شهد شهر رمضان المبارك حراكًا ثقافيًا وفنيًا غير مسبوق، حيث أطلقت الإذاعة الجزائرية عشرات السهرات الرمضانية عبر مختلف ولايات الوطن، حرصًا منها على تقديم محتوى يعزز الهوية الوطنية ويثري المشهد الفني والثقافي. وقد حظيت هذه الفعاليات، التي نظمتها القنوات الوطنية والموضوعاتية والمحطات الجهوية، بحضور جماهيري واسع وتفاعل كبير، ما يعكس الدور الريادي للإذاعة الجزائرية كمحرك أساسي للحياة الثقافية والفنية في البلاد. تنوع فني وإقبال جماهيري واسع تميزت السهرات الرمضانية بتنوع فني ثري، حيث خصصت القناة الإذاعية الأولى أمسياتها للطابع الأندلسي الأصيل، بينما قدمت إذاعة البهجة، بالتعاون مع مؤسسة "فنون وثقافة"، حفلات شعبية مميزة ضمن برنامج "ليالي البهجة"، تفاعل خلالها الجمهور مع أجمل الوصلات الغنائية التراثية. أما إذاعة "جيل أف أم" فقدمت سهرات موجهة للشباب ضمن برنامج "الليالي الرمضانية"، مما أضفى أجواء مميزة على ليالي الشهر الكريم، في حين نظمت إذاعة الجزائر الدولية سهرة ثقافية بالتنسيق مع سفارة فلسطينبالجزائر احتفاءً باليوم الوطني للثقافة الفلسطينية. 100 سهرة رمضانية عبر المحطات الجهوية امتدت الفعاليات الفنية والثقافية لتشمل مختلف ولايات الوطن، حيث نظمت المحطات الجهوية للإذاعة الجزائرية قرابة 100 سهرة رمضانية، تنوعت بين المديح الديني، الإنشاد، والفنون الشعبية، الأندلسية، الترقية، وغيرها من الطبوع الموسيقية المحلية، ما يعكس ثراء المشهد الفني الجزائري. وقد شاركت في هذه السهرات نخبة من الفنانين الجزائريين، من بينهم الشيخ عبد الرحمن قبي، فريد خوجة، محمد وجدي، نصر الدين البليدي، كمال عزيز، حسيسن سعدي، نور الدين علان، كريم بوراس، ربيع أيت حمودة، أمين الزاهي، رضوان بوعقل، والمنشد العالمي عبد الجليل أخروف. كما قدمت الفرق الموسيقية عروضًا متميزة نالت إعجاب الجمهور، منها فرقة إشراق بونة للعيساوة، فرقة آفاق للإنشاد، فرقة الرشاد، فرقة عبد الوهاب حملاوي، وفرقة الهضاب، حيث أضفت هذه العروض لمسة سحرية على الأجواء الرمضانية. سهرات فكرية وتوعوية في رمضان لم يقتصر النشاط الرمضاني للإذاعة الجزائرية على العروض الفنية فحسب، بل شمل أيضًا الجانب الفكري والتوعوي، حيث نظمت الإذاعة الثقافية سهرة فكرية لإحياء الذكرى ال 63 لاستشهاد الكاتب مولود فرعون، تكريمًا لإرثه الأدبي والفكري. وفي مبادرة لتعزيز قيم التضامن، نظمت القناة الثانية ندوة فكرية حول العمل الخيري والتكافل الاجتماعي، تزامنًا مع إطلاق النسخة الثالثة من مبادرة "نحن… أطفال الغد"، المخصصة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان. أما على المستوى التوعوي، فقد نظمت محطة وهران ندوة ضمن سلسلة "مجالس الذكر والتذكير"، تناولت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب، بهدف تعزيز الوعي الرقمي لديهم. تكريم حفظة القرآن في العشر الأواخر حرصًا على الأجواء الروحانية للشهر الفضيل، خصصت الإذاعة الجزائرية جانبًا من سهراتها الرمضانية لتكريم حفظة القرآن الكريم، حيث نظمت إذاعة القرآن الكريم نهائي الطبعة السادسة من مسابقة "أشبال القرآن"، التي ضمت متنافسين في فئتين عمريتين: أقل من 18 سنة، ومن لم يتجاوزوا 12 سنة، على أن يتم تكريم الفائزين خلال الأيام المقبلة. كما شهدت مختلف المحطات الجهوية مبادرات مماثلة، حيث نظمت إذاعة قالمة بالتعاون مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف الحفل الختامي لبرنامج "فتية القرآن"، بينما احتضنت إذاعة الشلف نهائي مسابقة "حامل القرآن"، التي كرمت خلالها الفائزين من حفظة كتاب الله. وفي السياق ذاته، نظمت إذاعة الجزائر من غرداية والمنيعة الحفل الختامي للمسابقة الإذاعية في الترتيل والتجويد في نسختها الثالثة، فيما أطلقت إذاعة الجزائر من الوادي والمغير الطبعة الأولى من مسابقة "براعم الذكر الحكيم". الإذاعة الجزائرية.. رافد أساسي للثقافة والفن في رمضان من خلال أكثر من 100 سهرة رمضانية، أثبتت الإذاعة الجزائرية أنها ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل مؤسسة ثقافية رائدة تساهم في ترسيخ التراث الوطني وتقديم محتوى فني وفكري راقٍ يلبي تطلعات الجمهور. ويعكس النجاح الكبير لهذه الفعاليات والإقبال الجماهيري الواسع عليها المكانة المتميزة للإذاعة الجزائرية في المشهد الثقافي والفني. ومع استمرارها في الابتكار والتجديد، تبقى الإذاعة الجزائرية منبرًا ثقافيًا وفنيًا يثري الحياة الفكرية في الجزائر.