يكتسي نهائي كأس الجزائر لكرة القدم-2024 في طبعته ال57 والمقرر يوم الجمعة بملعب 5 جويلية الاولمبي على الساعة 00ر17، أهمية بالغة لفريق شباب بلوزداد الذي سيلعبه أمام مولودية الجزائر بأهداف متعددة، أهمها التتويج بلقب خلال الموسم، يجعل منه النادي الجزائري الأكثر تتويجا بالسيدة الكأس والذي ان تحقق ستكون الكأس التاسعة في سجله الثري لحد الساعة. الشباب الذي حرم من لقب وطني خامس على التوالي، لم تبق له سوى "كأس الجزائر" يسعى من خلالها إنقاذ موسمه، وهي فرصة سانحة لا يرغب في تضييعها ومن أجلها سيوظف كل إمكانياته للفوز والتتويج بتاجها. وشاءت الأقدار أن يكون منافس شباب بلوزداد في النهائي، الجار مولودية الجزائر، النادي الذي حرمه من حلاوة الفوز بلقب البطولة الوطنية الخامس له على التوالي، مما يجعله أمام الأمر الواقع المتمثل في الخروج "ظافرا" من صراع يوم الجمعة والثأر من ضياعه لقب البطولة للموسم الجاري. أما السبب الآخر الذي يدفع الشباب إلى ضرورة التتويج في هذا "الداربي المثير" هي مسألة "زعامة" بين الناديين العاصميين الكبيرين، حيث انتهت مباراتا البطولة الوطنية للموسم الجاري بتعادل أبيض، ذهابا وإيابا. ويعتبر نهائي كأس الجزائر-2024 بمثابة "مباراة فاصلة"، حيث أضحى الشباب مرغما على الفوز بها لإثبات زعامته على الأندية الجزائرية في منافسة الكأس. ويجب الأخذ بعين الاعتبار بأن الناديين ينتميان "للحلقة المغلقة" للأندية الأكثر تتويجا بالكأس إلى يومنا هذا، رفقة مولودية الجزائر ووفاق سطيف واتحاد العاصمة بثمانية تتويجات لكل ناد من الرباعي المذكور، مما سيجعل بالفائز بنسخة-2024 الانفراد بالرقم القياسي الوطني بتسع كؤوس. صحيح أن شباب بلوزداد حقق الأهم بتأهله للنسخة القادمة لمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية، وهوما يشكل في حد ذاته إنجازا كبيرا، حيث لم يسبق لأي ناد جزائري المشاركة في هذه المنافسة القارية البارزة خمس مرات متتالية، وهوما يزيد من عزيمته في مواصلة حملته الناجحة ولا يرغب بدون شك في وضع حد لمشواره الناجح، بل يريد تحسين هذه الإحصائيات خاصة وأن الأمر يتعلق بنهائي غير مسبوق، بين عملاقي العاصمة، اللذين لم يسبق لهما أن التقيا في هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة. كل هذه الأهداف المتعددة سواء بالنسبة للنادي أو الأنصار، تجعل المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا واللاعبين شاعرين بحجم المسئولية الثقيلة الموضوعة على عاتقهم، مثلما تؤكده جديتهم خلال المرحلة التحضيرية. وتحسبا لآخر مباراة رسمية للموسم، 2023-2024، يتحلى لاعبو الشباب بجدية مثالية خلال كل حصة تدريبية وهم عازمون على الظهور بأحسن مستوى من التنافس في الموعد المحدد. وسبق للشباب أن توج بكأس الجزائر في سنوات (1966، 1969، 1970، 1978، 1995، 2009، 2017 و2019)، بينما يتوفر في سجله الثري على عشرة ألقاب للبطولة الوطنية زينت خزانته أعوام (1965، 1966، 1969، 1970، 2000، 2001، 2020، 2021، 2022 و2023)، بالإضافة إلى ثلاث كؤوس مغاربية سنوات 1970، 1971 و1972، والكأس الممتازة الوطنية (1995) وكأس الرابطة (2000). وتجدر الإشارة، إلى أن أغلب الكؤوس التي حصدها شباب بلوزداد، كانت أمام اتحاد العاصمة الذي نجح في هزم الشباب في مناسبتين من أصل أربعة نهائيات، بينما جاءت هزيمة الشباب في النهائيين الأخيرين أمام وفاق سطيف وجمعية أولمبي الشلف. ويحمل أصحاب اللونين "الأحمر والأبيض" الامل في استدراك مرارة الهزيمة في نهائي-2023، أمام جمعية الشلف، والعودة لسكة الانتصارات عبر بوابة المولودية". .."العميد" يستهدف الثنائية الثانية في مشواره يستهدف فريق مولودية الجزائر الذي نال لقب البطولة الوطنية لموسم 2023- 2024 للمرة الثامنة في تاريخه، التتويج بالثنائية بمناسبة النهائي السابع والخمسين لكأس الجزائر لكرة القدم، المبرمج يوم الجمعة أمام شباب بلوزداد بالملعب الأولمبي 5 جويلية (سا 00ر17) من أجل إنهاء موسم استثنائي، يستذكر بواسطته أحلى الذكريات من جهة، والدخول بالمناسبة في الدائرة المغلقة للأندية المتوجة بالثنائية (كأس وبطولة). وقبل هذا الجيل الذي يقوده اللاعب يوسف بلايلي، صانع ألعابه وهداف البطولة ب14 هدفا بالتساوي مع إسماعيل بلقاسمي (اتحاد الجزائر)، سبق للمولودية أن نقشت اسمها بأحرف من ذهب خلال موسم 1976 بتتويجها باللقبين، قبل أن تصبح بعد أشهر قليلة نادي الجزائر الأول والوحيد الذي يحقق الثلاثية بعد نيلها لكأس إفريقية للأندية البطلة في نسختها القديمة على حساب حافيا كوناكري الغيني.
المشوار الممتاز في الموسم الجاري لمولودية في منافسة الرابطة الأولى (19 انتصارا – 8 تعادلات – 3 هزائم) والذي سمح لأصحاب اللونين "الأخضر والأحمر" بإنهائه بفارق كبير على الوصيف شباب بلوزداد (12 نقطة) من شأنه أن يشكل حافزا بسيكولوجيا جيدا لاستهداف "السيدة الكأس"، وهو اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ موسم 2016. ويقول المهاجم، زكريا نعيجي أحد العناصر البارزة في تشكيلة المدرب، أمير بومال عن المشوار ولقاء الكأس: " أتت مجهوداتنا المبذولة طوال الموسم بثمارها من خلال التتويج المستحق باللقب الوطني. والفوز بهذا اللقب، يشكل حافزا كبيرا لنا لاستهداف كأس الجزائر وتحقيق الثنائية التي ستبقى راسخة في سجل النادي وستغمر أنصارنا فرحة جديدة وكبيرة". وسيكون النهائي الكبير أمام شباب بلوزداد غير مسبق حيث لم يلتق عملاقا العاصمة أبد في هذا الدور النهائي من المنافسة. وكان نصر حسين داي، آخر ضحية " للعميد" في نهائي 2016 (1-0)، بفضل هدف المدافع السابق للمولودية والحالي لنجم بن عكنون، عبد الرحمن حشود، بقذفة صاروخية خادعت حارس النصرية بوصوف في الدقيقة (82) ليهدي فريقه كأسه الثامنة. وقبل ذلك، نالت المولودية أربع كؤوس من أصل سبعة على حساب فريق واحد ويتعلق الأمر "بالجار" اتحاد الجزائر في سنوات 1971، 1973، 2006 و2007. ويعود أول تتويج لفريق مولودية بكاس الجزائر، إلى تاريخ 13 جوان 1971، بملعب 20 أوت بملعب العناصر (بلوزداد) أمام ولى في تاريخها أمام اتحاد العاصمة (2-0) من تسجيل عمر بتروني (د 5) وزبير باشي (د 36). وفي سنة 1976 التي تعتبر السنة الأبرز في تاريخ "العميد"، نجح رفاق الحارس عبد النور كاوة في طي النهائي أمام مولودية قسنطينة في ظرف 10 دقائق (2-0) من توقيع بلمو(د 2) وبن الشيخ (د 10). وجاء دور كل من جمعية وهران (4-3 بعد تمديد الوقت) عام 1983، وشبيبة القبائل (1-1، 5-4 بضربات الترجيح) عام 2014، ليكونا أيضا ضحيتي المولودية في المباراة النهائية. ولتجديد العهد مع الانتصارات، تبقى مولودية الجزائر مطالبة بالظهور بوجه لائق أمام أحد اختصاصي منافسة "الكأس" الذي لعب 12 مباراة نهائية كللت ثمانية منها بالفوز. وسيسمح موعد يوم الجمعة المقبل لأحد الناديين بالفوز بالمباراة الفاصلة بعد أن تعادلا هذا الموسم في البطولة ذهابا وإيابا بنفس النتيجة (0-0)، ويتركا المجال الآن للعروض الجميلة.