تنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في دورتها الجنائية المقبلة في ملف "مصعب الكفيف" الذي ينحدر من جسر قسنطينة بالجزائر العاصمة الذي ساهم بإمداده معلومات لأفراد مصالح الأمن في شل نشاط الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" بالمنطقة وتفجير نواتها، بعدما تأكد أن الأمير يحاول التخلص منه بدفعه لتفجير نفسه بأحد الأماكن العمومية بالعاصمة، وهذا بعد قرار هيئة المحكمة تأجيلها من اجل استخراج احد المتهمين المتواجد بسجن باتنة. وحسب ملف القضية فان المدعو "ق. ح" فقد بصره سنة 1997 بحي براقي بالعاصمة، إثر انفجار قنبلة عليه وهو ينقلها إلى سكة الحديد لتفجيرها مع أفراد من الجماعة المسلحة، ورغم ذلك واصل نشاطه في العمل الإرهابي، بعدما تكفلت به المجوعة التي ينتمي إليها، وساعدته على إجراء عملية جراحية بإحدى العيادات الطبية الخاصة بسعيد حمدين بالعاصمة، إلا أنها لم تكن ناجحة، ما جعل علاقته بأفراد الجماعة تسوء، لما طالبه "رشيد أبوتراب" أمير المجموعة المسلحة بتفجير نفسه بمكان عمومي، في محاولة من هذا الأخير التخلص منه. طالب "مصعب" من الأمير فترة تفكير، وهي بمثابة فرصة للنجاة، وقرر المتهم الاتصال بفرع مكافحة الإرهاب وتسليم نفسه في صائفة 2002 وإفادة أفراد عناصر الأمن بجسر قسنطينة بمعلومات حول اختباء عناصر "سرية الساحل" التابعة ل"الجيا" داخل بيت بمنطقة السحاولة بالعاصمة، ما مكن عناصر الأمن من استرجاع أسلحة حربية وذخيرة واعتقال أفراد المجموعة، استفاد 10 منهم من إجراءات العفو في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتم إطلاق سراحهم، فيما أدين 12 آخرون في 2007 بينهم "ق. حسين" بأحكام وصلت للمؤبد، طعن فيها سبعة بينهم المتهم لدى المحكمة العليا.