وصل النائب في البرلمان الفرنسي كارلوس مارتينز بيلونغو، السبت، إلى الجزائر بدعوة من إحدى الجمعيات لبحث مبادرته التشريعية لدفع السلطات الفرنسية إلى إعادة وتسليم جماجم المقاومين الجزائريين الموجودة في متحف في باريس. وقال بيلونغو ل"العربي الجديد" "أنا في الجزائر بدعوة من جمعية فرنسية جزائرية، وأشعر بسعادة غامرة لوجودي في بلد معروف بالكفاح والتضحيات من أجل الإنسانية"، مضيفاً أنه "لقي كل الترحاب والتقدير في الجزائر". وتأتي زيارة النائب الفرنسي أفريقي الأصل إلى الجزائر، بعد يومين من تعرضه لعبارات عنصرية من قبل نائب داخل البرلمان الفرنسي، لقيت استنكاراً بالغاً في فرنسا. وسُمع غريغوار دي فورنا من حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وهو يهتف بعبارة "العودة إلى أفريقيا" في وجه بيلونغو، الذي كان يستجوب الحكومة يوم الخميس بشأن المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في البحر. ومن شأن زيارة النائب الفرنسي إلى الجزائر بحث موضوع دعم المساعي القانونية والسياسية لاستعادة الجزائر جماجم المقاومين من فرنسا. وأودع بيلونغو، في الخامس من أكتوبر ، مشروع قانون يهدف إلى السماح بالرد الفوري للجماجم المحفوظة حالياً في متحف الإنسان في باريس، ويحث على تجاوز العراقيل القانونية الحالية التي تعيق تسليم باقي الجماجم. وشدد على أن "العودة النهائية لهذه الجماجم إلى أرضها الأصلية سيتيح تمكينها من دفن لائق، كما أن إعادتها لها ما يبررها فيما يتعلق بمبدأ الكرامة الإنسانية والأخلاق، وستكون جزءًا من عملية اعتراف فرنسا بالممارسات المؤسفة تجاه مستعمراتها السابقة"، على غرار ما تم بالنسبة ل24 جمجمة لمقاومين جزائريين التي سلمتها باريس في يوليو/ تموز 2020. وتعرقل السلطات الفرنسية تسليم هذه الجماجم، بحجة أنها "ملك وتراث للأمة الفرنسية، ولا يملك أي طرف حق التصرف فيها". وتقول كذلك إن "هذا الرفات البشري قد دُمج في المجموعات العامة الوطنية وجزء من الملك العام، وهو على هذا النحو غير قابل للتصرف به، وبعيد المنال وغير قابل للتقادم، ويستدعي تسليمه إصدار تشريع خاص يخرجه من التصنيف ملكاً عاماً للأمة الفرنسية".