قال الباحث والمؤرخ بشير صحراوي "إن الفكر الماسوني أخذ في الانتشار في الجزائر والمنطقة المغاربية".. محذرًا من أنها ممارسات تختبئ وراء ملتقيات ومحاضرات وندوات. وأوضح المؤرخ، أن الماسونية تفشت في المجتمعات المغاربية تحت غطاء نواد وجمعيات وأسماء جذابة دون أن يدرك روادها عمقها.. مشيرًا إلى أن الماسونيين أو البناؤون الأحرار يبرزون عبر عادات وطقوسا هي في الأصل دينية محضة يلتف السكان المحليون حولها ويقدسونها على غرار احتفالية المولد النبوي الشريف. وأكد المؤرخ صحراوي أن الماسونية تغلغلت في الجزائر ومعظم دول المغرب العربي منذ زمن طويل تحت غطاء ديني عقائدي وثقافي، في صورة الأسطورة التي قال عنها "إنها "مفبركة" والتي تسمى عيد الأمازيغ (يناير) حيث يتم إحياء هذا العيد احتفالاً بفوز جيش الملك الأمازيغي "شيشنيق" في 12 جانفي 950 قبل الميلاد على جيش الفرعون المصري رمسيس الثالث الذي حكم مصر من 1166 إلى 1696 قبل الميلاد، لكن الواقعة خرافة ابتدعها الماسونيون، لاسيما وأن الثابت تاريخيًا أن رمسيس الثالث حكم مصر 216 سنة قبل وجود شيشنيق. وتحدث المؤرخ عن أن الفكر الماسوني ينتشر عبر مجلداته ال12 المشتهرة ب "كتب الكابالا" أو "الكتب الشيطانية" والتي ألفها "الربي" اليهودي إسحاق الكفيف، في عهد سليمان (عليه السلام). وقال المؤرخ بشير صحراوي لمواقع إخبارية "إن الماسونية تتجلى بشكل علني في الجزائر ودول الجوار خاصة المغرب وتونس من خلال عديد الطقوس على غرار ما يسمى ب"الهيلولة". وأضاف أنه يجري ممارسة هذا الطقس "المزاوج" بين الخرافة والشعوذة، صباح كل سبت في المقابر مثل مقبرة بولوغين. ووسط رواج إشارات ماسونية محضة يجهل ممارسوها معناها، يقام طقس "الهيلولة" أيضًا بقباب وأضرحة مختلفة يكثر زوارها في: غرداية وتيزي وزو، ووهران، ومستغانم، وبشار وتندوف، وكثير من المناطق الأخرى، ويجري تنظيم مجالس "الهيلولة"، في أيام الجمعة وكذا الأعياد، وتشهد نحر الذبائح وتوزيع الطعام وتقديم الهدايا من نقود ومجوهرات، ويكثر بها الصياح والنواح وقرع الطبول والدفوف. ويستطرد المؤرخ بالقول "إنه في غمرة وضعية كهذه يغتنم الماسونيون المحليون الفرصة للإيقاع بضحاياهم ويوهمونهم بأنهم الصفوة، لتبدأ دعوتهم وحملهم على عبادة الشيطان بعد تأدية القسم الماسوني".