لا تزال الماسونية تشكل أحد المواضيع الأكثر إثارة والأكثر غموضاً منذ ظهورها حتى اليوم، ومؤلفا كتاب ''قصة الماسونيين'' الصحفية ماري فرانس اتشوغن والفيلسوف فريديريك لونوار، يعودان إلى البحث عن الماسونية منذ أصولها الأولى· يعود المؤلفان إلى تاريخ 7 يونيو من عام 1717 في لندن، حيث التقى مجموعة من الرجال ليضعوا ''الميثاق التأسيسي'' لمستقبل الماسونية، حيث قرروا إنشاء ''المحفل الكبير الأول'' وتبنّوا مجموعة من القواعد وحددوا مجموعة من الأهداف مع اختيار ''معلّم أكبر'' على رأسهم· في ذلك التاريخ المحدد، وحسب ما ورد في مصادر إعلامية، بدأت الخطوة الأولى من مسيرة الماسونية، ويُعيد المؤلفان أحد أسباب الانتشار الكبير للماسونية في فرنسا وعلى مستوى الشرائح الاجتماعية العليا، إلى كون أن ''الموضة السائدة'' آنذاك كانت ذات أصل بريطاني في تلك الحقبة، حيث كانت تسود في بريطانيا سياسة من الإصلاحات العامة منذ قيام ''الثورة المجيدة''، كما يتم توصيف تلك الفترة التي سبقت الثورة الفرنسية الكبرى بحوالي مئة سنة· كانت إنجلترا هي ''الموديل'' و''برلمانها'' و''مجتمعها الملكي'' و''ماسونيتها'' مما جذب الأرستقراطية الفرنسية المتنوّرة· وأكبر دليل على ذلك يقدمه المؤلفان كون أن ''مونتسكيو'' صاحب كتاب ''روح الشرائع'' كان ماسونياً وكان قد جرى ''تعميده'' في أحد ''أقبية ويستمنسر'' في بريطانيا· ويصف المؤلفان بالكثير من التفاصيل ''الطقوس'' التي يتم اتباعها لاكتساب صفة ''الماسوني'' مثل لف حبل حول عنق ''المرشح'' واقتياده إلى غرفة صغيرة جميع جدرانها مطلية باللون الأسود، تلك الغرفة هي شبيهة ب ''قبر''· وبعد سلسلة من ''الامتحانات'' التي تؤهل الناجح فيها إلى ولوج عالم ''الكيمياء الروحانية'' يتم ''عصب عيني'' المرشح· ثم يجد نفسه في غرفة محاطا بعدة أشخاص· وبعد تذكيره أنه أقسم على الاحتفاظ بالسر وعدم البوح أبدا بما رأى وسمع في المكان· يُطرح عليه السؤال إذا كان يرغب دائما أن يكون ماسونيا؟ ويتكرر السؤال ثانية· ويؤكد ب ''نعم'' دائما· عندما فقط يفكّون العصبة عن عينيه كي يرى للمرة الأولى أعمدة المعبد وحوله رجال يشكلون نصف دائرة ويشهرون عليه سيوفهم· كان ذلك عام ,1775 ويؤكد المؤلفان أنه لا تزال تمارس حتى الآن نفس الطقوس تقريبا بالنسبة لأولئك الذين ''يقرعون أبواب المعبد'' الماسوني· إن مؤلفي هذا الكتاب يرفضان ما يسميانه ''أسطورة عودة أصول الماسونية إلى الثورة الفرنسية''، ويعتبران أنه لم يعد هناك أي مؤرخ جدي ''يدعم مثل هذه المقولة· ولكنهما يؤكدان بالمقابل وجود عديد من الماسونيين بين صفوف الثوار الفرنسيين''·