يبدو أن دورة الحياة قالت كلمتها مع الزعيم التاريخي، حسين أيت أحمد، فالرجل اعتذر عن حضور المؤتمر الخامس لجبهة القوى الاشتراكية، بعد أن حرمته دورة الحياة دائما من إلقاء خطبة الوداع أمام تلامذته وإطاراته وبالأخص حزبه الذي شكل على مدار خمسة عقود مدرسة أسست للفكر السياسي المعارض وفق نسق وطني لا تحيد عنه أبدا. صحيح أن غياب أيت أحمد عن المؤتمر كان له وقعه الخاص، لكن أعتقد أن أهمية النظر إلى مستقبل الأفافاس بدون أيت أحمد ضروري وذلك من خلال التساؤلات الآتية: - هل سيتمكن أشبال الذا الحسين من الحفاظ على الحزب وضمان استمراريته؟ - هل سيبقى الأفافاس محافظا على نهجه المعارض في إطار النسق الوطني أم أن غياب أيت أحمد من شأنه أن يقزم الأفافاس ويجعله كباقي الأحزاب؟. - هل سينجح الأفافاس في الانتقال إلى حياة المؤسسات بعد أن ظل ثقل أيت أحمد وطيفه يطغى على مخيلة المناضلين؟. الكثير من الأسئلة يطرحها المتتبعون، بالنظر إلى رمزية أيت أحمد وخبرته وحنكته في إدارة الصراعات والأزمات وأيضا خلق مبادرات، واتخاذ القرار السياسي في الوقت المناسب، فالرجل ليس ككل الرجال، فهو واحد ممن صنعوا مجد الوطن، وغيابه عن حزب أسس ومارس المعارضة في ظروف مختلفة قد يجعله أمام اختبارات صعبة....