وتزايد التوتر بشكل حاد في شبه الجزيرة الكورية بعد أن فرضت كوريا الجنوبية عقوبات على جارتها متهمة إياها بإغراق سفينة حربية في مارس الماضي مما أودى بحياة 46 بحارا. في هذه الأثناء قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الاثنين إنها ستجري مناورات مضادة للغواصات مع كوريا الجنوبية "في المستقبل القريب"، مضيفة أن المحادثات جارية أيضا بشأن تدريبات على المعارك البحرية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الرد على إغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية التي تقول سول وواشنطن إن بيونغ يانغ أغرقتها باستخدام طوربيد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية برايان ويتمان إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بتغيير الموعد المقرر لنقل قيادة القوات الكورية الجنوبية وقت الحرب إلى عهدة سول في عام 2012. وبموجب الاتفاق الساري حاليا والذي يرجع إلى فترة التدخل الأمريكي في الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 تخضع القوات الكورية الجنوبية لقيادة القوات الأمريكية إذا اندلعت حرب في شبه الجزيرة الكورية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد قال أمس إنه واثق من أن مجلس الأمن سيتخذ إجراءات "ملائمة" فيما يتعلق بالمزاعم الخاصة بإغراق السفينة الكورية الجنوبية. وأضاف متحدثا للصحفيين في مؤتمره الصحفي الشهري "أنا واثق من أن المجلس سيتخذ الإجراءات الملائمة التي تتناسب وحجم الموقف في إطار النهوض بمسؤولياته الخاصة بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين". وقال "آمل أيضا أن يساهم الإجراء السريع للمجلس في الاستئناف المبكر للمحادثات السداسية التي تتناول القضايا النووية وغيرها من المخاوف القائمة". وتضم المحادثات السداسية المجمدة -والتي تهدف لتقديم مساعدات لكوريا الشمالية مقابل تفكيكها لبرنامجها النووي- كلا من الكوريتين والصين وروسيا والولايات المتحدة واليابان. وتخضع بيونغ يانغ حاليا لعقوبات دولية لإجرائها تجارب نووية في عامي 2006 و2009. وقال رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك في خطاب تلفزيوني إنه سيحيل القضية إلى مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا. وقال مون "عملا بدعوة باك لمجلس الأمن إلى بحث القضية فإنه من المتوقع أن تعقد مشاورات مغلقة بين الأعضاء الأساسيين للمجلس". ويقول دبلوماسيون في الأممالمتحدة إنه من غير الواضح هل سيتخذ المجلس قرارا بشأن الأزمة الكورية. وتملك الصين حليف كوريا الشمالية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ويمكنها معارضة أي محاولة لتعنيف أو معاقبة بيونغ يانغ.