغلبهم إلى خوض مباراتين في فترة وجيزة، حيث لعبوا المباراة الودّية أمام السنغال الجمعة ثم دافعوا عن ألوان أنديتهم السبت والأحد والاثنين في الدوري المحلّي. وعموماً، لا مجال لأسود الأطلس للخطأ أمام غامبيا، وهم يعرفون ذلك جيداً وسيحاولون انتزاع النقاط الثلاث لحشد معنوياتهم قبل القمّة المرتقبة أمام كوت ديفوار في التاسع من جوان في مراكش ضمن الجولة الثانية. وفي المجموعة ذاتها، تخوض ساحل العاج وصيفة بطلة أفريقيا اختباراً سهلاً نسبياً أمام ضيفتها تنزانيا في أبيدجان. تونس تبحث عن بداية موفّقة وتسعى تونس التي خرجت برأس مرفوعة في العرس القاري بخسارتها أمام غانا بعد التمديد في الدور رُبع النهائي، إلى مواصلة تألّقها عندما تستضيف غينيا الاستوائية مفاجأة العرس القاري، في المنستير ضمن منافسات المجموعة الثانية. وفي المجموعة ذاتها، تلعب سيراليون مع الرأس الأخضر في فريتاون. ثأرية للسودان أمام زامبيا ويستضيف السودان زامبيا بطلة القارة السمراء في الخرطوم ضمن المجموعة الرابعة وهي مباراة ثأرية للأوّل الذي خسر بثلاثية نظيفة أمام رجال المدرّب الفرنسي هيرفيه رينار في الدور رُبع النهائي لكأس أمم أفريقيا. وفي المجموعة ذاتها، تلعب غانا مع ليسوتو في كوماسي. وتحلّ ليبيا ضيفةً على طوغو غدا الأحد ضمن المجموعة التاسعة. وفي المجموعة ذاتها، تلعب الكاميرون مع الكونغو الديموقراطية في ياوندي. الفراعنة لتجديد العهد مع المونديال والمنتخب المصري أوّل المستهلّين للمشوار في الدور الثاني كونه يستضيف موزامبيق بملعب برج العرب بالأسكندرية ضمن المجموعة السابعة في مباراة بدون جمهور بسبب ظروف أمنية تعيشها مصر في الآونة الأخيرة. ويبحث المنتخب المصري، الذي كان قاب قوسين من تحقيق حلم 80 مليون نسمة عام 2009 بعدما خاض مباراة فاصلة أمام الجزائر في السودان آلت نتيجتها لمحاربي الصحراء، عن استغلال عاملي الأرض والجمهور لكسب 3 نقاط لرفع معنويات لاعبيه في باقي مشوارهم في الدور الثاني. وقال مدرّب الفراعنة برادلي: "آمل أن يحالفنا التوفيق أمام موزامبيق حتى نحقّق الفوز، كما نتمنّى عدم تعرّض أي من اللاعبين لأي إصابات قبل هذه المباراة المهمة والقوية". وفي المجموعة ذاتها، تلعب زيمبابوي مع غينيا في هراري. بقية المباريات وفي باقي المباريات، تلعب جمهورية أفريقيا الوسطى مع بوتسوانا في بانغي، وجنوب أفريقيا مع أثيوبيا في روستنبرغ ضمن المجموعة الأولى، والنيجر مع الغابون في نيامي، وبوركينا فاسو مع الكونغو في واغادوغو ضمن المجموعة الخامسة، ونيجيريا مع ناميبيا في أبوجا، وكينيا مع مالاوي في نيروبي ضمن المجموعة السادسة، وأنغولا مع أوغندا في لواندا، والسنغال مع ليبيريا في دكار ضمن المجموعة العاشرة.