عاد نظام الرئيس اليهودي لدولة فرنسا إلى استفزاز الجزائريين مجدّدا، مستغلاّ ورقة التاريخ البائس للاستعمار الفرنسي من خلال تكريم أحد أكبر قتلة الجزائريين، ويتعلّق الأمر بالجنرال بيجار المعروف بإشرافه على تعذيب وإعدام عدد من أبرز المجاهدين الذين فازوا بالشهادة على يدي السفّاح بيجار وجلاّديه· وبعد مرور سنة على موت بيجار، غير المأسوف عليه، أعلنت السلطات الفرنسية التي يبدو أنها مازالت متشبّعة بالعقلية الاستدمارية، عن تكريمه شخصيا، وهو التكريم الذي لم يمرّ مرور الكرام في فرنسا نفسها، حيث أطلق مناضلون في مجال حقوق الإنسان ومؤرّخون دعوة للتصدّي لتكريم فرنسا الرّسمي للجنرال بيجار بتحويل رفاته إلى قصر الأنفاليد بباريس· وقال موقّعو هذه المبادرة، بكثير من الاستياء، إن (الجنرال بيجار كان دائما يحظى بحبّ القوى السياسية الرّجعية ومساندتها وها هو اليوم وبعد سنة من رحيله يستعمل من جديد في مناورة سياسوية بتدبير من وزير الدفاع المعروف بماضيه في اليمين المتطرّف تتمثّل في نقل رفاته إلى قصر الأنفاليد)، واعتبروا أن هناك نوعا من التصرّف (غير اللاّئق) في وضع بيجار في صفّ عظماء منهم من يعود إلى قرون، كما تمثّل هذه المبادرة (إهانة) في حقّ الشعوب التي دفعت ثمن استقلالها غاليا· وجاء في هذا النّداء (هذه البلدان تحرّرت منذ عقود ولديها علاقات جيّدة مع بلدنا، هل تصوّرنا لحظة ما هي الرسالة التي تتهيّأ الحكومة الفرنسية لإرسالها إليهم؟)، مذكّرين بأن هذا الضابط كان الفاعل الأوّل في الحروب الاستعمارية، وأنه كان يستعمل أبشع الطرق دون (وازع)، وأشاروا في هذا الصدد إلى أن هذا الأخير (خلّف ذكريات أليمة لدى الشعوب التي حاربها والسجناء الذين إستجوبهم في الهند الصينية والجزائر· وهناك من العائلات الفيتنامية والجزائرية من لازالت تبكي أمواتها ومنها من لا تزال تحمل جراح الماضي.. إن اسم بيجار مرادف لأبشع ممارسات الجيش الفرنسي)· ورفض أصحاب هذه العارضة مثل المؤرّخ آلان روسيو والصحفية روزا ميساوي أن تنسب البطولية إلى تاريخ هذا الرجل، وطالبوا بتخلّي الحكومة الفرنسية عن هذه المبادرة (التي لا أساس لها من النّاحية التاريخية وخطيرة سياسيا وعار من النّاحية الإنسانية)· وكانت وزارة الدفاع الفرنسية قد أعلنت يوم الخميس عن نقل رفات الجنرال بيجار إلى قصر الأنفاليد، وكان مارسيل بيجار الذي توفي في 18 جوان 2010 عن عمر يناهز 94 عاما وترك وصية برمي رماد رفاته في ديان بيان فو بالفيتنام للالتحاق (برفقائه الذين سقطوا في المعركة) في ماي 1954· وأمام رفض السلطات الفيتنامية بعث وزير الدفاع الجنرال لونغي رسالة إلى ماري فرانس ابنة الجنرال مقترحا عليها فيها نقل رفاة والدها إلى قصر الأنفاليد حيث يدفن كبار قادة الجيش الفرنسي، ولم يحدّد إلى حدّ الآن تاريخ هذا النّقل·