التدهور الخطير في قطاع غزة اليوم هو الأمر الواقع الحالي الذي لا يمكن لأحد إنكاره أو التغاضي عنه، وهذا التدهور المتواصل الذي يرتقي إلى درجة الإجرام الصهيوني، ينذر بأوخم العواقب على مستقبل الأمن والإستقرار والسلام ليس في منطقة الشرق الاوسط وحدها، ولكن في العالم بأسره، وما تشهده من جرائم وأحداث وقصف همجي ودما وحصار جائر على شعب أعزل يريد الحرية والاستقرار والإزدهار والسلام العادل. فما يحدث الآن في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي وحشي غاشم وسافر، تحت مسمع ومرأى من أحرار وشرفاء العالم، يشير لخطورة الوضع وإسودادة، وهذا يتطلب منا قدرا كبيرا من الإستعداد والحذر واليقظة والمواجهة لما هو آت وما يخططون له للإيقاع بنا وبمستقبلنا. صمود أهلنا وأحبتنا في قطاع غزة صلب لا يلين وهم مستمرون في كفاحهم ونضالهم، شاء الإحتلال أم أبى، نضال وصمود الأحبه في غزة هذا جعل حكومة الحرب والعدوان بزعامه يائير لابيد تتخبط وتكشف عن أنيابها ونواياها السيئة تجاههم علنا، فقتلت بالأمس أطفال غزة ورملت نساءهم وقصفت شيوخهم وإستباحت أرضهم وعاثت فيها فسادا وتخريبا وتدميرا، وهي ما زالت تمارس التطهير العرقي ضدهم، وتستخدم كل الأساليب البربرية والتي تزداد وتيرتها بإستمرار مطرد ضدهم، فاستخدمت امس الأول المقاتلات الحربية والاسلحة المحرمة دوليا ودمرت بنيتهم التحتية موقعة خسائر بشرية كبيرة في صفوف شعبنا وقياديه العزل المحبي للسلام. إسرائيل استباحت دماء قادتهم وكوادرهم واغتصبت أرضهم ، والتى تمثل لهم الزمن والمكان، فتدمير الإنسانية لشعبنا هي الوجه الآخر لشهوة العدوان والتخريب والدمار والنهب الإستيطاني الصهيوني في الوطن الفلسطيني. الهجوم اللاإنساني الدامي الناضح عنصرية وحقدا على غزة بالأمس الأول وليل نهار، لم يخب منذ وطئ الغزاة الصهاينة هذه الأرض الأمنة المطمئنة، بل على العكس تنامى أوزارة بإطراد حثيث يتوافق مع شعور غلاتهم بتعاظم سطوة آلتهم الحربية، فهذه النشوة تثير فيهم جنون السيطرة على المزيد من مساحة المكان بإعتماد وسيلة القتل والإرهاب لزحزحة الآخر الفلسطيني ودحرة. فالعابرون الصهاينة هكذا هو زمنهم، يرتبط بالإيغال في القتل والتدمير وممارسة إغتصاب الإنسانية والحق والمكان، وهو نفسه ديدن الإحتلال والمستوطنين الذين لبنادقهم عواء حاد يثير الرعب والخوف وحتى القتل بهدف ازاحة الفلسطيني عن ترابه وإقتلاعه من جذورة، هكذا هم الصهاينة يحترفون الإرهاب المنظم والإغتيال على الدوام. واهلنا في غزة يثبتون في كل يوم صلابتهم وقوتهم وقوة موقفهم، النابع من ثباتهم على الحق وإيمانهم بقضيتهم العادلة، لا يزعزعهم طغيان الآلة العسكرية الجبارة التي يمتلكها عدوهم المتغطرس، والذي ينفذ من خلالها أعتى الضربات التي لا تتحملها دول مشهود لها بكثرة عدد جنودها وعتادهم. كل هذا يحدث تحت مسمع ومرأى من العالم المتحضر "عرب ومسلمين ومسيحيين" ولا نسمع منهم إلا "همهمات وبيانات شجب وإستنكار'" فإذا تعلق الأمر بغير الشعب الفلسطيني تنطلق الأبواق تردد الصدى وتنبح بما يرضي أسيادها، وإذا ذبح ودمر الفلسطيني تختلف الآراء وتصبح المسالة "وجهة نظر". "سبحان الله" عالم مسكون بالجبن والنفاق والتبعية، مسكون بالذل والهوان والخنوع لا يسمع ولا يرى إلا من الزاوية التى تراها أمريكا وإسرائيل ومن في ركبهم من الدول العربية. لقد بدأت المعركة مع الإحتلال الغاشم منذ سنوات طويلة وستبدأ من البداية وحتى الوصول إلى ما يحلم ويصبوا إليه شعبنا من "تقدم وفلاح ونماء" للوصول بهم إلى مستوى أفضل في مواجهة هذه الحرب الخسيسة، حتى يحققون الحلم الفلسطيني بإقامة دولتهم الفتية، دولة القانون والعدل والأمن والأمان. لقد راهنت قيادتنا الفلسطينية وشعبنا مجتمعين على منظور القوة الشاملة، القوة الروحية والتاريخية والإنسانية، لأنها الباقية في منطق الحقائق الكبرى، وهي الأساس لمجيء وذهاب أنواع القوة الأخرى، لذلك فإنها تنظر إلى الأمور بصبر ولكن بدون وجل. شعبنا وقيادتنا وفصائلنا الوطنية يؤكدون دوما أن رهانهم الأساسي على قواهم الذاتية، لا يلتفتون إلى التفجيرات النفسية وحرب الإشاعات هنا وهناك، ولا يلتفتون إلى منطق الغطرسة، ولا إلى كل محاولات الدس أو ألفت في عضدهم، ولكنهم يستمدون منها مزيدا من العزيمة والإصرار من أجل صلابتهم وصحتهم الذاتية ومن أجل الإستمرار وعدم الرضوخ في لعبة عض الأصابع. وطالما ان مرحلة تحقيق الإستحقاقات تعتبر من أدق وأخطر المراحل بالنسبة الى شعبنا فمن الواجب في مثل هذه الحالة التحلى بالصبر وسبرغور ما يجري من حولهم، خاصة وأن العالم أصبح الآن في مهب الرياح الأمريكية والتي تتغير فيه الأشياء تغير الرمال في الصحراء، فلا ثوابت إلا المتغير، الأمر الذي يستدعي منهم المرونة وسرعة الحركة، ليس على الصعيد التفاوضي فحسب بل على صعيد ترتيب الأولويات ومواصلة المواجهة الدبلوماسية على كافة الساحات مع الأخذ بعين الإعتبار متطلبات الواقع الإداري والمعيشي لشعبهم، خاصة وإنهم الرقم الصعب في المعادلة واليد التي تمتلك كافة الإمكانيات المؤثرة. لقد أثبت أهلنا واحبتنا في قطاع غزة وضفتنا الغربية طيلة تاريخ نضالهم الطويل والمرير انهم يستحقون بجدارة كل الإحترام والتقدير لما بذلوه ويبذلوه من جهد متواصل وشاق من أجل الوقوف بجانب قيادتهم ومساعدتها في تحقيق أهدافها ورسم توجهاتها. على هذا الأساس فليس أمامهم إلا أن يستجمعون كل عناصر القوة لمواجهة تحديات المرحلة القادمة وإستحقاقاتها على أساس الثابت وهو إقامة دولتهم المستقلة ' فلسطين ' وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة لاجئيهم، ضمن الثوابت لهذه المرحلة التاريخية العالمية وهي الثوابت المتعلقة بالأرض والإستيطان والقدس وعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم وحقوقهم في مواردهم الطبيعية وخاصة المياه والغاز والحرية والإستقلال المتكافئ. إن الدولة الفلسطينية ليست "هبه أو منة" من أحد، وإنما هي حق شعبنا معترف بها عالميا ودوليا وعربيا، فلقد اختاروا طريق السلام في ظل إختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يعنى إنهم في موقع تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تملي عليهم شروطها أو تفرض عليهم التخلى عن حقوقهم، لأنهم عندما خاضوا معركة السلام، كانوا يفهمون جيدا ماذا تعني وعلى ماذا ترتكز وإنها ليست عنوان مجرد، وإنما هي حالة إنسانية وجوديه وحياتية، لأنها تقوم على مرتكزات في الفكر والذات والواقع والوجدان. يجب أن يدرك الجميع وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ويائير لا بيد وجنرالته مصاصي دماءنا إنه وفقا لحرية وحقوق وكرامة الفلسطيني يتقرر "السلم واللاسلم"، "العنف أو اللاعنف"، إكتمال المعادلة الإقليمية أو عدم إكتمالها. 0خر الكلام: ان الدماء التي تجري في عروقكم يا أهل غزة ليست ملككم إنها ملك الوطن.. ملك الشعب.. ملك فلسطين.. متى طلبتموها وجدتموها.. فلتنتصر دماءكم يا أهل غزة على السيوف ولتسموا أرواحكم فوق جراح الكف… فقد تساوت الخيل في البيداء حمحمة…! دنيا الوطن الفلسطينية