عززت الولاياتالمتحدةوفرنسا الإجراءات الأمنية لحماية مصالحهما في العالم في مواجهة غضب المسلمين الذي قد يشتد اثر نشر مجلة فرنسية ساخرة الأربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد. تتركز المخاوف خصوصا على يوم غد الجمعة إذ يخشى أن تخرج تظاهرات احتجاجية عقب الصلاة في البلدان العربية والإسلامية التي تصاعدت فيها مشاعر العداء للغرب منذ أسبوع اثر بث مقتطفات من فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولاياتالمتحدة. وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة تتخذ "إجراءات حازمة" لحماية سفاراتها في العالم. وبعد أسبوع من أعمال العنف المناهضة للأمريكيين في العالمين العربي والإسلامي، أضافت كلينتون التي تشرف على اكبر شبكة دبلوماسية في العالم "إننا بصدد اتخاذ تدابير قوية لحماية موظفي سفاراتنا وقنصلياتنا في العالم اجمع". وحذت فرنسا حذو الولاياتالمتحدة بعدما نشرت أسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة أمس رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد تناولت فيها الجدل الذي أثاره فليم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في باريس تعزيز الأمن في السفارات الفرنسية عبر العالم، وصرح لإذاعة فرانس انفو "بطبيعة الحال أرسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات أمنية خاصة في كل البلدان التي يمكن أن تحصل فيها مشاكل". وستغلق السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية في نحو عشرين بلدا عربيا وإسلاميا غدا الجمعة، لكن الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو اعتبر ان ليس هناك "خطرا محدقا بأي مؤسسة" فرنسية. وفي باريس تعززت الإجراءات الأمنية حول المبنى الذي يوجد فيه مقر مجلة شارلي ايبدو التي نشرت في عددها الصادر أمس رسوما كاريكاتورية مسيئة للاسلام. وصرح رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت لاذاعة ار.تي.ال "نحن في بلد يضمن حرية التعبير وحرية رسم الكاريكاتور أيضا"، لكنه أضاف "إذا شعر البعض حقا أنهم تعرضوا لإساءة في قناعاتهم واعتقدوا أن القانون قد انتهك (...) فبإمكانهم اللجوء إلى المحاكم". من جانبه اعتبر فابيوس ان شارلي ايبدو في "الوضع الراهن" تصب "الزيت على النار". وأوضح ايرولت "لن نتسامح مع اي تجاوزات" في حين تخللت تظاهرة خرجت السبت الماضي قرب سفارة الولاياتالمتحدة في باريس أعمال عنف أوقف خلالها 150 شخصا. من جهة أخرى، قررت الحكومة الفرنسية حظر تظاهرة مقررة السبت في باريس احتجاجا على الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام. وفي فرنسا تثير أي إهانة إلى المسلمين حساسيات كبيرة سيما أن البلد يعد بين 4 إلى 6 ملايين مسلم. ودعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما مساء الثلاثاء العالم الإسلامي إلى العمل مع الولاياتالمتحدة من اجل ضمان امن مصالحها ورعاياها في العالم. وقال إن "الرسالة التي يجب أن نوصلها إلى العالم الإسلامي هي أننا ننتظر أن تعملوا معنا من اجل حماية مواطنينا ومهما كان ذلك الفيديو مثيرا للصدمة، وقد نددنا به بطبيعة الحال، فان الحكومة الأمريكية لا علاقة لها به ولا يمكن أبدا ان يكون ذلك ذريعة للعنف". وأقرت الولاياتالمتحدة نهاية الأسبوع في مواجهة الهجمات على بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية "تدابير إضافية" لتعزيز امن مصالحها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأرسلت مئة من عناصر المارينز إلى ليبيا وخمسين آخرين إلى اليمن، لكن السودان رفض دخول مثل هذه القوات.