طالب "صديق الجزائر" الفرنسي هنري بوليوت، وهو عسكري سابق في الجيش الفرنسي عارض أساليب التعذيب التي كان يقوم بها السفاح بيجار، وزير دفاع بلاده ، غيف لو دريان، إلى عدم المشاركة في حفل تخليد روح بيجار المنتظر في منطقة فريجيس بفرنسا يوم 20 نوفمبر القادم. وعدد بوليوت، الذي أمضى عاما يشتغل في فيلا "سيزوني" التي كانت تحتضن بشاعة تعذيب السفاح بيجار ضد المناضلين الجزائريين، بالعاصمة، ما كان الجنرال القبيح يقوم به من ممارسات مقيتة في حق الجزائريين، إذ يقول في الرسالة التي بعثها للوزير الفرنسي أمس، "تلك الممارسات الشريرة في فيلا العاصمة، لم أكن يوما أباركها، أو ارغب فيها، لقد تعدت الأمور مجرد إستنطاقات.. لقد طور بيجار أساليب التعذيب وكان الجزائريون يحشرون من أرجلهم في خرسانات، ويلقى بهم من سفوح الجبال أحياء، ويرمى بهم من الهيليكوبتر في البحر، وقليل منهم نجا بعدما تمكن من الهرب بمعجزة" وكانت تسمى تلك الأساليب" كروفيت بيجار، الذي وسم اسمه بأبشع ما قام به الجيش الفرنسي من ممارسات في حق الجزائريين. وشدد بوليوت اللهجة مع وزير الدفاع الفرنسي في رسالته إليه، إذ وصف قرار إيف لو دريان، حضور تخليد روح الجنرال بيجار بمنطقة فريجيس في فرنسا ب"العار"، وقال موجها له اللوم " إن فعلت ذلك، فهذا يعني اعتراف من فرنسا على أن التعذيب فعلا شرعيا. وكتب بيولوت للوزير إيفيو دريان، يقول "لا، يا السيد الوزير، لا، غير مقبول تزكية جرائم الجيش الفرنسي، عليك إدانة التعذيب علنا". ودعا بوليوت، الذي قدم شهادات حية عن التعذيب الذي كان يمارسه الجنرال بيجار في الجزائر، أواخر أعوام الثورة التحريرية، وزير الدفاع الفرنسي، إلى الامتناع عن حضور تخليد روح السفاح "بيجار" بنقل جثمانه نحو المعلم المخلد لأرواح محاربي الهند الصينية يوم 20 نوفمبر الداخل بمنطقة فريجيس، بينما استغرب، قرار وزير الدفاع حضور التكريم، واعتبر أن الأمر بمثابة "تباهي فرنسي بأساليب تعذيب، تفتخر بتصديرها إلى خارج ترابها عبر إرسال فنيين في التعذيب إلى القارة الأمريكية" وخاطب الوزير " .. سيدي الوزير، أمل أن لا تسمح لنفسك بارتكاب جريمة جديدة غير معقول تواطؤك فيها، أو التواطؤ في إعادة تأهيل الممارسات الشريرة التي كان الجيش الفرنسي يقوم بها في الجزائر". وأكد في رسالته لأيف لو دريان ، أن" حضورك في فريجيس، مساس بذاكرة ضحايا التعذيب الجزائريين الذين نكل بهم من قبل الضابط بيجار "، وتابع في رسالة وجهها له " إذا ما دعمت هذا العمل ، ستقع في تناقض مع اعتراف فرنسا بمسؤوليتها عن مجازر 17 أكتوبر ، قبل 51 سنة". وسرد هنري بيولوت، في ذات الرسالة، انه أرسل إلى الجزائر، في الأشهر الأخيرة للثورة، وعمل في فيلا مخصصة للتعذيب، وصفها في رسالته ب" الجميلة"، وسرد له مأساة تعرض لها جزائريون، قال مازالت "كابوسا" يوقظه كل يوم لهول ما كان يحدث، بأوامر السفاح بيجار.