أخذت ظاهرة البناء فوق السطوح واحتلال أقبية العمارات بالقوة والعنف الجسدي، منحنيات خطيرة خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت تتهدد حياه آلاف العاصميين، كون 70 بالمائة من العمارات التي احتلت سطوحها في الأحياء الشعبية كثيفة السكان، هي من إرث الحقبة الكولونيالية ويعود عمرها إلى أكثر من قرن من الزمن. من بلدية باب الوادي حتى بلدية حسين داي ومن باش جراح حتى الحراش محورين رئيسين تفاقمت بهما الظاهرة إلى درجة أن أصبحت كل العمارات محتلة من فوق ومن تحت، أي على السطوح وفي الأقبية التي غالبا تستغل من طرف سكان العمارة نفسها، ويشكل الثقل الإضافي من الخرسانة والحديد والآجر تهديد كبير قد يتسبب في انهيار العمارات المستغلة سطوحها وهي عمارات أشرت ب"الأحمر درجة 3 " خلال المعاينات الميدانية التي أجرتها مصالح المراقبة التقنية للسكن CTC عقب زلزال ماي 2003. أما أقبية العمارات فهي ظاهرة استشرت خصوصا في الأحياء السكنية الجديدة التي دشنت منذ ثمانينات القرن الماضي، وتحصي بلدية باب الزوار والدار البيضاء والكاليتوس وحدها حتى ماي 2011، تاريخ آخر إحصاء وطني للسكن والسكان، أكثر من 2500 عائلة تعيش في أقبية العمارات والتي غالبا ما تحتلها بالقوة والعنف على اعتبار أن سكان العمارات الأصليين طالما رفضوا الوافدين الجدد ويصدونهم بشتى الوسائل وهي سبب اندلاع الاشتباكات بالأسلحة البيضاء والعصي والقضبان الحديدية، مثلما حدث مؤخرا في حي 8 ماي 1945 بباب الزوار "سوريكال". لكن الوضع أسهل ما يكون بالنسبة للبعض الآخر من العائلات التي "تدفع" للسكان مقابل السماح لها باحتلال أقبية العمارات التي يقنطونها. وجدير بالذكر أن ظاهرة استجار وبيع الأقبية انتشرت في السنوات الأخيرة في عدد كبير من الأحياء، خصوصا تلك التي دشنت حديثا. وعلمنا من مصادر مقربة من سكان عدد من أحياء باب الزوار، أن قبو واحد من عمارة ب10 طوابق بيع ب300 ألف دينار. وسبق لوزارة السكن والعمران أن طالبت مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية للتدخل العاجل لإيجاد حل لهذا المشكل الذي يزداد حدة من سنة لأخرى، لكن دون جدوى حتى اليوم.