اجتمعت صبيحة اليوم بمقر وزارة الثقافة والفنون اللجنة القطاعية المشتركة المشكلة بين وزارة الثقافة والفنون ووزارة التربية الوطنية، والتي تضم إطارات من القطاعين، من أجل وضع آخر اللمسات لانطلاق شعبة الفنون، وهذا تنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مجال الإنتاج الفكري والثقافي والفني، الرامية إلى تكوين جيل قادر على المساهمة في التنمية الوطنية، وإبراز دور قطاع الثقافة والفنون في تجسيد مشروع التغيير المنشود قصد المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال ترقية التربية الفنية في الوسط المدرسي وجعلها مشتلة لتربية المواهب وتنميتها وطنيا في مختلف التخصصات. وكانت المشاورات والاجتماعات التنسيقية بين قطاع الثقافة والفنون وقطاع التربية الوطنية قد انطلقت، وتوجت بإبرام اتفاقية مشتركة بين القطاعين بتاريخ 15 مارس 2022، حيث قدّم بالمناسبة كل من وزير التربية الوطنية ووزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي للّجنة جملة من التعليمات والتوجيهات، لتقديم كل التسهيلات لتجسيد الفكرة على أرض الواقع في أقرب الآجال، ليتم بعد ذلك الإعلان رسميا عن فتح شعبة فنون في مرحلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، بداية من الموسم الدراسي المقبل 2022-2023، حيث كان قطاع الثقافة والفنون مساهما فعالا فيها، حريصا على تجسيدها في وقتها المحدد ووفق المعايير المسطرة والمطلوبة وهذا بمتابعة شخصية من السيدة الوزيرة التي كانت تتابع عن كثب وبصفة يومية توصيات جلسات العمل بين القطاعين ودراسة أهم المعطيات المتعلقة بمحتوى البرامج والحجم الساعي والعدد المتوقع من المتمدرسين. وعملت اللجنة المشتركة بكل جدية من أجل وضع خطة عمل فعالة تضمنت جملة من الأولويات أهمها: تنصيب لجان إعداد البرامج الدراسية ومحتوى المواد الدراسية، تنظيم الأسبوع الإعلامي الوطني للتعريف بشعبة الفنون في التعليم الثانوي.، والتفكير في الصيغة المثلى لإطلاق هذه المبادرة، وبعد دراسة عديد المقترحات تم الاتفاق على إطلاق العملية في ثانوية نموذجية بالعاصمة مفتوحة أمام جميع التلاميذ الذين يتوفر فيهم عنصري الرغبة والاستعداد.، تنصيب لجان الانتقاء المشتركة والمتكونة من أستاذة في مختلف التخصصات الفنية التابعة لمؤسسات التكوين العالي تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون، والتي زارت الجهات الأربعة للوطن بمجموع 50 ولاية، قصد إجراء عملية الانتقاء التي ترشح لها أزيد من 1000 مشارك، تم من خلالها انتقاء 168 تلميذا موزعين على أربع شعب، وهي فن المسرح، السمعي البصري، فن الموسيقى والفنون التشكيلية. وضع سلم المعايير التي تم على ضوئها انتقاء التلاميذ عبر الوطن، والتنسيق من أجل اختيار المؤطرين واخضاعهم لبرنامج تكويني مكثف. يجدر الإشارة إلى أن الانتساب لهذه الشعبة يتفرع من الجذع المشترك آداب ومن الجذع المشترك علوم وتكنولوجيا، ومدتها سنتين وتميزها أربعة خيارات وهي موسيقى، فنون تشكيلية، مسرح، سنيما سمعي-بصري، إذ يدرس التلاميذ شعبة فنون في مادتين فنيتين في كل خيار، في حين تقوم الشعبة على نشاطات تعلمية، نظرية وتطبيقية، ليفتح المجال أمامهم لممارسة النشاطات التطبيقية في الثانوية أو في المعاهد الفنية أو الفضاءات والمرافق التابعة لوزارة الثقافة والفنون، على أن يتم تأطيرهم من قبل أساتذة التعليم الثانوي وأساتذة مختصين في المجال الفني تابعين لمؤسسات التكوين العالي تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون، بناء على معايير الكفاءة والتأهيل.