كثيرا ما يصاب الواحد منّا بنزلة برد أو رشح عابر، وربّما نشعر أحيانا كثيرة بألم في الصدر، وقد يتطوّر السّعال عندنا، وترتفع درجة حرارتنا. ونقول في قرارة أنفسنا أنّها أعراض مألوفة وعادية، لكن قد يحدث أن تكون هذه أعراض المصاب بالتهاب القصبات الهوائية الحاد أو البرونشيت كما يعرفه الأغلبية منّا، في هذه الحالة يكون جدار الممرات الهوائية التي توصل الهواء إلى رئتينا مصابة وملتهبة، فالتهاب القصبات الهوائية في أغلب الأحيان يتبع عدوى تنفسية مثل الزكام، وقد ارتأت الحياة العربية أن تسلّط الضوء على هذا المرض، في حوار مع الدكتور ميطاهري الهاشمي. حاورته : مريم عويشات الحياة العربية : هل لكم أن تعرّفوا قراءنا الكرام بمرض التهاب القصبات الهوائية أو البرونشيت؟ الدكتور ميطاهري الهاشمي : هو مرض التهاب القصبات الهوائية La Bronchiteعلى أنّه التهاب يصيب الأنابيب التي توصل الأكسجين إلى الرئتين، وعندما يحدث لهذه الأخيرة التهاب تنتفخ وتفرز مخاطا، والذي بدوره يزيد السعال ويزيد الصعوبة في التنفس. ما هي الأعراض التي يمكننا من خلال معرفة المرض؟ من أهمّ العلامات و الأعراض التي يمكن أن تدلّ على أنّ المريض مصاب بهذا المرض هي السّعال المستمر والذي يكون في البداية جافا ثمّ يتحوّل إلى سعال مع مخاط أصفر أحد العلامات الرئيسية لالتهاب القصبات الهوائية. هذا المخاط هو طبيعي في جسم الإنسان لأنّ الممرات الهوائية تنتج كمية قليلة منه يوميا، ولكن هذه الإفرازات عادة لا تتراكم لأنّها تمرّ إلى حنجرتنا وتبتلع مع اللعاب. وعندما يكون هناك التهاب في الممرات الهوائية ينتج كميات كبيرة من المخاط الذي يخرج عند السعال، إذا استمر إلى ثلاثة أشهر يعتبر التهاب قصبات هوائية مزمن، إضافة إلى شعور المريض بضيق في التنفس، و حمى وصداع خفيفين، تقرّح وشعور بحرقة في الصدر، التهاب الحنجرة، احتقان في الصدر، صعوبة في التنفس، صفير أثناء التنفس، ارتفاع في درجة الحرارة، تعب عام في الجسم. ما هي أهمّ الأسباب المؤدية للإصابة بهذا المرض؟ هناك أسباب مختلفة للإصابة بالبرونشيت ومن أبرزها، الفيروسات التي تسبّب الرشح هي التي تسبب التهاب القصبات الهوائية في أغلب الأحيان، أيضا يمكن أن يتطور الالتهاب من عوامل غير معدية مثل التدخين وحتى الهواء الملوث. والتعرّض المستمر للغبار والأدخنة والغازات السّامة، التهاب القصبات الهوائية ممكن أن يكون نتيجة دخول حوامض المعدة (عصارة المعدة) إلى الممرات الهوائية. هل يمسّ هذا المرض فئة معيّنة من الأشخاص؟ لا أبدا، هذا المرض ليس خاصا بفئة معيّنة، لكن يمكن أن يكون الأشخاص المدخنين أو الذين يعيشون معهم هم الأكثر عرضة لالتهاب القصبات الهوائية الحاد والمزمن، إضافة إلى الأشخاص الذين لديهم مناعة قليلة، مثل كبار السنّ والأطفال. ما هي مضاعفات هذا المرض؟ ** قد يحدث وأن يتطوّر المرض في حالة عدم الالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب، ليصبح ربوا. ويمكن أن يسبّب ذات الرئة pneumonia في بعض الحالات، خصوصا لدى الأشخاص المصابين باضطرابات في الجهاز التنفسي والأشخاص المصابين بأمراض القلب هم الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات. ومواصلة الشخص المدخن المصاب بالبرونشيت لتدخينه قد يتطوّر المرض عنده ليصبح سرطان الرئة. كيف يشخّص البرونشيت؟ وفي حالة لجوء المريض إلى الطبيب يقوم هذا الأخير بوضع السّماعة على صدره ليستمع إلى صوت التنفس. أو ربما يطلب منه صورة أشعة للصدر، وقد يطلب منه إخراج السّعال لزراعة البكتيريا في المختبر لمعرفة نوعية البكتيريا. وفي بعض الحالات يوصي الطبيب بفحوصات إضافية، يتضمن فحص وظيفة الجهاز التنفسي pulmonary function test لتدقيق علامات أو إشارات الرّبو أو الانتفاخ emphysema. خلال هذا الفحص يجب أن تنفخ في جهاز خاص يدعى سبايروميتر، الذي يقيس حجم الهواء في رئتيك بعد أخذ نفس عميق ونفخه خارجا. الجهاز أيضا يقيس سرعة أخذك للهواء في رئتيك. إنّ الاختبار غير مؤلم ويأخذ دقائق قليلة فقط. وهل هناك علاج فعّال ينهي معاناة المرضى؟ هناك علاج فعّال إذا كان متوازنا، لأنّه في حال كانت أسباب المرض معروفة لا يقدّم للمريض مضادات حيوية لكن يوصف له أدوية تخفّف الألم حتى يشفى، لكن إذا كانت الأسباب بكتيرية تقدم له المضادات الحيوية .كما يمكن للمريض أن يحصل على الكثير من الاستراحة. ويشرب سوائل إضافية. ومن الأفضل أن لا يعيق السّعال الذي يخرج المخاط، لأنّ السعال يساعد على إزالة المهيجات من رئتي المريض ويفتح الممرات الهوائية. وكيف يمكننا أن نقي أنفسنا من هذا الداء؟ للوقاية من هذا المرض يجب تجنب التدخين المباشر أو التعرض للتدخين غير المباشر، حيث يزيد دخان التبغ خطورة التهاب القصبات الهوائية، الحرص الجيّد على إبقاء الجسم دافئا في فصل الشتاء بارتداء ملابس تحميه من سموم البرد، تجنّب الأشخاص المصابين بالزكام، العطس والسّعال خصوصا في الأماكن العمومية، كما يجب تفادي شرب المشروبات الساخنة بعد المشروبات الباردة والابتعاد عن الأماكن الرطبة.