''لا ومائة مرة لا، لأي تكريم رسمي للجنرال بيجار''، جملة تذيلت بيان يحمل إمضاء مجموعة من المؤرخين الفرنسيين من بينهم الكاتب شاموازو والمؤرخ ألان ريشيو، المجاهدة لويزة إغيل أحريز، وآخرون، للتنديد بمشروع وزير الدفاع الفرنسي الحالي، إيف لو دريان، تخليد روح السفاح ''بيجار'' بنقل رماد جثمانه نحو المعلم المخلد لأرواح محاربي ''الهند الصينية''، بمنطقة فريجيس بفرنسا، في 20 نوفمبر القادم. اعتبر المبادرون بلائحة التوقيعات أن هذا التخليد لروح الجنرال بيجار هو بمثابة ''استفزاز'' من طرف وزير دفاع تابع لحكومة حظيت باقتراع ''شعب اليسار''، ووجهوا نداء للمواطنين للتجند من أجل الوقوف حجر عثرة أمام تجسيد هذا المشروع، تماما كما فعلوا منذ سنتين بجمع 10 آلاف إمضاء لمنع وضع رماد جثمان بيجار في معلم ''المعطوبين -لي زانفاليد'' بفرنسا، من طرف جيرارد لونغي وزير الدفاع السابق المقرب من اليمين المتطرف. ودعّم الموقعون على اللائحة من بينهم السيناتور غاي فيشار، وصالح مقران ناشط جمعوي، والصحفية روزا موساوي، موقفهم بالتذكير ''مازال البعض ينعت الضابط بيجار ببطل الأوقات المعاصرة، رمز للتضحية والصبر، دون أدنى اعتبار للشهادات والأبحاث التاريخية الجادة، الموثقة بأدلة دامغة حول دوره ضمن الجيوش الاستعمارية كمحارب بلا مبادئ، يستعمل أساليب خسيسة وحقيرة. لقد خلف ذكريات مؤلمة للمناضلين الذين حاربهم والمساجين الذين استجوبهم في الجزائر والهند الصينية، أين تتواجد لحد الساعة عائلات تبكي موتاها أو من بين أفرادها من يحمل جروحا تعود لماضي بيجار الذي اقترن اسمه بأبشع وأمقت ممارسات الجيش الفرنسي''. ومن بين أبشع هذه الممارسات تحتفظ الذاكرة الوطنية بأسلوب ''كروفات أو جمبري بيجار'' المتمثلة في وضع أرجل مناضلين جزائريين دون محاكمتهم في الخرسانة ورميهم من على طائرة ''هيلوكبتر'' في الوديان والبحر لتفادي طفو أجسامهم، طريقة ذهب ضحيتها آلاف المناضلين. وأكد موقعو البيان في حالة استمرار الحكومة اليسارية في مسعاها، عزمهم على عدم الاستسلام والنضال من أجل منع أي تخليد رسمي لروح الجنرال مارسيل بيجار ''لا نقبل ربط مفهوم البطولة بمسار هذا الرجل. الأبطال الحقيقيون هم من كانوا في البلدان المستعمَرة يناضلون من أجل حرية واستقلال شعوبهم، ومن كانوا في الميتروبول ينددون بالحروب الاستعمارية المنافية للقانون الدولي ولحق الشعوب في تقرير مصيرها من أجل مصالح الأمة الفرنسية نفسها''.