حذّرت الدكتورة خديجة المختصة في طب الأطفال في حوار مع ''الشعب'' الأولياء الذين يعاني أطفالهم من التهابات تنفسية عليا وبالأخص التهاب البلعوم الأنفي ''غينوفارانجيت'' من ارتفاع درجة حرارة الجسم لمدة تتجاوز 4 أيام ودعت إلى التعجيل بعلاجهم دون تهاون ، مقدمة لهم نصائح هامة من أجل حماية أطفالهم من المضاعفات الخطيرة نتيجة الإصابة بالتهاب البلعوم الأنفي الذي يشهد انتشارا رهيبا لدى الأطفال في الجزائر، كل التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه معها. @ الشعب: ما مدى انتشار الالتهابات التنفسية لدى الأطفال في الجزائر؟ @@ الدكتورة خديجة: الالتهابات التنفسية العليا تعرف انتشارا كبيرا، و تمثل مشكلا يهدّد الصحة العمومية، وهي عبارة عن مجموعة من الالتهابات التي تسبّبها عدد من الفيروسات أو البكتيريا، وتمس أي جزء من أجزاء الجهاز التنفسي بداية من الأنف إلى الرئتين مثل التهاب اللوزتين والأذن الوسطى والحلق إلاّ أنّ الأطفال في الجزائر يصابون بصفة أكثر بالتهاب البلعوم الأنفي، حيث تصل عدد الاصابات إلى 8 مرات في السنة لدى الأطفال الأقل من 5 سنوات، أغلب الاصابات والحالات التي تتوجّه إلى مصالح طب الأطفال على مستوى المستشفيات ناتجة عن هذا المرض الخطير . @ ما هي أسباب الاصابة بالتهاب البلعوم الأنفي ''غينوفارانجيت''؟ وفيما تكمن أعراضه؟ @@ أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالتهاب البلعوم الأنفي هي سوء التغدية وعدم القيام بالتلقيح ضد الكساح، وتعرض الطفل إلى نزلات البرد المتكررة، إضافة إلى إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض أو الحساسية ونقل العدوى إلى الطفل الصغير، ونقص عنصر الحديد في جسمه . ومن بين عوامل الاصابة بالمرض وتفشي انتشاره، الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة التي يعيش فيها الأطفال. وفيما يخص طرق العدوى فإنّها تحدث عن طريق استنشاق الرذاذ المحمل بالميكروبات المسببة للمرض من شخص مصاب في العائلة إلى الطفل الصغير، خاصة في الأماكن المغلقة وسيئة التهوية. وترتبط التهابات البلعوم الأنفي عموما بإصابات فيروسية تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، فتظهر على شكل سيلان للأنف والحمى، والسعال الذي يمكن أن يستمر 10 أيام، كما يصبح الطفل المريض يعاني من صعوبة التنفس من الأنف ولكن من الفم، وفي بعض الأحيان تظهر لدى الطفل المريض علامات أخرى كالقي والإسهال. @ متى تصبح الاصابة خطيرة؟ وما هي الحالات التي تستدعي تناول المريض للمضادات الحيوية؟ @@ تصبح الاصابة بالتهاب البلعوم الأنفي خطيرة على الطفل في حال استمرار الحمى في جسمه لمدة تتجاوز4 أيام، حيث يكون احتمال إصابة الطفل ببعض الأمراض الخطيرة كبيرا، وهي عبارة عن مضاعفات المرض كالالتهاب الرئوي ''البنومونيا'' والجيوب الأنفية والتهاب الأذن الوسطى المزمن. كما أنّ التهاب البلعوم الأنفي الناتج عن البكتيريا يشكّل خطرا كبيرا على صحة الطفل إلاّ أنّها قليلا ما تصيب الأطفال حيث نجد أغلب الحالات سببها فيروسات تتنقل في الهواء وتسبّب العدوى للأشخاص، ويمكن أن يشفى منها الطفل خلال أيام قليلة. وحول الحالات التي تستدعي وصف المضادات الحيوية للمريض يمنح الطبيب المعالج هذه الأدوية للمصاب بالتهاب البلعوم الأنفي عند الضرورة، ويحبّذ أن تكون آخر الحلول وبعد البحث عن محاولات عديدة لأنّ تناولها من قبل المريض بدون الحاجة الماسة يشكّل خطرا كبيرا على صحته، لذلك فعلى الطبيب ألا يصف هذا النوع من الأدوية للمريض بصفة عشوائية ولكن بعد التأكد من الاصابة. ومن بين الحالات التي تستوجب أخد المضادات الحيوية الإصابة البكتيرية، وهي الأكثر خطورة لأنّ جسم المريض في هذه الحالة لا يمكنه المقاومة أمام هذه البكثيريا فتصبح المضادات الحيوية الأكثر فعالية. كما أنّ ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل إلى 41 درجة واستمرارها لمدة تتجاوز ال 4 أيام يستدعي وصف المضادات الحيوية للمريض نظرا لخطورة الوضع الصحي. @ كيف يتم العلاج؟ وهل توجد أساليب وقائية؟ @@ يقدّم الطبيب العلاج للمريض بالتهاب البلعوم الأنفي حسب الأعراض الظاهرة عند الطفل، منها انسداد الأنف والعطس المتكرر أو السعال وسيلان الأنف أو القي والإسهال، وكل حالة تعالج حسب العلامات البارزة. وأول وسيلة يقوم بها الطبيب لعلاج المريض غسل الأنف وتقديم له بعض الأدوية المضادة للأعراض الظاهرة. ومن بين أهم النصائح التي يمكن أن أقدّمها للأولياء والعائلة هي إبعاد الطفل عن الأشخاص المصابين بالمرض وذلك لمنع انتقال العدوى إليه، إضافة إلى تجنب التدخين أمام الطفل الصغير وعدم تعريضه للهواء الملوث. كما يتوجّب الاهتمام بتلقيح الأطفال في مواعيدها المحددة لما لها من دور أساسي في حماية الطفل من أمراض كثيرة، تتعلق معظمها بالجهاز التنفسي كالسل والسعال الديكي والديفتيريا، لأنّ تطعيم الطفل يساهم في الحدّ من هذه الأمراض ويمنع مضاعفاتها الخطيرة، والتي من أهمّها الالتهاب الرئوي.