الأوضاع التي تعيشها الجارة تونس، سياسيا وأمنيا، تجعلنا كجزائريين، عشنا ظروفا قاسية، نتمنى لهم الخروج من الانسداد الذي يطبع الحياة السياسية وإنهاء المرحلة الانتقالية بسلام. ومعنى هذا الكلام، أن اتهامات بعض عناصر حركة النهضة للجزائر بالتخطيط لقلب نظام الحكم في تونس، على خلفية خضوعه لحكم النهضة الإسلامية، مجرد مسعى فاشل لتصدير أزمة يتخبط فيها التيار الإسلامي ليس في تونس فقط ولكن في كل الأقطار العربية، في مصر كما في سوريا والمغرب وقبلهما في الجزائر. صحيح أن السلطات التونسية نفت وتنصلت من اتهامات بعض السياسيين، لأنها تدرك أن امن تونس من امن الجزائر وامن الجزائر لا يمكن أن يكون إلا جزء من الأمن التونسي، لكن خدش أحاسيسنا بين الفينة والأخرى قد لا يكون في مصلحة العلاقات الأخوية بين الشعبين. كوادر حركة النهضة في تونس، ورئيسها راشد الغنوشي، واحد ممن يعرفون طيبة الجزائر وكرمها لما تعلق الأمر بقمع نظام بن علي للنشطاء السياسيين ومنهم راشد الغنوشي، والباجي قايد السبسي السياسي المخضرم يعرف أيضا كيف وقفت الجزائر مع تونس عقب الإطاحة ببن علي ...هذا يعني فيما يعنيه ان حكاية انزعاج الجزائر من حكم النهضة في تونس افتراء، والقول بالسعي للنيل من طبيعة النظام قد يكون مجرد كلام عابر لكنه... يبقى جارحا. فاحذروا.