شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، سلسلة غارات عنيفة على بلدات ومناطق عدة في عمق الجنوباللبناني، ضمن موجة تصعيد جديدة من المواجهات مع "حزب الله". وقالت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية إن "العدو الإسرائيلي شن عشرات الغارات على محيط بلدات السريرة والقطراني وشبيل والمحمودية وجبل الريحان في قضاء جزين". كما شنت مقاتلات إسرائيلية غارة استهدفت منطقة عين الزرقا في محيط بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي بقضاء صور، وغارة أخرى عند أطراف بلدة مروحين في قضاء بنت جبيل، بحسب الوكالة. وفي السياق ذاته، قالت وكالة الإعلام الرسمية إن "غارتين استهدفتا بلدة ميس الجبل في قضاء مرجعيون، إحداهما استهدفت ساحة البلدة". واستهدف الطيران الإسرائيلي أطراف بلدات "لبايا" و"أبو راشد" و"القطراني" في منطقة البقاع الغربي جنوب شرقي لبنان. ..حزب الله اللبناني يعلن استهداف 3 مواقع إسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا من جهته، أعلن حزب الله اللبناني السبت، استهداف ثكنة زرعيت ومركز تموضع كتيبة استطلاع 631 التابع للواء جولاني الإسرائيلي في ثكنة راموت نفتالي بصلية من صواريخ الكاتيوشا. وأفاد الحزب، في بيان أوردته الوكالة الوطنية للاعلام، ب "استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بصلية من صواريخ الكاتيوشا". وأفاد إعلام عبري، السبت، باندلاع حرائق في عدة مناطق شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء سقوط صواريخ أطلقت من لبنان. وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: "صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة والعديد من البلدات بالجليل الأعلى.. وأيضا في صفد ومنطقة إصبع الجليل". وأوضحت أن "سكان صفد والجولان (السوري المحتل) والجليل الأعلى تلقوا تعليمات بالبقاء قرب الملاجئ". وتحدثت الإذاعة عن "إطلاق 25 صاروخا على شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، أسفرت عن اندلاع عدة حرائق دون وقوع إصابات". شرطة الاحتلال الإسرائيلي أيضا أشارت، في بيان، إلى سقوط صواريخ في عدة مواقع شمالية واندلاع عدد من الحرائق، وفق ما ذكرته القناة "12" العبرية. فيما قال جيش الاحتلال، في بيان مقتضب نشره بحسابه على منصة إكس: "نهاجم في هذه الأثناء أهدافا لحزب الله في لبنان". وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن "الجيش ينفذ هجوما واسع النطاق على منصات الإطلاق في جنوبلبنان وسهل البقاع". وأضافت: "أنباء عن سقوط صاروخ في منطقة بيريا بالجليل الأعلى، والجيش الإسرائيلي يغلق طرقا ومحاور في كتسرين بالجولان". وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن هناك "أنباء أولية عن إصابة مباشرة لكنيس يهودي في مستوطنة بيريا بالجليل الأعلى". وأفادت تقارير إعلامية لبنانية، بتنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 15 غارة على جنوب البلاد خلال ربع ساعة، دون ذكر نتائجها. وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله "مرحلة جديدة". ومن أبرز ملامح التصعيد تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 شهيدا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب غارات جوية استهداف، الجمعة، الضاحية الجنوبيةلبيروت، خلقت شهيدا بينهم 3 أطفال و7 نساء، و68 جريحا، وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة، السبت. ..حزب الله ينعى قائدين ل"قوة الرضوان" و14 مقاتلا استمرت السبت أعمال رفع الأنقاض من المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية بحثاً عن مفقودين في الغارة الإسرائيلية التي أكد حزب الله أنها "أدت إلى استشهاد قائد "قوة الرضوان" إبراهيم عقيل الملقب ب"الحاج عبد القادر". وبعد نعيه قائد قوة النخبة في حزب الله إبراهيم عقيل، نعى الحزب في بيانات متتالية 15 عنصرا، بينهم القيادي أحمد محمود وهبي، "الحاج أبو حسين سمير" مواليد عام 1964 من بلدة عدلون، الذي "تولى مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي"، وفق بيان للحزب. ووصف حزب الله في بيان وهبي بأنه "قاد العمليّات العسكريّة لقوّة الرضوان على جبهة الإسناد اللبنانيّة منذ بداية معركة طوفان الأقصى وحتى مطلع العام 2024" ثم تولى "مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي"، مضيفا أنه "ارتقى شهيدًا على طريق القدس إثر عملية اغتيال إسرائيلية غادرة بتاريخ 20/09/2024 في ضاحية بيروتالجنوبيّة". ونعى "حزب الله" "مزيداً من الشهداء وهم: محمود ياسين حمد "فجر" مواليد عام 1977 من بلدة النبطية التحتا، سامر عبد الحليم حلاوي "حمزة الغربية" مواليد عام 1980 من بلدة قعقعية الجسر، محمود ياسين حمد "فجر" مواليد عام 1977 من بلدة النبطية التحتا، حسن حسين ماضي "أبو هادي ميدون" مواليد عام 1980 من بلدة ميدون في البقاع الغربي، محمد أحمد رضا "أبو علي نينوى" مواليد عام 1986 من بلدة عنقون في الجنوب، محمد قاسم العطار "أبو ياسر العطّار" مواليد عام 1973 من بلدة الشربين في البقاع، أحمد سمير ديب "جهاد" مواليد عام 1991 من بلدة ميس الجبل، عبدالله عباس حجازي "بلال" مواليد عام 1987 من بلدة حورتعلا في البقاع، عارف أحمد الرز "سراج" مواليد عام 1980 من مدينة بيروت، حسن علي حسين "أبو ساجد" مواليد عام 1975 من بلدة كفرملكي، عباس سامي مسلماني "سراج علي" مواليد عام 1985 من بلدة الجبّين، حسين أحمد حدرج "سراج" مواليد عام 1984 من بلدة الغسّانية، حسن يوسف عبد الساتر "باقر" مواليد عام 1988 من بلدة إيعات في البقاع، مهدي مسلم جمول "جواد" مواليد عام 1981 من بلدة عزّة، وجهاد شفيق خزعل خنافر "زهير" من بلدة عيناثا. وفي تعليق على نتائج الغارة، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنه "مهما حصل ومهما كان حجم التضحيات لن نتراجع وسنخوض هذه الحرب بكل أثمانها، ونحن أهل التضحية والأثمان الكبيرة، والمقاومة جاهزة لأخطر وأكبر حرب". وأكد في بيان "ستثأر بكل قوة وعناد للقيادي الكبير الحاج عبد القادر وأخوته الشهداء، والانتصار يمرّ بالشهادة والثبات والاحتساب، ولسنا ممن يتراجع بالقتل، ومن هزم مشاريع إسرائيل سيهزمها مجدداً، والشهادة أكبر وسام بمسيرة الحق والمقاومة والانتصارات".