أوضحت الروائية والقاصة نعيمة معمري، أن استعمالها للغة العامية المهذبة التي أطلقت عليها- اللغة الثالثة- في نصها المسرحي الهدف منها ترويج اللهجة الجزائرية في المشرق العربي وأكدت من خلال استضافتها أول أمس في فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني الجزائري، لتقديم نصها المسرحي "عودة جميلة"، أن تجربتها في الكاتبة المسرحية هي تحدي ورهان لكل المسرحيين الذين يتهمون الكاتب الجزائري بضعفه وعدم قدرته عن إنشاء نص مسرحي، وأن المسرح الجزائري مرتبط بالاقتباس والترجمة إلى درجة كبيرة. "عودة جميلة" مسرحية تحكي الماضي الثوري بمحافله ومجده وارتباطه بالحاضر، وتروي من خلاله قصة امرأة مناضلة فقدت ابنتها أثناء مداهمة الاستعمار الفرنسي لمنطقة اسمها "راس الجبل"، تمر الأيام والسنين على الاستقلال لكن تبقى المرأة المناضلة ترتقب عودة ابنتها جميلة فكل خطوة تسمعها اقتربت من المنزل، هي متأكدة من أن ابنتها لم تمت بل رأتها يومها بعدما فقدت وعيها إثر رصاصة أصابتها في كتفها رجال الله –المجاهدين- يحملونه. كانت الأم المناضلة تعيش مع أسرة طماعة تردد العبارة نفسها:" لا وجود للثورة بدون ثروة"، الابنة الأرملة تبحث عن الراتب الشهري، الحفيد يحاول بيع البيت من أجل مشروع الهجرة، تتوال الأحداث بين الأم المناضلة التي تنام وتفيق على حلم عودة جميلة والبنت الأرملة والأحفاد الذين يرون أن جدتهم تعاني من الهلوسة والجنون، إلى اليوم التي زارت فيه صحفية منزل المناضلة بعدما كلفت بإقامة روبورتاج عن النساء المناضلات الجزائريات لتكتشف في النهاية أنها حفيدتها من ابنتها الطبيبة المتبناة من مهجر جزائري وتعود جميلة إلى أحضان أمها. ودعت نعيمة خلال قراءتها لعملها المسرحي الجديد إلى الكتابة التارخية تمجيدا للثورة الجزائرية العظيمة. ومن جهته، قال الشاعر لمين سعدي أنه رأى في أحداث الرواية تحدٍ للمجتمع الذكوري من خلال إبراز العنصر النسوي كرمز لصون الذاكرة التاريخية واعتبره تحدياً يستحق العمل من أجله.