في زمن الحروب يقال أن الضحية الأولى هي الحقيقة، والحقيقة ضرورة لمعرفة مسببات الأزمات والحروب وأهدافها وأيضا تكاليفها... في الجزائر نعيش حروبا من نوع آخر، حروب سلاحها الإعلام، وضحاياها كثيرون، فانتقلنا منذ مدة ليست بالقصيرة من ممارسة الإعلام إلى ممارسة الدعاية بكل أصنافها المتفق عليها علميا، السوداء، الرمادية والبيضاء وان كانت هذه الأخيرة قليلة، والملاحظ أن الدعاية هذه محل الحديث في الممارسة الإعلامية عادة ما تكون مصحوبة بالوشاية، الهادفة إلى تصفية حسابات أو أضعاف المعنويات أو خلق جو من الاضطراب لدى الخصم. كل وسائل الإعلام تحدثت عن أمر بالتوقيف الدولي ضد الوزير السابق شكيب خليل وعائلته، ثم عادت تلك الوسائل الإعلامية لتقول أن شكيب خليل قد لن يوقف من قبل الانتربول لأسباب إجرائية، وهنا نتساءل هل تضارب في الخبر مرده إلى أخطاء إجرائية أم نقص في المعلومة أم يراد منه التشويش على الرأي العام؟ أيضا إحدى الصحف تناولت خبرا يفيد أن الصحفي هشام عبود المتابع قضائيا منم قبل القضاء الجزائري فر هاربا أو حراقا عبر الحدود البرية الشرقية، ثم حراقا في اليونان، ليخرج المعني ويثبت بالوثائق انه خرج بصورة قانونية وعادية وانه متواجد بسويسرا وليس اليونان؟...ولكم أن تتساءلوا عن خلفيات نشر خبر هكذا دون تمحيص أو تأكيد.. في الحقيقة لست هنا للدفاع عن المتابع قضائيا هشام عبود، ولكن سوقنا هذا المثال وغيره كثير لنؤكد أن الإعلام في الجزائر انحدر إلى مستوى غير مقبول، أصبح أداة هدم في حرب مدمرة للبلد ومقدراته..فلينتبه الجميع.