وجهت كلية الآداب واللغات والفنون بجامعة زيان عاشور بالجلفة، دعوة لكل الباحثين والمختصين في مجال السينما، للمشاركة في النسخة الاولى من الملتقى الوطني حول السينما الجزائرية، والذي يحمل عنوان "السينما في الجزائر بين الواقع والمأمول"، والمنتظر عقده يومي 26-27 أكتوبر المقبل. ويأتي الهدف من تنظيم هذا الملتقى وفق ما كشفه المنظمون، بهدف التعرف على السينما الجزائرية، وكشف خصوصية الإنتاج السينمائي بالجزائر، وكذا البحث في الأسباب الرئيسية لشحّ الإنتاج مع الوقوف عند دور هذه السينما في بناء الوعي ومدى مساهمة الدولة في ترقية السينما من خلال المشاريع ومؤسّسات الدعم والمهرجانات، كما سيتم خلاله طرح عدة قضايا ترتبط بتطور هذا الفن في الجزائر وتاريخه من أجل التعرّف على خصوصياته وتحديد المعالم الرئيسية لواقعه، وكشف المعوقات التي تواجهه. وذكرت ديباجة الملتقى أن السينما تعد من أهم الفنون التعبيرية الحديثة تروي قصصا بعدسات الكاميرا من خلال الصور المتحركة والحية بالصوت والألوان والموسيقى، كما تشكل وسيلة اتصالية هامة في مجال السمعي البصري، كما أنّ السينما فن جماهيري استطاعت في وقت وجيز أن تغزو العالم، وأن تكون الوسيلة الأكثر تأثيرا في الإنسان، وصلت السينما إلى الجزائر وفق ذات المصدر، في السنوات الأولى لظهورها مع الأخوين لوميار، من خلال تصوير بعض الأفلام على أرض الجزائر، أما البداية الفعلية فقد كانت مباشرة بعد الاستقلال، حيث ظهر عدد من المخرجين الجزائريين أمثال لخضر حمينة وجمال شندرلي وموسى حداد وأحمد راشدي وغيرهم. وحاولت السينما الجزائرية على مدى تاريخها وعبر مراحلها المساهمة في بناء المجتمع من خلال محاكاة الواقع وإعادة إنتاجه، وسرد مشاكله وتقديمه بفكر إنساني فني وجمالي . كما تفاعلت السينما الجزائرية مع الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية والتاريخية، وكشفت تناقضات المجتمع، وجسّدت الهوية الجزائرية وعرّفت بثقافة المجتمع الجزائري، كما عملت جاهدة على أن تتبوأ مكانة لائقة ضمن السينما العالمية، حيث وجدت في العديد من المحافل الدولية رغم كلّ المعوقات وإنتاجها المتواضع، وهذا ما يسمح بالأمل، وفي أن تتجاوز هذه السينما الراهن والدفع بها إلى سينما حقيقية من خلال التركيز على تحسين الجودة في صناعة الأفلام. تشكّل السينما واجهة المجتمعات والدول، كما أنّها مصدر مهم للدخل القومي وانعكاس لتطوّر المجتمع وتطلّعاته وحالاته السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وعليه يرمي هذا الملتقى إلى فتح نقاش حول تطوّر الفن السابع في الجزائر وتاريخه من أجل التعرّف على خصوصياته وتحديد المعالم الرئيسية لواقعه وكشف الصعوبات التي تقف في طريقه، كما يناقش الملتقى السينما في ظلّ التحوّلات السياسية والاقتصادية والثقافية وكيف جسّدت هذه السينما الواقع والهوية وغيرها من المواضيع. ومن المقرر أن يتطرق المشاركون إلى عدة محاور أساسية أهمها "تاريخ السينما الجزائرية ونهضتها"، "ظروف وتحوّلات الانتاج السينمائي في الجزائر"، "السينما الجزائرية والاقتباس من الشعر والقصة والرواية والمسرح"، و"السينما الجزائرية وقضايا المجتمع" وأيضا "المهرجانات السينمائية في الجزائر" ، بالإضافة إلى "سياسة الدولة في دعم واصلاح قطاع السينما" و"الأفلام القصيرة وتطورها في الجزائر".