حمام الصالحين، هو حمام روماني يعود إنشاءه إلى ما قبل عشرين قرن كإنجاز ومعلم للعهد الفلافيني المؤسس بولاية 69 م من قبل "فيسبازيان" الوالي العام لإفريقية الذي أصبح فيما بعد إمبراطور روما ومؤسس الحضارة الفلافيانية، ويوجد مركب حمام الصالحين على بعد 6 كم من مدينة خنشلةالمدينةالرومانية القديمة ماسكولة بجبال الأوراس، حيث كانت المنطقة في القديم تعرف بنوميديا الإمبراطور فسبازيان، استنادا إلى المنقوشات المكتشفة هذا المركب، فقد تم تشييده أو إعادة استغلاله في الفترة الفلافيانية خلال حكم الإمبراطور فلافيان، حيث شيد حمام الصالحين في الحقبة الفلافيانية كما تدل على ذلك تسميته وهي فترة حكم الإمبراطور الروماني تيتوس فلافيوس فسباسيانوس، وأسس الإمبراطور فسباسيان حقبة جديدة في تاريخ روما عرفت في مدى التاريخ بالحقبة الفلافيانة حيث تميزت فترة حكم الإمبراطور بالازدهار والتطور حمام مستغل للسباحة. .. صرح مائي فيه شفاء للعديد من الأمراض ويعد حمام الصالحين عبارة عن صرح مائي لاستغلال المياه الجوفية الحارة والباردة استعملت الحجارة في بناء هذه التحفة المعمارية يتكون من تشكيلة مختلفة من المسابح أهمها المسبح المستطيل طوله 14م عرضه 10م و عمقه 1م و45سم محاط بأعمدة والمسبح الدائري قطره 8م وعمقه 1م و45سم كان مغطى بقبة وثلاث غرف تحتوي كلها على أربع مسابح، كما يمثل حمام الصالحين أهمية عالية في الاستشفاء من العديد من الأمراض لما تمثله نوعية المياه الحارة المعدنية الخارجة من باطن الأرض فلقد كان مركز للراحة والاستجمام للعديد من الملوك وقادة الجيوش الرومانية. .. إقبال واسع من كل مكان شهد حمام الصالحين بولاية خنشلة تزايد أعداد الوافدين عليه من مختلف أنحاء البلاد، و رغم أن العمل متواصل على مدار 24 ساعة وطول أيام الأسبوع إلا أن الراغبين في الاستحمام بالغرف يضطرون في أغلب الأوقات إلى انتظار دورهم مدة طويلة قبل الظفر بواحدة من بين 56 غرفة استحمام موجودة، وهذا بسبب التوافد الكبير الذي يعرفه الحمام، كما أن الخدمات الجيدة المقدمة للزائرين زادت من نسبة الإقبال على الحمام. ويرجع أغلب الناس سر كثرة الوافدين على هذا الحمام إلى القيمة العلاجية لمياهه، وكذا المرافق التي جعلت من هذه المنشأة في أعلى مستوى من حيث نوعية الخدمات. .. مرافق الحمام عاجزة عن استيعاب الأعداد الهائلة نظرا للإقبال الواسع للزائرين إلى الحمام أصبحت مرافق حمام الصالحين عاجزة عن استيعاب الأعداد الهائلة و المتزايدة للقادمين من مختلف أنحاء الوطن خاصة أيام العطل ولا سيما في فصلي الربيع والصيف رغم أن الحمام يعمل بشكل متواصل 24 ساعة على 24 ساعة. وضع يحتم على الراغبين في الاستحمام بالغرف إلى الانتظار الساعات الطوال قبل الظفر بغرفة استحمام، في حين يفضل الكثير من الرجال الاستحمام في المسبحين القديمين اللذين يعودان إلى الحقبة الرومانية. ويرى العديد من المواطنين أن تحديث الحمام يحتاج إلى استثمارات ثقيلة حتى ترتقي نوعية خدماته إلى مستوى المركبات الحموية الوطنية المعروفة و حتى إلى المستوى العالمي، ولم لا، ما دامت الميزات الطبيعية المتوفرة في مياه الحمام و محيطه الجبلي الغابي في غاية الروعة. بداية الاهتمام الجاد بحمام الصالحين الذي يمثل مرفقا سياحيا فريدا لم يتم تثمينه بالقدر الضروري من قبل، يكون بوضعه في مستوى راق يضاهي على الأقل مستوى المحطات الهامة الموجودة بالجزائر والتي تضاهيها جودة مياه حمام الصالحين أو تتفوق عليها في بعض الجوانب العلاجية. وفي هذا الشأن أطلقت مصالح مديرية السياحة بولاية خنشلة مناقصة بين مكاتب الدراسات، لإنجاز دراسة لمشروع تأهيل حمام الصالحين الذي لم يحظ من قبل سوى بجهود محلية قامت بها بلدية الحامة التي يوجد بترابها هذا المرفق سواء من حيث التوسعة أو الترميم، لتهيئة المنبع وتهيئة المساحات المحاذية لوادي حمام الصالحين و خلق فضاءات استراحة ومساحات خضراء وإنجاز قاعة ألعاب و ترفيه، ومدرج لإقامة النشاطات الثقافية، فضلا عن المحلات والمساحات التجارية. أما المرافق الموجودة حاليا فتتمثل في فندق البريد الذي يتسع ل 150 سريرا ودار المعلم بها حوالي 50 سريرا، إضافة إلى مرقد يتسع ل 50 سريرا، كما توجد قاعة كبيرة للرياضة و خمسة مطاعم، و حوالي 20 كشكا. كما تسهر مصالح مديرية السياحة على القيام بخرجات دورية ثلاث أو أربع مرات في الشهر لمراقبة حمام الصالحين في جوانب الأمور التي تضمن راحة السياح من حيث مدى جودة الخدمات المقدمة لهم. أما بالنسبة لتطور النشاط فقد صار الحمام مفتوحا 24 ساعة متواصلة و على مدار الأسبوع، بعدما كان العمل محددا ب 12 ساعة فقط، في حين أن عدد العمال زاد إذ انتقل من 14 عاملا إلى 60 عاملا في الوقت الراهن بعدما صار العمل يتم وفق نظام 3 فرق في 8 ساعات، و قد مكنت هذا النمط من العمل العائلات أن تأتي ليلا لتستحم ثم تعود لديارها خاصة من مدن الولايات القريبة.