تنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة خلال دورتها الجنائية المقبلة في ملف «مصعب الكفيف» الذي ينحدر من جسر قسنطينة بالجزائر العاصمة، هذا الأخير كان قد ساهم في تزويد مصالح الأمن بمعلومات من أجل شل نشاط الجماعة المسلحة «الجيا» بالمنطقة وتفجير نواتها، بعدما تأكد أن أمير المنطقة يحاول التخلص منه من خلال دفعه لتفجير نفسه بأحد الأماكن العمومية. وحسب ملف القضية فإن (ق.ح) المكنى «مصعب» كان عنصر دعم وإسناد فعال ضمن صفوف الجماعة المسلحة بالجزائر العاصمة بقيادة (ر.أ) المعروف ب «رشيد أبو تراب» خليفة عنتر زوابري بعد القضاء عليه في فيفري 2002، وأسندت ل (ق.ح) مهمة تمكين أفراد الجماعة بالمؤونة والترصد لقوات الأمن للقضاء على أفرادها، إضافة إلى نقل الإرهابيين لتنفيذ الاعتداءات بعدة أماكن استهدفت مدنيين عزل وأفراد الأمن، في عدة مناطق منها بواسماعيل، زرالدة، دالي إبراهيم وغيرها، ونُسب لأفراد هذه المجموعة قتل موظفين يعملون ب «جازي» بمنطقة العاشور، وتفجير عدة قنابل في أسواق بالأربعاء والكاليتوس. وفقد (ق.ح) بصره حسب أوراق الملف سنة 1997 بحي براقي بالعاصمة، إثر انفجار قنبلة عليه عندما كان ينقلها إلى سكة الحديد لتفجيرها مع أفراد من الجماعة المسلحة، وبالرغم من ذلك واصل نشاطه في العمل الإرهابي، بعدما تكفلت به المجوعة التي ينتمي إليها، وساعدته على إجراء عملية جراحية بإحدى العيادات الطبية الخاصة بسعيد حمدين بالعاصمة، إلا أنها لم تكن ناجحة، ما جعل علاقته بأفراد الجماعة تسوء لما طالبه «رشيد أبو تراب» أمير المجموعة المسلحة بتفجير نفسه بمكان عمومي، في محاولة من هذا الأخير حسب أحد الأشخاص التقى به المتهم في قضية الحال بالبليدة في 2002، إلى دفعه للعودة للعمل بالجبال والتخلص منه، من خلال تنفيذه للعملية الانتحارية، وفي حال رفضه لذلك، وعدم الانصياع لأمره، كان سيقتله، فطالب «مصعب» من موفد الأمير فترة تفكير، وهي بمثابة ذريعة ليتمكن من النجاة. وقرر المتهم الاتصال بفرع مكافحة الإرهاب وتسليم نفسه في صيف 2002 وزوّد أفراد عناصر الأمن بجسر قسنطينة بمعلومات حول اختباء عناصر «سرية الساحل» التابعة ل «الجيا» داخل بيت بمنطقة السحاولة بالعاصمة، ما مكن عناصر الأمن من استرجاع أسلحة حربية وذخيرة واعتقال أفراد المجموعة.