أحيت بلدية المخادمة بولاية بسكرة السبت الماضي "موسم العلامة عبد الرحمان الأخضري" بإدراج أنشطة متنوعة. وجرت بهذه المناسبة بالمسجد الذي يحمل اسم هذا العلامة بحضور مدير السياحة والصناعة التقليدية بالولاية يحيى عبد الحكيم عملية إزاحة الستار عن جدارية من الرخام دونت عليها ومضات مقتضبة حول حياة هذه الشخصية الجزائرية الفذة. وأبرزت المعلومات التي تضمنتها الجدارية أن الأخضري كان أحد علماء الجزائر في القرن ال 16 الميلادي واشتهر بكفاءته في شتى العلوم والثقافة كالفلك وعلم المنطق والفقه والحساب والتدريس. وعاش الجمهور الذي توافد بكثافة لمتابعة فقرات "الموسم" لحظات من الخشوع عند الاقتراب من محيط الخلوة التي هي مقام بعيد نسبيا عن الأنسجة العمرانية بالمكان المسمى "السارق" كان يلجأ إليها العلامة للتدبر. وجرى في إطار هذه الاحتفالية استعراض في الهواء الطلق لفرقة الخيالة لجبل العروسين بمدينة طولقة بنفس الولاية، حيث أبدعت كوكبة من الفرسان ممتطين الأحصنة في تقديم لوحات راقصة تخللتها طلقات البارود. إثر ذلك تم فسح المجال أمام عديد الفرق الفلكلورية على غرار فرقة "الحفوظية" من مدينة بسكرة وفرقة "الطبول والمزمار" من بلدية المخادمة التي أبهرت الحضور بوصلات إنشادية وغنائية مستوحاة من تراث الزيبان. وتميزت هذه التظاهرة كذلك بإقامة معرض للصناعة التقليدية والحرف التي تزخر بها ربوع الزيبان الغربية الواقعة ضمن إقليمها بلدية المخادمة فضلا عن إبراز نماذج من المنتجات المصنوعة من مشتقات النخيل على غرار المظل والقفة والحصير. وكان الاحتفال ب "موسم" عبد الرحمان الأخضري فرصة أيضا لتسليط الضوء على إسهامات هذه الشخصية في الفكر والثقافة والدين. وتعد هذه التظاهرة مناسبة مثلى لترقية السياحة الدينية ببلدية المخادمة الريفية، حسب ما صرح به مسؤول قطاع السياحة والصناعة التقليدية الذي أضاف بأن هناك مساعي تبذل لتكريس هذا الحدث بمثابة تقليد سنوي بهذه البلدية.