عندما يقول الفرنسيون بعد عشرين يوما من دخول الرئيس بوتفليقة مستشفى فال دوغراس، أن حالته الصحية غير مستقرة وانه مريض، فهذا يستدعي الوقوف عنده ليس بالتحليل والتعليل وإنما بالترقب والانتظار فيما ستأتي به قادم الأيام والساعات، نقول هذا الكلام لان التصريحات الرسمية التي غالبا ما تطرح في شكل بيانات رئاسية مختصرة ومختزلة لا تشفي غليل المواطنين في المعلومة، كما أن خرجات بعض الوزراء لم تعد تلق قبولا لدى الشارع العريض، ومصداقيتها على المحك، نظر لافتقارها إلى وسائل الإقناع من جهة، وغياب أدلة واضحة المعالم من جهة أخرى. حديث لوبوان الفرنسية المقربة من دوائر السلطة الحالية في فرنسا، واعني الاشتراكيين تحديدا، أعادت إلى الواجهة ملف التسيير الكارثي للملف الصحي للرئيس من قبل الحكومة، ودفعتنا مرة أخرى إلى الاستسلام إلى الإشاعات أو انتظار الخبر اليقين من الفرنسيين الذين يملكون ويعلمون خبايا الامور وما تخفيه صدور مؤسسات الدولة الجزائرية. اليوم بعد دخول الأسبوع الثالث من غياب الرئيس عن البلد وتواجده بالمستشفى العسكري فال دوغراس بفرنسا يفترض على السلطات العليا في البلد الخروج عن صمتها وإخبار الشعب بما يجب إخباره أو على الأقل بما ينتظره هو حول صحة رئيسه وحول مستقبل بلاده، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبقى البلاد بأسرها رهينة إشاعات وإشاعات مضادة، ولا يمكن أيضا أن يبقى الجدل حول تفعيل المادة 88 من الدستور رهين التوظيف السياسوي بدل التفكير الجدي والمسؤول في مستقبل البلد ولكن أيضا في كيفية مصارحة الرأي العام بحالة الرئيس. في وقت سابق أخبرنا الفرنسيون وتكرموا علينا بأن الجزائر فتحت أجواءها للطيران الحربي الفرنسي، واليوم يقولون لنا ما لم تقله لنا حكومتنا الموقرة حول مرض الرئيس ووضعيته... فهل كتب لنا القدر أن نبقى رهينة استعمار معلوماتي من قبل الفرنسيين؟...ربما الأمر يحتاج إلى نوفمبر جديد لتحرير المعلومة من الاستعمار الإعلامي الفرنسي.